الرباط - المغرب اليوم
اضطر صباح الخميس عشرات الساكنة بجماعة إمين الدونيت بإقليم شيشاوة، إلى مغادرة بيوتاتهم المتواضعة والإنخراط في مسيرة احتجاجية استعملت فيها كل وسائل النقل المتاحة، لبلوغ مبنى العمالة لرفع راية الإحتجاج والإستنكار ضد ما تعرفه المنطقة من خصاص مهول وتردي الخدمات الصحية. وجوه آدمية يائسة تجللها تقاسيمها ملامح الفقر والبؤس، قدمت من مختلف ربوع الدواوير الهامشية للجماعة، للتعبير عن وحدة المعاناة وضيق أفق الخدمات الطبية، التي ما انفكت تمطر الجميع بسهام" كن الخوخ يداوي،كن داوى راسو". المستوصف الوحيد بالجماعة الذي جادت به مصالح وزارة الصحة، ظل يعاني من مظاهر التسيب والخصاص إن على مستوى التجهيزات أو العنصر البشري، حيث اكتفت ذات المصالح بتخصيص ممرضة واحدة، لتقديم الخدمات الطبية لساكنة تتجاوز سقف 12.000 نسمة. وفي إطار منطق"زيادة الخل ،عالخلول"، أجبرت الساكنة على انتظار طلة الممرضة المذكورة مرة في الأسبوع، حيث تكتفي هذه الأخيرة، بالحضور يوم الخميس فقط حيث موعد انعقاد السوق الأسبوعي، لتبقى الساكنة باقي أيام الأسبوع تجتر شعار" الشافي الله". أما بالنسبة للحالات المستعجلة، فعلى المتضررين ابتكار أساليب سريالة، لنقل المرضى والمصابين اتجاه المستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة، وكان آخر هذه الحلول حين اضطر بعض الساكنة إلى الإستعانة بمحفة نقل الموتى" المرفع" لنقل حامل تعسرت عملية وضعها، وقطع الوديان والجبال في ظروف مناخية قاسية لبلوغ المستشفى المذكور. نفذ صبر ساكنة الجماعة، وقررت في لحظة شعور ب"الحكرة" والتهميش، كسر جدار الصمت والإنتظام في مسيرة غضب، لرفع الصوت عاليا بأنه قد بلغ السيل الزبى ولم يعد في القلوب متسع للتحمل والإحتمال. ببلوغ المسيرة النفوذ الترابي لجماعة أسيف المال المجاورة، تحركت الهواتف في كل اتجاه وانتبه عامل الإقليم لوجد مواطنين يعانون الأمرين بالمناطق النائية للإقليم، قد استنفذو كل إمكانات الصبر، وقرروا طرق أبواب مكتبه بالعمالة، ما جعله يبادر بإيفاد الكاتب العام وبعض المسؤولين المحليين وكذا مندوب وزارة الصحة،لاعتراض طريق المحتجين على مستوى دائرة مجاط. مكر الصدف جعل الوفد المذكور يقف على مدى درجة الإستهتار الذي تعانيه الساكنة المحتجة، حين أثار انتباههم بعد بلوغهم جماعة أسيف المال وعقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف، الممرضة المشرفة على المستوصف تترجل من سيارة نقل مزذوج، تحاول التوجه لمقر عملها بعد أن بلغها خبر الإحتجاجات،وبالتالي مطالبتها من طرف مندوب وزارة الصحة بمرافقتهم للإجتماع. تم خلال اللقاء الذي جمع ممثلين عن السكان والوفد المسؤول ، توزيع بعض المسكنات والوعود العرقوبية، لامتصاص غضب المحتجين، مع توجيه شيء من العتب للمرضة، ليغادر الجميع بعدها ولسان الحال يردد"الله يجيب اللي يفهمنا،ولا يعطينا". ما كاد الجمع ينفض ،حتى ووجه السكان بواقع الحال المرير، حين انتفضت الممرضة في وجوهمم، وخاطبتهم بلهجة لا تخلو من تحد" إيوا آش قضيتو كاع" في إشارة واضحة إلى أن دار لقمان ستظل على حالها، ولن يتغير واقع الحال بشيء، في انتظار القادم من الأيام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر