واشنطن - المغرب اليوم
من وقت لآخر، نحاول الحصول على لمحة موجزة عن مستقبل الأرض، مثل توقع ذوبان إحدى الكتل الجليدية الضخمة، أو هبوب عاصفة كبيرة تتسبب بالفيضانات لمدينة اعتقدنا دائماً بأنها منيعة، ولكن على الرغم من أننا نعلم بأن العالم يتغير، وبطريقة أسرع من أي وقت مضى، إلّا أنه قد يكون من الصعب أن نتصور كيف سيكون عليه الوضع بعد ملايين السنين، فهل خطر في بالكم لمرة أنمحيطاتنا قد تختفي يوماً.
تبعاً للسيناريو الجيولوجي الكارثي الذي طرحته دراسة جديدة أُعدت من قبل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فقد تبين بأنه إذا ما زادت معدلات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات عالية جداً، فإن العالم يمكن أن يصبح حاراً جداً، لدرجة يمكن أن تتبخر معها جميع مياه الأرض ببساطة إلى الفضاء، وهذه الظاهرة قد تحدث جراء ما يدعى بـ”الاحتباس الحراري الرطب”.
بالنظر إلى نموذج حاسوبي يمثل عالماً مغطى بالكامل بالماء (وهو مناظرٌ للأرض، المغطاة بالماء بنسبة 71%) حاول الباحثون دراسة عواقب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات عالية جداً، ووجدوا بأنه عندما بلغ مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 1520 جزء في المليون، ارتفعت درجات الحرارة على سطح الأرض لتصل إلى ما يقرب من 135 درجة فهرنهايت، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تبخر كميات كبيرة من المياه في الغلاف الجوي، وإرسالها عالياً لتصل إلى طبقات الجو العليا، وفي هذا السيناريو يقدر الباحثون بأن المياه يمكنها الهرب بسهولة من الغلاف الجوي للكوكب التي تمتلك المياه إلى الفضاء، والأسوأ من ذلك أنهم وجدوا بأنه بمجرد أن تحدث إحدى الحالات المسببة للاحتباس الحراري الرطب، فإنه لا يمكن عكسها، حتى ولو تمت إزالة ثاني أكسيد الكربون الزائد.
بلغت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي اليوم إلى حوالي 400 جزء في المليون، وهذا ليس قريباً حتى المستوى الذي يعتقد الباحثون بأنه قد يؤدي إلى تبخر المحيطات، ومع ذلك، فإذا واصلنا في هذه الوتيرة المتهورة من نشر غازات الدفيئة يومياً، يمكن لمستويات الـCO2 أن تتابع ارتفاعها حتى تصل إلى حوالي 910 جزء في المليون بحلول عام 2100.
إذن، وعلى الرغم من أننا ربما ما نزل بعيدين عن غليان المحيطات بما لا يقل عن بضعة ملايين من السنين، إلّا أن مسيرنا نحو مستقبل نجد أنفسنا فيه بمنتصف الطريق نحو هذا الغليان ليس بالأمر الذي يمكن الاستهانة به أيضاً، وبهذا المعدل فإن الأمر لن يستغرق أكثر من 10,000 سنة قبل أن يصبح كوكبنا خالٍ من الجليد، وتصبح متوسطات درجات الحرارة أعلى بـ7 درجة مئوية مما هي عليه الآن، و يصبح ارتفاع مستوى سطح البحر حوالي 170 قدم.
قبل أن تحاول أن تفكر بأن مسألة ارتفاع مستويات البحار سيتم تسويتها جراء تبخر المحيطات على نطاق واسع، توقف هذا التفكير للحظة، فنحن قد لا نكون قادرين على رؤية المستقبل، ولكننا نعرف عندما نتمادى للغاية بما نفعله، لذا دعونا نأمل بألا نكتشف ما هي نتيجة هذا التساؤل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر