لا تزال واشنطن في حالة من الشلل الجزئي الثلاثاء مع العمل على مواجهة تبعات العاصفة الثلجية في حين يكافح السكان لازالة اكوام من الثلوج تراكمت نهاية الاسبوع الماضي.
واغلقت المؤسسات الحكومية الفدرالية والمدارس لليوم الثاني على التوالي في حين جابت شوارع وسط المدينة عربات ازالة الثلوج لتسهيل حركة المرور على الطرق الرئيسية.
تسببت العاصفة التي تضرر منها 85 مليون شخص بوفاة 33 شخصا في المناطق التي ضربتها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من الجمعة وحتى صباح الاحد.
وتوفي عدد كبير من الضحايا بازمة قلبية اثناء ازالة الثلج او قتلوا في حوادث طرق بسبب الجليد او اختناقا بسبب استنشاق اول اكسيد الكربون من اجهزة التدفئة في المنزل او السيارة.
وفي العاصمة واشنطن يتوقع ان تستانف وسائل النقل العامة المتوقفة منذ الجمعة العمل الثلاثاء بعد فتح محطات المترو فقط الاثنين. لكن النقل بالحافلات سيبقى محدودا.
وقال المسؤول عن الامن وخدمات الطوارىء في واشنطن كريس جلدارت لصحيفة "واشنطن بوست" ان شاحنة عملاقة لاذابة الثلوج في طريقها من ولاية انديانا كما ينتظر وصول موكب من الشاحنات من كنتيكت.
وتنتهي الثلاثاء كذلك اجازة نهاية اسبوع طويلة امضاها كثيرون في بناء رجال من الثلج والتزلج او في مشاهدة التلفزيون في الداخل والتسلي بالعاب الفيديو.
ولا يزال ملايين الاطفال في واشنطن الكبرى في المنزل بسبب اقفال المدارس في حين يجري العمل على ازالة الثلوج عن الباصات وباحات المدارس.
وكان من الصعب على كثيرين التوجه الى اعمالهم حيث عجز عشرات الالاف من سكان الضواحي عن تحريك سياراتهم التي حجزتها الثلوج بانتظار وصول عربات ازالة الثلج الذي اعاق جمع القمامة وتوزيع البريد.
وفي هذه الظروف، قرر النواب ارجاء جلساتهم خلال الاسبوع الحالي.
- مخاطر الجليد -
وقال رئيس بلدية واشنطن موريل باوسر لمحطة "سي ان ان" "في تقديري، ان كمية الثلج هذه هي الاكبر التي عرفتها واشنطن. نحن نعمل بصعوبة لفتح كل الطرقات والشوارع السكنية".
استؤنفت حركة الطيران بشكل محدود الاثنين من مطاري ريغان الوطني ودالس الدولي بعد يوم من العمل الحثيث في نيويورك لكي تتمكن بعض الطائرات من الاقلاع.
ويتوقع ان تبقى درجات الحرارة في الايام التالية فوق درجات التجمد ولكن مع ذوبان الثلوج وتجلد المياه خلال الليل يخشى من تشكل الجليد خلال ساعات الصباح الاولى.
والاثنين ظلت الجادات الرئيسية المزدحمة في العادة حول البيت الابيض خالية من السيارات تحت سماء صافية.
وقامت عربات ضخمة بشفط الثلج وضخه في شاحنات كانت تتحرك ببطء شديد.
- نيويورك تستأنف نشاطها -
استأنفت نيويورك المعتادة اكثر على الثلوج الكثيفة اعمالها بسرعة اكبر وفتحت المدارس ابوابها الاثنين وعاد الازدحام الى الطرقات.
واستأنف مسرح برودواي عروضه وفتحت المتاحف ابوابها مع تدخل كاسحات الثلج لتنظيف الجادات الرئيسية وارتفاع الحرارة الى 3 درجات مئوية كما هي الحال في واشنطن. وكانت 2500 كاسحة ثلج تعمل في الوقت نفسه في وقت من الاوقات.
بلغت سماكة الثلوج في حديقة سنترال بارك في نيويورك 68 سنتمترا وهي الثانية المسجلة منذ 1969 واكثر ارتفاعا من طبقة سماكتها 56 سنتمترا ادت الى شلل الحركة في واشنطن.
وقال عمدة نيويورك بيل دو بلازيو ان العاصفة الثلجية كادت تكون "الاكبر في التاريخ" لو ان سماكة الثلج كانت اعلى ببوصة واحدة.
وقال دو بلازيو "كانت سماكة الثلج المنهمر تصل الى ثلاث بوصات في الساعة. لقد كانت عاصفة هائلة".
وخارج نيويورك وواشنطن ضربت العاصفة نيوجرزي وبنسلفانيا ومريلاند وفرجينيا. واستمرت العاصفة اكثر من يوم او اثنين في بعض المناطق، وفق مصلحة الارصاد الجوية.
وفي شمال فرجينيا ومريلاند تم فتح بعض الطرق الرئيسية جزئيا فقط حيث لا تزال اكوام من الثلوج تعيق الحركة.
- مأساة عائلية -
اثرت العاصفة كذلك على فيلادلفيا وبلتيمور بشكل خاص. وسجلت وفيات في اركنسو وديلاوير وكولومبيا وكنتاكي ومريلاند ونيويورك ونيوجرزي وكارولاينا الشمالية واوهايو وبنسلفانيا وكارولاينا الجنوبية وتينيسي وفرجينيا.
وفي نيوجرزي توفيت امرأة في الثالثة والعشرين وابنها البالغ من العمر سنة اختناقا بغاز اوكسيد الكربون داخل السيارة ونقلت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات الى المستشفى في حالة حرجة.
وقال المحقق اندرو وايت لفرانس برس "كان الاب يزيل الثلج عن السيارة وبقيت الام والطفلان بداخلها ولكن عادم السيارة كان مغطى بالثلج فتسرب غاز اوكسيد الكربون الى الداخل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر