قالت مسؤولة بارزة في منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن 34 بلدا قد قامت حتى الآن بالإبلاغ عن وجود إصابات لديها بفيروس "زيكا"، ومعظم تلك البلدان في الأمريكيتين ومنطقة البحر الكاريبي، فيما أفادت سبعة بلدان عن وجود زيادة في حالات الإصابة بصغر الرأس.
وأبلغت ناتيلا مينابدي، المديرة التنفيذية لمكتب المنظمة في نيويورك، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خلال إحاطة قدمتها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة(إيكوسكو) أن
قد سجلت أكثر من 4700 حالة مشتبه بإصابتها بصغر الرأس، وتمت دراسة ربع هذه الحالات حاليا. وقبل انتشار الفيروس، كان متوسط عدد حالات الإصابة بصغر الرأس سنويا سجل 163 حالة.
وقالت إن "الزيادة التي نشهدها حاليا هي بالتأكيد مبعث قلق جدي".
وإثر تفشي فيروس زيكا، أطلقت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية عالمية لتوجيه الاستجابة الدولية لانتشار الفيروس وتشوهات حديثي الولادة والاعتلالات العصبية المرتبطة به، وفقا لما ذكرت المسؤولة.
وتركز الإستراتيجية، المعروفة أيضا بإطار الاستجابة الإستراتيجية وخطة العمليات المشتركة، تركز على تعبئة وتنسيق الشركاء والخبراء والموارد لمساعدة البلدان على تعزيز ترصد فيروس زيكا والاضطرابات التي يمكن أن تكون على صلة به، وتحسين مكافحة ناقلات المرض، والتواصل على نحو فعال حول المخاطر، وتدابير التوجيه والحماية، وتوفير الرعاية الطبية للمتضررين والتعجيل في عمليات البحث والتطوير للقاحات ووسائل التشخيص والعلاج.
وقالت إن هناك حاجة إلى 56 مليون دولار أمريكي لتنفيذ الإستراتيجية، حيث سيتم تخصيص 25 مليون منها لتمويل الاستجابة المشتركة للمنظمة، والمكتب الإقليمي للأمريكيتين، ومنظمة الصحة في الأمريكيتين، فيما ستخصص 31 مليون دولار لتمويل عمل الشركاء الرئيسيين.
وفي غضون ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية استفادت من صندوق الطوارئ للحالات الملحة الذي تم تأسيسه مؤخرا في تمويل عملياتها الأولية، وفقا لمينابدي.
وكجزء من برنامجها الجديد للطوارئ، قامت وكالة الصحة العالمية بتفعيل نظام إدارة الحوادث للإشراف على الاستجابة العالمية والاستعانة بالخبرة الموجودة لدى كافة أقسامها ومكاتبها لمعالجة الأزمة.
وفي كلمته، أشار رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، أوه جون، وهو المندوب الدائم لكوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة، إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في اليوم الأول من فبراير، بناء على توصيات لجنة أنظمة الطوارئ الصحية الدولية، أن تزايد حالات اضطرابات حديثي الولادة والاعتلالات العصبية المرتبطة بها في الأمريكيتين تعتبر حالة طوارئ صحية عامة.
وينتقل فيروس زيكا عن طريق بعوضة "أيديس"، وتم اكتشافه للمرة الأولى في عام 1947 في غابات زيكا في أوغندا.
وقال إن "التهديد الصحي المرتبط بمرض الإصابة بفيروس زيكا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حقيقي جدا"، مضيفا أن ارتفاع حالات الإصابة بصغر الرأس والاعتلالات العصبية في المناطق المتأثرة مقلق للغاية.
ولفت إلى أن كل هذا يثير سؤالا حول مدى استعداد النظم والمؤسسات الصحية للاستجابة لاحتياجات النساء والرجال المصابين، والأطفال الذين ولدوا مصابين بصغر الرأس، وأسرهم، وخاصة أمهاتهم.
وعلى مر السنين، عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدة اجتماعات خاصة للتعامل مع حالات طوارئ صحية عامة أثارت مخاوف عالمية، حيث قام بتعزيز الاستجابة الإستراتيجية المنسقة لعدة حالات، من بينها تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في عام 2003، وأنفلونزا الطيور في عام 2005 والإيبولا في عام 2014
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر