لندن ـ كاتيا حداد
إن الإفطار هو أهم وجبة في اليوم، هذا ما اتفق عليه خبراء التغذية والأطباء، خاصة عند البدء في برنامج مكافحة البدانة، ولكن الأهم من ذلك هو تناول كميات صغيرة من الطعام على فترات منتظمة، لتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ولكن هناك حقيقة جديدة هي أن تخطي وجبة الإفطار أمر عادي، فبالنسبة لكثير من الناس فكرة الخروج من المنزل دون طعام لأكثر من بضع ساعات قد تبدو غريبة، ولكن الواقع الصيام بانتظام، لمدة 10 الى 12 ساعة بين عشية وضحاها قد يمضي دون أي مشاكل، والصوم هو أيضًا ركن من أركان العديد من الأديان.
الكثير منا يشعر أننا لا يمكن أبدًا تخطي وجبة الإفطار، ناهيك عن الاستغناء عن تناول الطعام لأكثر من أربع ساعات في اليوم، دون الشعور بالإغماء، حيث يبدأ يشكو من بعض القصور، مما يضطره لتناول بعض البسكويت أو الشكولاتة، في بلدان جنوب أوروبا، التي لديها معدلات عالية من السكان الذين يتخطون الوجبة الأولى في اليوم وهي الإفطار، غالبا ما يلتقطون إسبرسو سريع من محطة الحافلات.
على الرغم من هذا السلوك المحفوف بالمخاطر، هم أكثر صحة بشكل عام ولا يفرطون في تناول الطعام قبل تناول طعام الغداء، فلماذا نفكر في الإفطار كأنه أمر بالغ الأهمية؟ ببساطة لأن التلقين والضغط من شركات حبوب الافطار، قد يلعب في اللاوعي للمستهلكين، مما يشعرهم بضرورة تناول الإفطار وخطورة التخلي عن تلك العادة.
هذه الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الافطار بانتظام هم الأكثر عرضة للسمنة، ولديهم أعلى مستويات السكر في الدم وكانوا أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من نفس اليوم، المشكلة مع هذه الدراسات هي أنها لا تظهر كيف أن تخطي وجبة الإفطار قد يسبب السمنة.
علاوة على ذلك، تنحاز الدراسات التي تبين وجود صلة بين البدانة والوجبة المفقودة إلى تجاهل النصائح الصحية، مثل أكل ألياف أقل والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى السمنة وسوء الحالة الصحية بغض النظر عن وجبة الإفطار، وتأتي النتائج الحقيقية من التجارب السريرية التي طال انتظارها، حيث أنها تجنب التحيز لأنها تخصص عينات عشوائية من الناس لتناول الطعام أو إهمال وجبة الإفطار، وبهذه الطريقة يتم تقسيم الناس إلى مجموعتين.
وجاءت النتائج أنه لم يكن هناك أي دليل على زيادة الوزن أو المشاكل الأيضية مثل داء السكري من النوع الثاني في حال عدم تناول الإفطار، في الواقع، أربع من ست تجارب أثبتت أن الذين يأكلون أقل فقدوا بعض الوزن، على عكس التوقعات.
وقد اقترحت الدراسة ألا نضخم مسألة الإفطار للناس، فهناك البعض الذين لا يستطيعون تخطي تلك الوجبة نظرًا لأنهم يشعرون بالخمول، وهناك من لا يخضعون لتلك النظرية، لذا نترك مسألة الإفطار للموروث الثقافي أو العادات الشخصية، وألا نوليها أهمية كبيرة، لذلك ينبغي علينا السماح لأجسامنا بتوجيه خيارنا من تناول وجبة الافطار، بدلا من الدراسات المشكوك فيها وعقيدتها.
إن روتين ثلاث وجبات في اليوم هو اختراع حديث، قدم فقط إلى الغرب في العصر الفيكتوري، حيث أنه من المعتقد أن أسلافنا في وقت مبكر كانوا يعتمدون على وجبة واحدة رئيسية في اليوم، الإغريق والفرس والرومان واليهود في وقت مبكر كانوا يأكلون وجبة واحدة كبيرة يوميا، عادة في المساء، للاحتفال بانتهاء عمل اليوم.
ومن المفضل أن يكون الروتين اليومي كالتالي: الاستيقاظ في تمام السادسة، تناول العشاء في الساعة العاشرة، والذهاب إلى الفراش في الساعة العاشرة، وهو ما يجعل المرء يعيش عشر مرات أطول، ويمكن زيادة فترات الصيام لدينا عن طريق الاستغناء عن بعض الوجبات، حتى لو كنا نستهلك نفس السعرات الحرارية يوميا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر