وجدة - كمال لمريني
تُحيي الجمعية المغربية لمرض "السيلياك" وحساسية الغلوتين "أمياك"، بشراكة مع نادي الدار البيضاء للجمعية الخيرية "كيوانيس"، السبت المقبل، اليوم الثالث الخاص بالأطفال في مقر التكوين الثقافي والفني.
وتهدف الجمعية من وراء هذا الحدث، إلى الترفيه عن الأطفال المصابين بالمرض، ومنحهم لحظة من السعادة في أجواء ودية واحتفالية.
وسيعرف النشاط، برمجة محاضرات طبية موجهة للآباء والأمهات، تتعلق بموضوع علاقة الآباء بالطفل المصاب.
ويتميز مرض "السيليك" المعروف كذلك باسم عدم قابلية الغلوتين، بالتهاب على صعيد الأمعاء الدقيقة، يُسببه بروتين الغلوتين الموجود في الحبوب مثل القمح، والشعير، والجاودار.
وحسب مصدر من الجمعية، فإنه يمكن للمرض أن يظهر في أي فترة من عمر الإنسان، ويؤثر على ما يقرب من 1٪ من المغاربة، ولكن للأسف لا يتم تشخيص معظمهم، إذ تكون علامات المرض واضحة جدًا عند ما يندلع عند الرضع والأطفال الصغار، عادةً بضعة أشهر بعد إدخال الغلوتين في النظام الغذائي، وهي الإسهال المزمن، والتعب، وفقدان الشهية، وانتفاخ البطن، والنحافة مع التباطؤ في وتيرة النمو.
وأوضح ذات المصدر، أنه كل ما تم التقدم في العمر كل ما أصبحت الأعراض أكثر صعوبة في ربطها بالمرض، وهكذا عند الأطفال الأكبر عمرًا والمراهقين، حيثُ يُصادف فقر الدم المزمن، وقصر القامة، وتدهور في المينا الأسنان، وآلام العظام، وتأخر سن البلوغ، أو انحباس في الطمث أو عدم حدوثه.
وتلعب ظروف إدخال الغلوتين في النظام الغذائي دورًا في ظهور المرض أم لا أو على الأقل في تأخير بدايته، ومن المستحسن إدخال مادة الغلوتين بين الشهر الرابع والسابع تدريجيًا، وبكميات صغيرة، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.
وأشار المصدر، إلى أنّ أساس علاج مرض "السيلياك" هو حمية خالية من الغلوتين، مع استبعاد كامل ونهائي له من النظام الغذائي، وتبدو الوصفة بسيطة من حيث المبدأ، لكن من الصعب في الحقيقة وعلى أرض الواقع تنفيذها، لأنّ مادة الغلوتين موجودة ليس فقط في جميع الأطعمة المشتقة من القمح مثل الخبز والمعكرونة، ولكن كذلك في العديد من المنتجات الغذائية المُصنّعة مثل الوجبات الجاهزة والحلويات، والإضافات التي تحتوي على الغلوتين الذي يُستعمل في الصناعة الغذائية، كعنصر لتحسين شكل المستحضرات أو الحفاظ على استقرارها، يكون هذا النظام الغذائي الخالي من الغلوتين أشد تعقيدًا، خصوصًا عند الأطفال، ويعيق كل نشاطاتهم مثل أخذ وجبات خفيفة مع الأصدقاء، والمشاركة في الحفلات، وتناول الأطعمة في المقاصف، والمطاعم، والتعايش مع الآخرين في المخيمات الصيفية.
وكشف المصدر، أنه غالبًا ما تصبح الأوضاع في هذه الظروف أكثر صعوبة، لأنه يجب على الطفل أن يجد بسرعة بنفسه ما يناسبه أو لا، ولا سيما إن كان الآباء ليسوا حاضرين للقيام بالفرز، علاوةً على هذا العائق النظامي، يُضاف الشعور النفسي بالإقصاء، لأنّ تناول الطعام يُعد شكلًا من أشكال المشاركة، فالتغذي بشكلٍ مُخالف يسبب حرجًا اجتماعيًا، ويمكن أن يُعطى المصاب انطباعًا بأنه موضوع للفضول، أو إجباره على تقديم تبرير على الدوام.
قبول هذا التفرد يُشكل صعوبة قصوى، خصوصًا لدى الأطفال، وبالأخص في مرحلة المراهقة، حيثُ يمر المصاب في بعض الأحيان بفترات من رفض العلاج برفضٍ للحمية، والمنتجات الخالية من الغلوتين هي أيضٍا أكثر تكلفة، وبعيدة كل البعد عن توفرها في كل مكان في المغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر