لندن ـ ماريا طبراني
حذَّرت الوكالة الدولية للطاقة البيئية في أوروبا، من تعرض الآلاف للوفاة المبكرة في العقدين المقبلين نتيجة لفشل الحكومات في معالجة أزمة تلوث الهواء, مشيرة إلى أنّ أكثر من 400 ألف شخص لقوا حتفهم عام 2011، نتيجة استنشاق الأبخرة السامة، على الرغم من التحسينات الأخيرة في بعض البلدان.
وتعتبر بريطانيا من أكثر الدول التي تعاني من تلوث الهواء، في الوقت الذي أوضحت فيه لوائح الاتحاد الأوروبي أن جودة نوعية الهواء لن تتحقق في مدن مثل لندن وبرمنغهام وليدز حتى عام 2030.
وبيّن تقرير حالة البيئة لعام 2015، الذي نشرته وكالة البيئة الأوروبية، الثلاثاء، أن أوروبا أيضًا تعاني من تلوث الهواء، إلى جانب خلل فى التنوع البيولوجي للزراعة المكثفة والتحضر، وسوء حالة العديد من أنظمة المياه العذبة الداخلية.
وأبرزت أن هناك بعض النجاحات مثل مسح تلوث المياه الساحلية في العديد من المناطق خلال العقدين الأخيرين، وتم تخفيض انبعاثات الغازات عمومًا.
وصنفت الوكالة المؤشرات البيئية الرئيسية الخاصة بنظام "إشارات المرور"، فمنها الأحمر، الأصفر أو الأخضر, وحثت فى تقرير لها، حكومات دول أعضاء "الاتحاد الأوروبي" على عرض المزيد من القضايا البيئية.
وحددت الدراسة المشكلة الرئيسية في عدم وجود تنسيق أو تنظيم يهدف إلى تناول جوانب مختلفة من الأضرار البيئية، مثل شبكات المياه والتنوع البيولوجي. يمكن أن نحلل الآثار الجيدة والسيئة لبعض الحلول، فعلى سبيل المثال، لأكثر من عقد من الزمان اتجهت دول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتشجيع استخدام المركبات التي تعمل بـ"الديزل".
وتعتبر محركات "الديزل" أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، ولكن لها نتيجة سيئة، إذ أدت إلى تلوث الهواء بشكل أكبر، لأنها قذفت جسيمات أكثر وأنتجت ثاني أكسيد النيتروجين.
مما أدى إلى صعوبة في التنفس لدى الأطفال والمواطنين من كبار السن.
ودعا المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة البيئية في أوروبا، هانز بروينينكز، إلى اتباع نهج تنظيمي لحماية البيئة في أوروبا، وأضاف "لا يكفي أن ننظر إلى هذه القضايا في عزلة، إن عوامل هذه القضية مترابطة، لذا فطريقة دراستها و قياسها والتعامل معها يجب أن تكون مترابطة ومنظمة للغاية".
واعتبر التقرير أنه على الرغم من أن دول الأعضاء تقوم حاليًا بشكل جيد على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أنه سيكون هناك مشكلة بعد 20 عامًا، فالنظم البيئية في أنحاء القارة في حالة يرثى لها، والتنوع البيولوجي البري والمياه العذبة يصنفان عند مؤشر "أحمر".
وأضاف هانز بروينينكز "تكشف التحليلات عن أن السياسات الأوروبية تناولت بنجاح العديد من التحديات البيئية على مر السنين، لكنه من الواضح أيضًا أنها تستمر في إيذاء النظم الطبيعية التي تحافظ على ازدهارنا، ويجب استخدام قدرة أوروبا على الابتكار في خلق صناعات جديدة ومجتمع أكثر صحة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر