طرابلس ـ فاطمة سعداوي
ألقت قوات أمنية ليبية القبض على القيادي في تنظيم "داعش" المتطرف، معاذ الفزاني، أثناء محاولته الفرار إلى تونس قادمًا من سرت. وحسب تقارير لصحفية إيطالية نشر اليوم السبت، فإن دورية أمنية ليبية تابعة للزنتان، ألقت القبض على الفزاني، الأسبوع الماضي، في المنطقة الواقعة بين بلدتي رقدالين والجميل، وهو في طريقه للهروب إلى تونس، بعد فراره من مدينة سرت، إثر اشتداد العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.
ويعد أبو نسيم وهي كنية الفزاني، التونسي الجنسية، من أبرز قيادات داعش في ليبيا، وهو معتقل سابق في سجن باغرام الأميركي الشهير في أفغانستان، قبل نقله إلى إيطاليا عام 2009، ومثوله أمام محكمة في روما بتهمة تنفيذه عمليات إرهابية داخل أوروبا ، لكن تمت تبرئته لعدم كفاية الأدلة. وكان الفزاني، أعلن مبايعته لزعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، قبل عامين.
وتحدثت وسائل إعلام ليبية الأسبوع الماضي، عن تنفيذ عملية نوعية خاصة، نفذتها قوة العمليات الخاصة غرب ليبيا، وتحديدًا بين بلدتي رقدالين والجميل، (120) كلم غرب طرابلس.
كما تمكنت قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، من قتل رئيس ديوان الحسبة، والمسؤول الأول عن تلاوة أحكام الحد والإعدام في سرت، أبو عبد الله المصري، وهو أحد قيادات تنظيم داعش أيضًا . وبحسب المصادر، قتل المصري أثناء معركة تحرير الحي السكني رقم واحد في سرت، بعد استعادته من قبضة تنظيم داعش، الثلاثاء الماضي .
وكشف مدير المخابرات الليبية التابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مصطفى نوح، صباح اليوم السبت، أنّ قواته أحبطت مؤخرًا، محاولة لاغتيال رئيس المجلس فائز السراج. وأوضح نوح، أنه تم التخطيط لتنفيذ العملية الإرهابية داخل مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأعلن أنّ أجهزة المخابرات تمكنت من كشف العملية، والقبض عن خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش"، عملت على التغلغل في مقر الحكومة، ومن ثمّ تنفيذ عملية إرهابية كبيرة، الهدف الأول منها هو اغتيال فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق. وأكد مدير جهاز المخابرات أنّ مخطط العملية الإرهابية التي تم إحباطها، ليبي من منطقة الجنوب، ويكنّى بأبي معاذ الأنصاري.
ووصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج الجمعة، إلى العاصمة التونسية، برفقة عضوي المجلس الرئاسي أحمد حمزة وفتحي المجبري، في زيارة غير معلنة.
وأفادت بعض المصادر أنّ السراج، والمجبري وحمزة، سيلتقون نائب رئيس مجلس النواب محمد اشعيب، الموجود في تونس، إلى جانب عضوي المجلس الرئاسي المقاطعين علي القطراني وعمر الأسود.
وناشد السراج الدول الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الدول المجاورة لليبيا بهدف تشديد الرقابة على الحدود في الدول المجاورة لحل مشكلة اللاجئين. وقال السراج في تصريحات أدلى بها الى مجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الجمعة إنه “يتعين ممارسة ضغوط على تشاد والنيجر ومالي حتى تكون الرقابة على الحدود فعالة وجادة”، مشيراً إلى حاجة جنود حرس الحدود إلى التدريب.
وذكر السراج أن البحرية الليبية يمكنها الاستفادة أيضاً من مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية "صوفيا"، وقال: في ما يتعلق بالمهمة صوفيا في البحر المتوسط: نأمل أن يحدّث ويدعم الأوروبيون قواتنا البحرية حتى يمكنها القيام بدورها. إنها ضعيفة للغاية. يشار إلى أن أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا العام الماضي عبر البحر المتوسط، بواسطة عصابات تهريب البشر.
استُهدفت دورية تابعة لقوة العمليات الخاصة الليبية صباح اليوم السبت، بإطلاق نار عليها في منطقة بوابة بئر الغنم 90 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس، مما أدى الى سقوط قتيل حسب معلومات أولية.
وقال مسؤول مكتب الأعلام بـ"قوة العمليات الخاصة" أحمد ابوروجه ، إن سيارة مجهولة يستقلها مسلحون استهدفوا دورية تابعة لـ"قوة العمليات الخاصة" وأردوا أحد عناصر الشرطة قتيلاً، ولاذو بالفرار ، لافتًا أن عناصر الدورية حاولو اللحاق بالسيارة.
وأوضح ابوروجه، أن لـ"قوة العمليات الخاصة" حق الرد على مصادر النيران ،بالوسائل القانونية والبحث عن الجناة، مرجحًا أن عملية الأستهداف جاءت بعد تضييق الخناق على مهربي الأغنام والمواشي ومهربي البشر والوقود والمعدات والأجهزة الآلكترونية والكهربائية الى تونس ودول الجوار.
ولقي خمسة جنود بالقوات الخاصة الليبية في بنغازي، حتفهم وأصيب 15 آخرون، جراء المواجهات المسلحة في محيط المستشفى الأوروبي وشارع الشجر في منطقة القوارشة غربي مدينة بنغازي. وقال الناطق باسم القوات الخاصة "الصاعقة"، العقيد ميلود الزوي في تصريح صحفي إن المعارك لم تتوقف ولا تزال مستمرة في أخر معاقل تنظيم "داعش"، وما يُعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي" في منطقة القوارشة، غرب بنغازي.
وأضاف "إن شهداء الواجب الذين قضوا نحبهم جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعها المارقين لعرقلة تقدم الجيش الليبي هم العريف عبد ربه المالكي، والجندي عبد السلام الفيتوري من الكتيبة (21 صاعقة)، والجندي محمد الصفراني من سرية (الأشباح)، والجندي سعد الدين عبد الفضيل من الكتيبة (الأولى صاعقة)، والجندي يوسف المجبري من سرية (البركان)".
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر ، الجمعة، أن الأزمة في هذا البلد أوجدت "احتياجات إنسانية مهولة" إذ هناك أكثر من 2.4 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية. وأشار إلى وجود 300 ألف طفل خارج المدارس وحوالي 350 ألف نازح ليبي فضلاً عن 270 ألف مهاجر عالقين في هذا البلد الغارق في الفوضى.
وقال كوبلر في بيان بمناسبة "اليوم العالمي للعمل الإنساني" إن هذه المناسبة تمثل "تذكيراً قوياً بالحاجة الملحة للتصدي للأوضاع الإنسانية المتردية في جميع أرجاء البلاد". وأضاف: "يوجد ما يزيد على 2.4 مليون شخص في ليبيا في حاجة إلى مساعدة إنسانية، فهم محرومون من الأدوية واللقاحات ويعانون من خدمات متردية في المستشفيات. كما يوجد حوالي 300 ألف طفل خارج المدارس وما يقارب 350 ألف ليبي نازح في البلاد".
وتابع: "يجب ألا ننسى الوضع المقلق للغاية لما يربو على 270 ألف مهاجر عالقين في ليبيا في محاولتهم الهرب من الأوضاع المزرية في بلادهم، ومحنة آلاف المحتجزين في ظروف غير إنسانية في مراكز الاحتجاز". وأكد المبعوث الأممي أن "الاحتياجات الإنسانية التي أوجدتها الأزمة في ليبيا هي احتياجات مهولة".
وقال منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا علي الزعتري من جهته: إن "الثورة أتت ولكن لحقها الكثير من الفوضى، وهذه الفوضى أدت للأسف إلى اقتتال داخلي وإلى انهيار الخدمات الإدارية وبخاصة الإنسانية منها وتشرذم حكومي وكل هذا أدى الى مآس إنسانية". وأعرب الزعتري في رسالة عبر الفيديو عن أسفه "لأن نرى أن الأزمة ما زالت مستعرة ما بين شرق وغرب وأيضاً جنوب، وأن هناك احتياجات إنسانية متعددة أهمها التدهور في القطاع الصحي والحالة العامة التي يعاني منها النازح داخل ليبيا والمهاجر".
وأضاف: "كنت أتمنى أن تستطيع ليبيا أن تتجاوز الأزمة الإنسانية في 2016 وأن ترى في 2017 صفحة جديدة من صفحات التنمية والعودة إلى الاستقرار الأهلي والأمني". وأعرب منسق الشؤون الإنسانية عن أمله في أن "نستطيع في 2017 أن نتجاوز الأزمة الإنسانية في ليبيا وأن تعود ليبيا مرة أخرى على درب التنمية والتعاون الدولي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر