تطوان ـ المغرب اليوم
تدارس ثلاثة نقاد سينمائيين (مغربي وتونسي وإسباني)، "المفارقة اللغوية" التي تعرفها السينما المغربية في ندوة تم تنظيمها أمس الإثنين، على هامش الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي ينظم إلى غاية 2 نيسان/أبريل المقبل.
وأوضح المتدخلون في ندوة "السينما المغربية وقضايا اللغة"، أن هذه المفارقة اللغوية في "التعددية اللهجية المفرطة" في اللغتين العربية والأمازيغية هي على قدر تعدد الجهات في البلاد، إلى جانب حضور اللغتين الفرنسية والإسبانية بشكل كبير في الخطاب السينمائي. وانطلق المشاركون من استحالة البحث عن لغة معيارية موحدة للسينما المغربية، أو رفض اللغتين الأجنبيتين، مشددين على لغة الصورة وخطاب الصمت والاقتصاد اللغوي الذي تحتاجه السينما الوطنية. واستهل الباحث الاسباني خافيير إسترادا الندوة بتقديم دراسة حول سينما المرأة المغربية، وهيمنة الصمت، والإيقاع الشبيه بموسيقى الراب، وكذا البنية الشعرية، والارتباط بالهوية. وقال الأكاديمي التونسي كمال بنوناس، من جانبه، إن لكل مخرج لغته الخاصة، مشيرا إلى أنه مع التطور الذي عرفته السينما المغربية خلال العقدين الأخيرين برز اتجاهان مرتبطان بأسلوب المخرج ولغته.
وفي مداخلة تمحورت حول مسألة "الخطاب الشفهي في السينما المغربية، الحوار نموذجا"، قال الناقد السينمائي محمد اشويكة، إنه يمكن الحديث عن تعدد اللغات التي تحلل السينما المغربية (عربية، فرنسية...)، وعن تقاطع الرؤى بين رؤية مغربية، ورؤية بحر أبيض متوسطية (جوارية)، ورؤية من داخل السينما المغربية.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المسألة ذات حساسية كبيرة لأن النقاش يدور حولها اليوم في المغرب بالدرجة الأولى، خاصة بالنسبة للشق السياسي (لغة التعليم، لغة الشارع، وأشكال الخطاب التي تنتج داخل المدرسة والجامعة والمؤسسات الاجتماعية عامة).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر