أعلنت إيران الخميس أن مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي حققت تقدّمًا كبيرًا في صياغة اتفاق نهائي يطوي الملف، وشددت على أن أي دخول إلى مواقع غير نووية على أراضيها، لن يشكّل تفتيشاً وسيكون مضبوطًا.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن استعداد بلاده لإبرام اتفاق لتحالف استراتيجي مع روسيا، فيما كرر نظيره الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستسلّم طهران قريبًا منظومة صواريخ متطورة من طراز "إس - 300".
وعقدت إيران والدول الست "الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا" في فيينا الخميس جولة مفاوضات جديدة، في محاولة لتذليل خلافات تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول آخر الشهر.
وأوضح نائب ظريف عباس عراقجي: "حققنا تقدمًا كبيرًا في صياغة النص النهائي، لكن ليس في ما يتعلق بالملاحق، أمامنا أسابيع، ونأمل بإنهاء هذا العمل الصعب والمعقد، والتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران / يونيو، وربما قبل ذلك".
وكرّر رفض طهران دخول منشآتها غير النووية، وتفتيشها، سواء كانت عسكرية أو غير ذلك، مضيفًا أن البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي ينص على الوصول إلى تلك المواقع، عبر إشراف الدولة المعنية، وأن هذه آلية تطبّقها الدول من خلال منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكان الوصول إلى منشآتها غير النووية، وأنها تتمثل بقوانين وضوابط تجب مراعاتها، ولا تعني عملية تفتيش ولا دخول، وتابع: "نحاول أن نضع قواعد للدخول بضوابط، إلى مواقع غير نووية، في سياق اتفاق نهائي".
وعلّقت "الخارجية" الأميركية على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أفاد أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، بدل أن تخفضه، في الأشهر الأخيرة.
وأشارت "الخارجية" إلى أن مخزون طهران تأرجح صعودًا وهبوطًا، لكنه كان يعود دومًا إلى مستوى 7650 كيلوغرام بحلول المواعيد المحددة، علمًا أن اتفاق لوزان يلزم إيران بخفض مخزونها في نهاية المطاف إلى 300 كيلوغرام.
وأكد لافروف اقتناعه بأن على طرفي المفاوضات النووية التوصل إلى اتفاق في شأن كل المسائل التقنية، إذا تمسكا بالإطار السياسي الذي أُبرِم في لوزان.
وأفاد بعد لقائه ظريف، على هامش اجتماع لوزراء "خارجية" دول منظمة "شنغهاي" للتعاون، أن تسليم إيران صواريخ "إس - 300" سيتم قريبًا.
وأعلن ظريف الذي عقد اجتماعًا ثلاثيًا مع لافروف ووزير "الخارجية" الصيني وانغ يي، أن إيران مستعدة للعمل على وثيقة لتحالف استراتيجي مع روسيا، مشيدًا بالدور الحاسم والقيّم الذي تؤديه، حيث نسبت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" إلى لافروف ترحيبه بالأمر.
ونقلت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن ضابط بارز في الجيش أن اتفاقًا مع إيران سيتيح رؤية واضحة عن الاتجاه الذي سيسير فيه برنامجها النووي، علمًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يعتبر أن أي صفقة ستكون سيئة جدًا.
وأفاد الضابط الإسرائيلي أن تدابير تسعى إليها الدول الست، مثل تعزيز تفتيش المنشآت النووية لإيران وتقليص تخصيبها اليورانيوم، تتيح الافتراض بتراجع الخطر خلال الأعوام المقبلة.
ولفت مصدر عسكري "إسرائيلي" إلى أن تصريحات الضابط تعكس الأفكار المتداولة على أعلى المستويات، في القوات المسلحة للدولة العبرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر