لندن - المغرب اليوم
تحرّصُ بيوت الأزياء، في مثل هذا الوقت من كل عام على طرحِ كتب إما تؤرخ لحقبة مهمة من تاريخها خوفًا من أن يغطيها غبار الزمن، أو تهلل لأمجادها حتى تُبقي جذوة الاهتمام مشتعلة، فيما تتباين هذه الكتب في الغالب ما بين سير ذاتية أو كتب مصورة بأحجام ضخمة يصعب حملها، وعلى الرغم من أن عددها المتوالي كل سنة قد يصيب بالتخمة، وأحيانا بالملل، خاصة أنها عندما تكون عن المصمم نفسه لا تكشف أي جديد،
فإن بعضها يفاجئنا ويسعدنا، عندما يكشف لنا جانبا قد يكون فاتنا أو لم يُتناول من قبل.
ويعتبر كتاب "ديور غلامور مارك شو" للمصور الفوتوغرافي الشهير مارك شو والصادر عن دار النشر "ريزولي"، من هذه الكتب التي تمنحك الجديد، حيث يتألف الكتاب من 130 صورة، التقطها ما بين عامي 1952 و1962، نسبة كبيرة منها تُنشر للمرة الأولى، لكن كلها تدخلنا إلى دهاليز الموضة في تلك الفترة بكل إبهارها ودراميتها ودينامكيتها.فمارك شو لم يكن مصورا عاديا، وإلى جانب شهرته كمصور موضة وإعلانات، اشتهر بالتقاطه صورا حميمة لأفراد من عائلة كيندي بحكم صداقته بهم، كما بدأ مشواره في مجلتي "هاربرز بازار" و"مادموازيل"، قبل أن يبدأ تعاونا طويلا ومثمرا مع مجلة "لايف"، دام هذا التعاون لمدة 16 عامًا، قدم لها خلالها 27 غلافا ومئات القصص المصورة، منها صور للرسام بابلو بيكاسو، ولنجمات مثل إليزابيث تايلور، وأودري هيبورن.
وفتح له عمله كمراسل لمجلة «لايف» في باريس في الخمسينات من القرن الماضي، أبواب «بيت ديور»، خصوصا بعد أن حصل على ثقة كريستيان ديور، التي كان من الصعب على أي كان أن يحصل عليها. لهذا كان من السهل عليه الدخول إلى ورش الدار في أوقات حساسة، كان يقوم فيها المصمم بنفسه ببروفات على فساتينه أو يجري رتوشا نهائية وما شابه من عمليات تُعدّ سرية في عالم الموضة. وجدير بالذكر أن فضلا كبيرا في شهرة الدار الفرنسية وانتشارها في أميركا في الخمسينات يعود للصور التي التقطها ونشرتها مجلة «لايف»، إحدى أهم المجلات في تلك الفترة.
لم تنته علاقة المصور بالدار إلا بعد موت ديور فجأة في عام 1957 ببضع سنوات. فالكتاب يتضمن أيضا صورا قليلة من أعمال كل من إيف سان لوران قبل أن يتم استبدال المصمم مارك بوهان به.
يستحق الكتاب بسمكه وحجمه ونوعيته أن يكون في خزانة أي مهتم بالموضة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر