منذ اشهر عدة تنهال الطلبات على الصيدليات في فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، من فنزويلا التي تعاني من نقص كبير في الادوية.
وبات وابل الطلبات المتدفق على صيدلية "لوكاتيل" في ميامي" كبيرا بحيث اضطر صاحبها الى تخصيص خط هاتفي من اجل تلقي الاتصالات من فنزويلا.
ويروي والتر كوهين وهو صاحب صيدلية تابعة لسلسلة صيدليات فنزويلية لها فرعان في المنطقة ان زيادة الاتصالات الهاتفية في السنوات الخمس الاخيرة "كانت بوتيرة مطردة". وهو يؤكد انه يتلقى حوالى الف اتصال شهريا.
ومع ان فنزويلا تملك احد اكبر مخزونات النفط في العالم، فهي تمر بازمة اقتصادية حادة ويواجه سكانها نقصا في السلع التي تباع في الصيدليات من الحفاضات الى ادوية معالجة السرطان.
ويتصل الفنزويليون هاتفيا بحفنة من الصيدليات في جنوب فلوريدا حيث يسمح القانون بتلقي وصفات طبية من الخارج او انهم يعتمدون على عائلة فنزويلية مهاجرة مقيمة في هذه المنطقة التي يسكنها عدد كبير من الناطقين بالاسبانية.
وتوضح الفنزويلية اورليا مارتينيس وهي تملا سلة في صيدلة "لوكاتيل"، "من هنا اشتري ادوية والدتي لمكافحة ضغط الدم". وقد اتت الى الولايات المتحدة بموجب تأشيرة دخول للدراسة وهي ترسل ادوية الى بلادها لوالدتها البالغة 72 عاما فضلا عن افراد اخرين في عائلتها.
- "ليست مسألة اموال" -
الا ان العائق الاساسي امام استراتيجية تدبير الاحوال هذه التي تجمع بين المساعدة المتبادلة والاعمال، هي طريقة الدفع. فالصيدليات الاميركية تقبل فقط الدولار الاميركي وهو عملة نادرة في فنزويلا حيث يطبق اشراف صارم على عمليات الصرف.
ولذا، فان 10 % فقط من هذه الطلبات تقبل على ما يوضح والتر كوهين. وهو يرى ان هذه التجارة "ليست تاليا قابلة للاستمرار اقتصاديا".
ويضيف الصيدلي الفنزويلي "يتصلون بنا ليقولوا لنا +شكرا لقد انقذتم حياتنا+. وهذه الاتصالات هي التي تجعل عملنا ممكنا ويستحق العناء".
ويوضح ميغيل غونزاليس احد مالكي صيدلية "فارم ايد" في بيمبروك باينز "نتلقى عددا لا يحصى من الاتصالات في الصيدلية مع قصة مختلفة في كل مرة فثمة اشخاص يطلبون اشياء صغيرة جدا مثل عقاقير مضادة للالتهابات وهي امور لا يمكن الاستغناء عنها".
وتتصدر الطلبات ادوية لامراض مزمنة مثل ضغط الدم المرتفع او السكري. الا ان الفنزويليين يحتاجون الى كل شيء تقريبا على ما يوضح الصيادلية من حبوب منع الحمل الى الحفاضات.
ويقول فريدي ابرو وهو احد مالكي صيدلية "فارم ايد" ايضا ان صيدلته لا تفرض في غالب الاحيان كلفة الشحن.
وبسبب الازمة الاقتصادية الحادة توقفت شركة "تيرا اوفيرسيز" للشحن عن فرض رسوم على ارسال الادوية الى فنزويلا.
ومنذ اعتمدت هذه السياسة، زادت الطلبات بشكل كبير على ما تقول ليدي غيين-ريفيرا نائبة رئيسة الشركة ومقرها في دورال في ضاحية ميامي.
وتوضح "لدينا افراد من عائلتنا هناك ونسمع يوميا بالصعوبات التي يواجهونها. اذا الامر لم يعد تجارة واعمالا. ليست مسألة اموال بل من واجبنا ان نساعد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر