مراكش - ثورية إيشرم
كشف الفنان المغربي ذو الأصول المكناسية عماد المواج في حديث خاص لـ "المغرب اليوم" أن مجال الموسيقى والغناء والطرب من المجالات التي يعشقها منذ نعومة أظافره، ولحسن حظه أنه لم يجد اعتراضا من أسرته التي تعشق الفن والطرب وشجعتنه بمجرد أن لمست داخله موهبة الغناء والميول إلى الطرب والتعلق بما هو مميز وطربي وأصيل، لتكون انطلاقته الأولى ولقائه الأول مع الغناء في الأنشطة المدرسية التي مهدت أمامه الطريق لاكتشاف هذا العشق الجنوني والشغف الكبير والولع الذي لا ينتهي بالفن والموسيقى والغناء، ليلتحق بعد ذلك بالمعهد الموسيقي فقد تلقى دروسا تمكن من خلالها من تثقيف نفسه موسيقيا وفنيا وقضى 7 سنوات صولفيج وفترة منها في دراسة العود الذي اعتبره آلته المفضلة والقريبة من قلبه.
وأضاف عماد المواج أن " الموسيقى تجري في عروقي وتوطدت العلاقة القوية بيني وبين الغناء ووجدت بداخلي إرادة قوية جدا قادتني إلى الدخول لمجال الغناء والفنلأحقق ما أرغب فيه وهو أن يسمع الجمهور المغربي صوتي ويستمتع بما أقدمه من أغنيات في الساحة، فانطلقت بأغنيات الرواد وعمالقة الفن والطرب العربي الأصيل، واستغللت كل فرصة تتاح أمامي منذ الصغر ليصل صوتي إلى العالم، سواء أكانت مناسبة عائلية أو المناسبات الرسمية وغيرها حتى أحقق ما أريد، ولم أتوانَ لحظة في الكفاح، ومنحتني تجاربي الغنائية في الميادين التي يمر منها معظم الفنانين للوصول إلى تحقيق طموحاتهم من الغوص في أعماق الفن الأصيل العربي والمغربي، وحتى الغربي فأنا عاشق جدا للأغاني الغربية لا سيما القديمة منها التي أعدتها مرة أخرى وجددت توزيعها بطريقة عصرية وطرحتها في الساحة الفنية ولقيت استحسانا كبيرا من الجمهور ومتتبعيَّ على قناتي الخاصة على موقع الفيديوهات العالمي (يوتيوب)".
وأشار الفنان عماد إلى أن " تجربتي الفنية مكنتني من امتلاك قاعدة أساسية انطلقت منها لأغني في أكبر التظاهرات وفي عدد من الفضاءات الراقية والمهمة في المغرب وخارجه، كما أن التجربة التي عشتها في عدد من الدول منها قطر والإمارات والبحرين وتايلاند وكوريا وغيرها من الدول جعلتني أمتلك ثقافة موسيقية واسعة ومتنوعة تحمل مزيجا من الثقافات العالمية، هذا بالإضافة إلى التجربة المغربية التي اكتسبتها من خلال مشاركتي في تظاهرات فنية في عدد من المدن المغربية منها مكناس وطنجة وأغادير ومراكش وغيرها من المدن، وهذا التنوع فادني كثيرا في كتابة كلمات الأغاني وتلحينها وأدائها وإنتاج 5 ألبومات غنائية مميزة ومتنوعة في قضاياها ورسائلها ومختلفة أيضا في مضامينها، كما أنها تحمل مزيجا سواء على مستوى الكلمات أو الألحان التي اعتمد على مالي الخاص في سد حاجات ونفقات هذا الأعمال حتى تصل إلى الجمهور الذي نرغب في إرضائه دائما وبكل الطرق ."
وأكد عماد المواد أن " الغناء رسالة سامية وهادفة تؤدي دورا فعالا ومهما في المجتمع كباقي الفنون الأخرى؛ لذلك يجب على المطرب أو الفنان بصفة عامة أن يراعي أن أغانيه تدخل البيوت وتسمعها الأسر التي تتكون من الأم والأب والأبناء والجدة والجد وغيرهم واحترامهم واجب عليه؛ لذلك يجب عليه اختيار الكلمات المميزة والنظيفة التي تخرج من القلب لتصل إلى القلب مباشرة دون حاجز وحتى يستطيع أن يكسب نخبة مهمة من الجماهير من كل الفئات العمرية ومن الجنسين، وألا تقتصر أغانيه فقط على مسألة التسويق أو اعتماد اللهجة البيضاء كما يسمونها، فهم يمزجون مجموعة من المصطلحات الدخيلة على لهجتنا المغربية بهدف استقطاب جمهور خارج الوطن، هذا ليس عيبا وإنما يجب اختيار الكلمات والمصطلحات التي تكون مميزة وتبلغ الهدف المنشود، وهذا لا يقتصر فقط على اختيار الكلمات وإنما حتى على تصوير الفيديو كليبات التي يجب أن تكون هادفة ومحترمة وجيدة في الوقت ذاته؛ فالجمهور المغربي ذواق وذكي جدا ويجب الوقوف عند هذه النقطة جيدا واحترامها بشكل كبير، وهذا ما أعتمده أنا في كتابة الأغاني التي ألحنها أيضا، إذ أراعي بشكل كبير الفئات العمرية التي تستمع إلى الأغاني التي تصدر في الساحة المغربية، إضافة إلى أني أسعى إلى كسب ثقة الناس وحبهم واحترامهم قبل أن يكون هدفي تسويق المنتوج، فلولا الجمهور المغربي لما كان للفنان المغربي وجود، وأنا أعتبر الجمهور مصدر الإلهام الأول والأخير، وهو الذي يعطينا القدرة بعد الله تعالى للغناء ومواصلة المشوار وخلق المشاعر والأحاسيس التي نترجمها كلمات وألحانا ثم أداء بكل ثقة ورغبة كبيرة في مواصلة الطريق نحو الإمام، وهذا ما أحافظ عليه خصوصا أن تشبثي بالوطن والعادات والتقاليد المغربية من أكثر الأمور التي تقودني للبقاء في المغرب وعدم التفكير في مغادرته ."
واختتم الفنان عماد المواج حديثه قائلا " أعمالي تشهد تنوعا كبيرا، وهذا يظهر في ألبوماتي التي أصدرتها طيلة هذه السنوات والفيديو كليبات التي صورتها أيضا، إذ تتنوع بين الطرب المغربي والشرقي والغربي، وهنا أحب أن أشير إلى أن مسألة التمازج أو الستايل كما يطلق عليه في الساحة الفنية، لا وجود له نحن نعرف أن الموسيقى تتكون من 7 نوتات وهي أساس الموسيقى وعليها يعمل كل فنان وكل موسيقي، لا سيما أن الموسيقي لم تظهر مكتوبة، بل هي اجتهاد من الموسيقيين الذين أوصلوها للناس بطريقة أحبوها وعن طريق تحويلها إلى جملة طروبة يحبها كل من يسمعها، وتبقى طريقة الاختلاف من جملة إلى أخرى حسب الفنان المبدع الذي يتفنن فيها، كما أن الأغاني تحمل مجموعة من الخصائص المتنوعة فكل أغنية منها تسافر بمن يسمعها إلى إحدى الجهات من الكرة الأرضية، منها أغاني عن الحب والجراح والفراق والخيانة إضافة إلى الأم والوطن وغيرها من الأغاني المتنوعة والمختلفة من ألبوم إلى آخر، كما أني بصدد إطلاق آخر أعمالي الفنية وهي عبارة عن سينغل يحمل بصمة خاصة ومغايرة تماما عن كل ما سبق إذ خصصته للغناء عن الصحراء المغربية، وليس الصحراء فقط، بل هناك مجموعة من الإشارات فيه لعدد من الإنجازات المغربية التي حققها المغرب والمغاربة تحت لواء المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، التي انطلقت من المسيرة الخضراء التي تعد من أهم الأحداث الوطنية، إضافة إلى أن الأغنية تتحدث عن مجموعة من الأحداث الأخرى وترمز إلى أن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، وقد تطلب مني هذا السينغل وقتا طويلا ليكون جاهزا، وسيصدر في القريب العاجل، وسيكون بمثابة مفاجأة سارة للجمهور المغربي ."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر