كشفت أبحاث طبية عن مجموعة من العلامات الصحية التي تنبه بوجود سرطان الجلد، وحذر خبراء من أن الآلاف من المرضى الذين خضعوا للعلاج من سرطان الجلد، يتعرضون إلى خطر انتكاسة المرض، لأنهم فشلوا في إجراء الفحوصات الدورية البسيطة على أساس منتظم.
وبيّن الأطباء أنه من الممكن ظهور سرطان الجلد في أي مكان على الجسم، ولكنه يظهر بشكل أكثر شيوعا في الظهر والساقين والذراعين والوجه وحتى تحت الأظافر، وعلى الرغم من أنه أقل شيوعًا، لكن غالبا ما ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم، مما يجعله أكثر فتكا، ومن العلامات الأكثر شيوعا، ظهور شامة جديدة أو حدوث تغير في شكل الشامة الموجودة في الجسم.
وتتمثل العلامات التي تظهر على الشامة السرطانية والتي ينبغي أن يتوخى المصابون الحذر منها، في زيادة حجمها أو تغير شكلها أو لونها، أو حدوث نزيف أو أن تصبح قشرية، أو أن تكون حاكة و مؤلمة.
وأوضح الأطباء أن هناك طريقة مفيدة لمعرفة الفرق بين الشامة الطبيعية وسرطان الجلد، والتي تتضمن عددًا من الاختلافات منها أن تكون غير متماثلة مما يعني أن الشامة تأخذ شكلًا غير منتظم، كما أن الخلايا الميلانينية لها جوانب خشنة، والشامة الميلانينية تحتوي على من لونين أو أكثر، وغالباً ما تكون الخلايا الميلانينية أكبر من ربع "إنش" من حيث القطر.
وعندما تتغير حجم الشامة فمن المرجح أن يعني ذلك وجود إصابة بسرطان الجلد.
وتشير تقديرات جمعية السرطان الأميركية إلى إصابة نحو 70 ألف شخص سنوياً بمرض "الميلانوما" وهو أخطر أنواع سرطان الجلد في الولايات المتحدة، بينما يصل العدد إلى نحو 13300 شخص في بريطانيا، وفقا لأبحاث السرطان.
ويوصي الخبراء بضرورة إجراء عمليات الفحص المنتظمة على بشرتهم على الفور، لكشف العلامات المحتملة لانتكاسة المرض، أو ظهور أورام ميلانينية جديدة.
وكشف بحث أجراه معهد السرطان "روتغرز" في نيو جيرسي، أن أقل من 15 % من مرضى سرطان الجلد الذين شملتهم الدراسة، يفحصون بانتظام جميع أجزاء الجسم ، بينما يجهل الكثيرون طرق الفحص الدورية، ولا يعلمون الأعراض التي يبحثون عنها لكشف انتكاسة المرض.
وأوضح العالم السلوكي والمؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور إليوت كوبز، "في حين أن ما يقرب من ثلاثة أرباع (72 %) من المشاركين يقومون بإجراء فحوصات ذاتية للجلد طوال الشهرين الماضيين، إلا أن 14% فقط يفحصون جميع أجزاء أجسامهم".
وأضاف "من حيث كيفية إجراء الفحص الذاتي، قال عدد قليل من المشاركين في الدراسة إن 13% كانوا يستخدمون دائما مرآة بالطول، و 11% يستخدمون مرآة يد، بينما يستعين 9% فقط بأشخاص آخرين لمساعتدهم في إجراء الاختبار".
وبيّن أنه من الأسباب الشائعة التي تجعل المرضى لا يفكرون في إجراء فحص شامل للجسم، هو عدم إدراكهم للأعراض التي يبحثون عنها، أو عدم وعيهم بضرورة إجراء فحوصات منتظمة.
وأبرز "أبحاثنا تشير إلى أن مستوى أعلى من التعليم والمعرفة للقواعد الأساسية للكشف عن سرطان الجلد، يؤدي بشكل كبير إلى إجراء فحص ذاتي للجلد أكثر دقة".
وتابع "معرفة الشامات التي تثير شبهة الإصابة بالسرطان، وكيفية القيام بفحص ذاتي سليم للجلد، وارتفاع مستوى الثقة لدى المرضى في معرفة الأعراض التي يبحثون عنها، يرتبط أيضاً بمزيد من إجراء الفحص الذاتي الدقيق، والقواعد المعروفة للكشف عن سرطان الجلد، تشجع الناس للنظر في عدم تماثل الشامة ولونها وقطرها ودرجة تطورها، أو المنطقة المتضررة".
وفحص كوبز وفريقه 176 شخصًا، بعد تشخيص حالتهم بالمرحلة من صفر إلى ثلاث من سرطان الجلد الخبيث، وبعد ذلك أجرى استطلاعًا يتعلق بسلوكيات الفحص الذاتي للجلد، والعوامل المرتبطة بها، وكان معظم المشاركين من الجنس القوقازي بنسبة 99%، بينما بلغت نسبة النساء 51% بمتوسط عمر 62 عامًا، وأظهرت دراسات سابقة أنه من بين 14 إلى 39 % من المرضى الذين لديهم تاريخ من سرطان الجلد يجرون فحوصات شاملة للجلد الموصى بها على أساس منتظم.
إلا أن الدراسة كشفت أن المشاركين يمتلكون معلومات محدودة بشأن معرفتهم في المرض، والثقة في كيفية تنفيذ فحص ذاتي لأنفسهم، وأوضح كوبز، "بيّنت دراستنا أن ما يقرب من 75% من المرضى يستغرقون وقتاً طويلاً للقيام بالفحص الذاتي، ولكن بعض المرضى يجرون فحصًا شاملا أو يستخدمون أدوات شاملة مثل المرايا أو مساعدة من شخص آخر، لتتبع الشامات التي يحتمل في أن تكون مشبوهة".
وأوضح أن الدراسة تدعم الحاجة إلى تدخلات أفضل تستهدف هؤلاء المرضى للمساعدة في زيادة معرفتهم ومهاراتهم لأداء فحص جلدي منتظم وشامل، والذي يمكن أن يساعد على تحديد الأورام الميلانينية المتكررة أو الجديدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر