دراسة حديثة تؤكد أن الأدوية الطبية تؤثر في الأحكام والقرارات الأخلاقية
آخر تحديث GMT 12:17:17
المغرب اليوم -

متعاطو مضادات الاكتئاب أكثر إيثارًا، ومرضى باركنسون أنانيين

دراسة حديثة تؤكد أن الأدوية الطبية تؤثر في الأحكام والقرارات الأخلاقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة حديثة تؤكد أن الأدوية الطبية تؤثر في الأحكام والقرارات الأخلاقية

الأدوية الطبية
واشنطن - رولا عيسى

أظهرت دراسة حديثة أن الأدوية التي نتناولها يمكنها أن تؤثر في أحكامنا الأخلاقية، حيث جعلت مضادات الاكتئاب الناس يتصرفون بإيثار أكثر، في حين أن العقاقير المستخدمة لعلاج أمراض باركنسون جعلت المرضى أكثر أنانية.

وأجريت الدراسة بالتعاون بين كلية لندن وجامعة "أكسفورد" على مجموعة من المتطوعين الأصحاء، والذين تم إعطائهم عقار "سيتالوبرام" المضاد للاكتئاب، والذي يؤثر على مستوى "سيروتونين" في الدماغ، بينما أعطيت مجموعة أخرى من المشاركين عقار "ليفودوبا" الذي يعزز مستوى "دوبامين" في الدماغ.

وبيّنت نتائج تجربة أجريت حول اتخاذ قرار أخلاقي على المجموعتين، أن المجموعة الأولى التي تناولت عقار "سيتالوبرام" المضاد للاكتئاب، كانت على استعداد للدفع لمنع الأذى عن الآخرين مرتين أكثر من المجموعة الثانية، في حين ظهرت المجموعة الثانية التي تناولت عقار "ليفودوبا" أكثر أنانية ولم يفضلوا إيذاء أنفسهم لصالح الآخرين.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تقدم نظرة ثاقبة عن تأثير الأساس العصبي للاضطرابات الطبية على مدى الاهتمام بالآخرين، وأكد مؤلف الدراسة الدكتور مولي كروكيت، أن "نتائج دراستنا لها أثار مهمة في علاج السلوك المعادي للمجتمع، حيث تساعدنا في معرفة تأثير السيروتونين والدوبامين على استعداد الناس لإيذاء الآخرين من عدمه لتحقيق مكاسب شخصية".

وأضاف كروكيت "لقد اكتشفنا أن العقاقير النفسية التي توصف للأشخاص الأصحاء تؤثر على قراراتهم الأخلاقية، ما يثير عدة تساؤلات أخلاقية حول استخدام تل الأدوية، صحيح أن تلك الأدوية مهمة بالنسبة للإجهاد والتوتر إلا أنها قد يكون لها تأثيرات مختلفة على المرضى النفسيين مقارنة بالأشخاص الأصحاء، ولا يزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الأدوية تؤثر على القرارات الأخلاقية للأفراد الذين يتناولوها لأسباب طبية".

وقارنت الدراسة التي نشرت في مجلة "the journal Current Biology" بين مدى استعداد الناس لإلحاق الأذى بأنفسهم أو غيرهم من الغرباء مقابل المال، حيث أوضحت الدراسة أن 175 من المشاركين الأصحاء منهم 89 تناولوا عقار "سيتالوبرام" المضاد للاكتئاب و86 تناولوا عقار "ليفادوبا" إلا أحدا من المشاركين لم يستطيع تحديد المجموعة التي كان ينتمي إليها، حيث تم تكليف المشاركين بأدوار عشوائيا منهم دور متخذ القرار ومنهم المستقبِل، وتم خلطهم عشوائيا بحيث لا يعرف كل منهم من هو متخذ القرار ومن هو المستقبل.

ومنح القائمون على الدراسة جميع المشاركين في الدراسة صدمات كهربائية مؤلمة قليلا، تم إخبار متخذي القرار بأن مستقبلي الصدمات لن يتألموا كثيرا، وذهب متخذو القرار إلى غرفة بها وحدة كمبيوتر وشارك جميعهم في 170 محاولة لتجريب الصدمات على المستقبلين، وفي كل محاولة كان على متخذي القرار أن يختاروا بين مبلغ معين من المال مقابل عدد معين من الصدمات الكهربائية بحد أقصى 20 صدمة كهربائية و20 إسترليني للمحاولة الواحدة.

وعلى سبيل المثال كان يمكنهم تلقي عرض بـ7 صدمات كهربائية بـ10 إسترليني أو 10 صدمات بـ15 إسترليني، وقد وقعت نصف القرارات بشأن الصدمات على متخذي القرار أنفسهم والنصف الأخر من الصدمات على المستقبلين، وفي جميع الأحوال يحصل متخذو القرار على الأموال، وفي نهاية الجلسة واحدة من نتائج التجربة التي تم تنفيذها كانت فاصلة، بحيث يتلقى متخذ القرار أو المستقبل الصدمة الكهربائية في حين يحصل متخذ القرار على الأرباح، وبذلك كان لقراراتهم عواقب حقيقية، وقد علم المقررون أن قراراهم سيبقى سرا بحيث لا يخافون من الانتقام وحتى لا يتم تحريف النتائج.

وأشارت النتائج في المتوسط إلى أن المجموعة الثانية التي تناولت "placebo" كانت على استعداد لدفع "35p" للصدمة الواحدة لمنع الأذى عن أنفسهم، ودفع "44p" للصدمة الواحدة لمنع الأذى عن الآخرين، بينما المجموعة الأولى التي تناولت عقار "citalopram" المضاد للاكتئاب كانوا على استعداد لدفع 60p للصدمة الواحدة لمنع الأذى عن أنفسهم ، ودفع 73p للصدمة لمنع الأذى عن الآخرين.

وعلى مدار التجربة تشير تلك النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب (المجموعة الأولى) تلقوا في المتوسط 30 صدمة أقل لأنفسهم و35 صدمة أقل للآخرين بشكل أكبر من المجموعة الثانية، بينما المجموعة الثانية التي أخذت عقار "levodopa" لم يكن لديها استعداد للدفع أكثر لمنع الصدمات عن الآخرين أو أنفسهم، ففي المتوسط كان لديهم استعداد لدفع 35p فقط لمنع الأذى عن أنفسهم أو عن الآخرين، ما يشير إلى توجيههم 10 صدمات أكثر للآخرين خلال التجربة، كما كانوا أكثر ترددا في توجيه الصدمات للآخرين، إلا أن كانوا أكثر سرعة في اتخاذ القرار عن المجموعة الأولى.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة حديثة تؤكد أن الأدوية الطبية تؤثر في الأحكام والقرارات الأخلاقية دراسة حديثة تؤكد أن الأدوية الطبية تؤثر في الأحكام والقرارات الأخلاقية



GMT 14:48 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس

GMT 03:51 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكعبي يطارد هداف الدوري اليوناني

GMT 06:49 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي نصائح مهمة لتنظيف خزانات المطبخ من الدهون

GMT 20:26 2018 السبت ,05 أيار / مايو

9 أشياء تكرهها حواء في مظهر آدم

GMT 00:06 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

سيمونا هاليب تتصدّر التصنيف العالمي للاعبات التنس

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة لطيفة تعلن أنّ ألبومها الأخير حقّق مبيعات كبيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib