القاهرة – محمود الرفاعي
ما زالت نتائج ثورات الربيع العربي تأتي بخسائرها على السوق الغنائي، فبعد أنّ كان عام 2014 شهد طرح ما يقرب من 60 ألبومًا غنائيًا، فتقلص العدد في العام الجاري ليصبح 40 ألبومًا، فحين استمرت الأغنيات السينغل في تزايد، وخصوصًا الأغاني الوطنية.
حتى منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول)، لم يتجاوز عدد الألبومات التي طرحت في عام 2015 رقم 40، وانحصرت تلك الألبومات بين أكبر شركتي في الوطن العربي للإنتاج الغنائي، وهما شركة "روتانا" للصوتيات والمرئيات، وشركة "مزيكا" وكان للأولى نصيب الأسد من الألبومات.
أمّا عن أهم الألبومات التي طرحت خلال العام، فكانت ألبومات "ابتحداك" لأحلام، و"آمان" لمريام فارس، و"باسكال 2015" لباسكال مشعلاني، و"ولاد النهاردة" لآمال ماهر، و"60 دقيقة حياة" لأصالة نصري، و"استنى" لمدحت صالح، و"ليا معاملتي" لنادر نور، و"أنا أنثي" لزيزي عادل، و"يلا نعيش" لأحمد جمال، "كان" وكان لفريق "واما"، و"أحلى هدية" لريهام عبدالحكيم، و"مش مسامحة" لنوال الزغبي، و"أجمل ليالي عمري" لرامي صبري، و"عمره ما يغيب" لمحمد حماقي، و"عايزة أعيش" لسميرة سعيد، و"أحلام بريئة" لأنغام، و"أنا الموقع أدناه" ليوري مرقدي.
كما لم تظهر على الساحة ألبومات لمطربين يخوضون تجربة الغناء لأول مرة سواء ألبومان الأول لمصطفى حجاج الذي طرح ألبوم "زحمة حياتي"، والثاني للمطرب موسى الذي طرح ألبوم "حد جامد".
أمّا على مستوى الأغاني الوطنية، فقد شهد عام 2015، ما يقرب من 50 أغنية وطنية وذلك بسبب المناسبات الوطنية العديدة التي مرت على مصر خلال الأشهر المُنقضية بدايةً من المنتدي الاقتصادي الذي نُظم في شرم الشيخ، مرورًا بذكرى انتخاب الرئيس السيسي، ثم افتتاح مشروع قناة السويس، وكان المشروع الأخير هو صاحب نصيب الأسد من الأغنيات، حيث تغنى له المطربين بما يقرب من 20 أغنية.
من أبرز الأغاني الوطنية التي شهدها العام، أغنية "مصر بتناديكم" لهشام عباس التي تغنى بها بثلاثة لغات، و"منصورين" لخالد عجاج ومدحت صالح، و"على البركة" لنانسي عجرم، و"بلاش تبعد" لعمرو دياب، و"فات الكتير يابلدنا" لمحمد منير، و"مصر يا أم العجايب" لوليد توفيق.
نقيب الموسيقيين
بعد منافسة قوية مع المطرب مصطفى كامل والموسيقار منير الوسيمي، اعتلى أمير الغناء العربي هاني شاكر كرسي نقابة الموسيقيين، لكي يعيد لها جزء من بريقها الذي اختفى خلال الأعوام المُنقضية بين الأزمات والصراعات بين كامل، وإيمان البحر دوريش.
وعمل شاكر منذ اليوم الأول على زيادة المعاشات، وكما نجح في الحصول على أراضي في محافظتا الشرقية والدقهلية، لإقامة نادي للنقابة وصالة أفراح، كما فتح ملف تزوير الكارنيهات الخاصة بالأعضاء، كما إتخذ عدد من القرارات الهامة منها تحسين مشروع العلاج، وإدخال السيدات لأول مرة في المشروع، إضافةً إلى زيارة أرباح النقابة إلى 3 ملايين جنيه خلال الفترة التي توالي فيها.
أمّا الأزمات التي حدثت في عهده تلخصت في قراره بتحذير أي مطرب ومطربة يظهران بملابس خارجة في حفلاتهم الغنائية، وحصول النقابة على الضبطية القضائية.
القضايا المتبادلة
ازدادت في عام 2015 عدد القضايا المتبادلة بين الفنانين وشركات إنتاجهم بشكلٍ مبالغ فيه، فالقضية الكبرى كانت بين عمرو دياب وشركة "روتانا"، بعد أن قرر الأول فسخ تعاقد مع الشركة بسبب عدم اهتمامهم بإنتاج ألبومه الأخير معهم في عقده، وهو الأمر الذي جعل الرئيس التنفيذي للشركة الخليجية سالم الهندي، يخرج من صمته ويكشف عدد من الأسرار حول علاقتهم بعمرو دياب، بدايةً من تسريب المطرب لأغنيات ألبوماته، إلى إتفاقه على توزيع أغنياته خارج "روتانا"، بالإضافة إلى دخوله دائمًا في صراع معهم، حول شكل التعاون والإتفاق في مواعيد تسليم وطرح الألبومات والأغاني، وهو الأمر الذي عاد بالخسارة على الشركة.
وهناك أيضًا القضية المتبادلة بين المطرب بهاء سلطان وشركة "فري ميوزيك"، حيث إتهم نصر محروس المطرب بالتهرب من تسجيل أغاني ألبومه مع شركته، وطلب تعويض مليون ونصف منه بسبب الأضرار التي لحقت به، فحين رد عليه بهاء سلطان مؤكدًا على أنه التزم تمامًا بتسجيل أغاني ألبومه، كما أنه صوّر أغنية من الألبوم، وأكد على أنّ الأزمة تتلخص في أنّ نصر محروس لا يعطيه حقه، رغم أنه يتعاون معه منذ ما يقرب من (20 عامًا)، ويصر على أن يبقى عقده كما هو من دون أي زيادة، في حين أنّ أوضاعه الأسرية تغيرت فأصبح الآن زوج وأب لتؤام ويحتجان لمصاريف عكس ما قبل أن يتزوج.
أزمات بكر وفيروز
وأمّا عن مشاكل المطربين والفنانين مع بعضهم البعض، فالموسيقار حلمي بكر كان هو رائد المشاكل هذا العام، حيث دخل في أكثر من أزمة، أبرزها أزمته مع المطربة لطيفة، التي قرر أن يُقاضيها هي والإعلامية راغدة شلهوب بسبب تصريحاتها في برنامج "100 سؤال"، وكان حلمي بكر قد ذكر في حوار صحافي من قبل أنّ الموسيقار محمد عبد الوهاب لم يتذكر اسم لطيفة حين ما قابلها، فحين ذكر جملة "المطربة ذات رجل حلوة" وهو الأمر الذي رفضته لطيفة، وقالت له "عيب واحترم نفسك" فهاجمها حلمي بكر قائلًا لها "بلاش أظهر لك ملفات امتلكها ضدك، ولا أريد أن أتكلم فيها".
وكرر نفس الأمر مع المطرب اللبناني فارس كرم، وذلك بعد تصريحات فارس التي قال فيها أنّ كوكب الشرق "أم كلثوم"، قدمت أغاني تحمل إيحاءات جنسية، وطلب بكر من فارس عقب التصريحات أن يذهب لمستشفى الأمراض العقلية بعد إجراء عملية جراحية في لسانه حتى لا يتطاول على رموز الطرب الأصيل.
من جانبه رد النجم اللبناني فارس كرم، على الملحن حلمي بكر، الذي طالبه بالذهاب إلى مستشفى الأمراض العقلية، في بيان صحافي قال فيه: "إن اعتراض الملحن الذي نحترمه حلمي بكر، على تصريح أو كلام قلناه في لقاء تلفزيوني، من حقه وهو أستاذ كبير، لكن أن يذهب بالكلام إلى حيث تعابير تشبه نفسيته فيها قلّة أدب واحترام، فهذا ما لا نسمح به للملحن الذي ترك التلحين منذ أعوام، وتفرّغ لافتعال المشاكل والخناقات الإعلامية على طريقة "دون كيشوت" المضحكة".
أمّا عن آخر الأزمات فكانت من قبل مجلة "الشراع" اللبنانية التي وضعت على غلافها صورة للفنانة الكبيرة فيروز، وإتهمتها بالبخل، وكره الناس والصحافيين، كما أطلقوا عليها لقب عاشقة الويسكي، وإتهموها بمساندة نظام الرئيس السوري الأسد، وهو الأمر الذي جعل الدولة اللبنانية تنتفض ضد المجلة ورئيسها حسن صبرا وأصدرت الرئاسة، ونقابة الصحافيين، ونقابة الموسيقيين، بيانات إعلامية ضد المجلة ورئيسها لما قاله في حق أسطورة الغناء اللبناني والتي وصفوها بارزة لبنان، وبقلعة بعلبك الخالدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر