واشنطن - يوسف مكي
كشفت بعض البحوث الجديدة أن ممارسة التأملات الذهنية على أساس منتظم لا تجعلك أكثر عرضة لتناول طعام صحي وممارسة الرياضة أو الإقلاع عن التدخين, وعلى الرغم من أن تلك الممارسات ينظر إليها على أنها واحدة من الطرق النهائية للاسترخاء وتشغيل الذهن بشكل منتظم لا تساعد البشر أن يتحرروا أكثر من الجلوس أمام التلفزيون, حيث وضعت التجربة التي أجراها باحثون في جامعتي أدنبره وغوتنبرغ، 139 طالب ضمن برنامج أونلاين لمدة ستة أسابيع على الانترنت يدعى "الحد من التوتر القائم على التدريبات الذهنية", وفي الوقت نفسه، أوصت مجموعة أخرى بمشاهدة الحلقات الأسبوعية من بي بي سي الوثائقي حول "التاريخ القديم" والذي يعود إنتاجه لـ2011, ثم تم اختبار المجموعتين بانتظام للإجهاد، والمخاطرة وترتيب الأولويات، وكذلك السلوكيات المرتبطة بالصحة، وجرى تقييم النتائج في نهاية فترة الستة أشهر.
ووجدت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في النوم، والتدخين والشرب أو عادات الأكل بين أولئك الذين أجروا التدريبات الذهنية، التي تركز على التركيز والهدوء، وأولئك الذين استرخوا ببساطة أمام التلفزيون, ومع ذلك، فإن الدراسة وجدت أن تدخل التدريبات الذهنية يقلل التوتر والقلق بشكل ملحوظ.
وقال يوناس عالم، الذي قاد الدراسة في الورقة: "تم إعداد نصف المشاركين لبرنامج الحد من الإجهاد الذهني والبناء، بينما طلب من النصف الآخر مشاهدة سلسلة وثائقية لبي بي سي. ووجدنا أن تدخل التدريبات الذهنية يخفف كثيرا من التوتر، ولكن الأدلة القائمة على التدابير الفسيولوجية للإجهاد (الكورتيزول) جاءت أقل حسما", وأضاف: "وجدنا دليلا إرشاديا أن المشاركين قد أصبحوا أكثر نفورا من المخاطر، وكذلك أكثر صبرا وأقل انحيازا، ولكن هذه النتائج ليست ذات دلالة إحصائية".
وتابع: "فشلنا في العثور على أي دليل حتى حول التغيرات في السلوكيات الصحية الأخرى ذات الصلة مثل النوم، واستهلاك الكحول والتدخين. عموما، فإننا نستنتج أن هذه التدخلات فعالة في الحد من مشاعر التوتر، ولكن الآثار المترتبة على اتخاذ القرارات والسلوكيات المرتبطة بالصحة ليست واضحة تماما", وطلب من جميع الذين شاركوا في الدراسة أن يكونوا على الأقل 18 سنة وطلاب في جامعة أدنبرة، وألا يكون لديهم أي حالات طبية مسبقا.
وتأتي هذه الأنباء بعد الارتفاع الكبير في عدد الأشخاص الذين يمارسون الممارسات الذهنية في بريطانيا, ويدعي الكثيرون أنها تساعدهم على الاسترخاء بعد يوم طويل في العمل، ويعتقد بعض الخبراء أنها يمكن أن تقلل من الاكتئاب والقلق والتوتر.
وقال أولئك الذين يمارسون الممارسات الذهنية على التركيز على حقيقة مفادها تنفسهم وإيلاء الاهتمام لأحاسيس في الجسم, فيما أكد المدافعون عن هذه المساعدة أن الناس يشعرون بمزيد من الهدوء، ومنعهم من التفكير باستمرار في الماضي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر