بقلم : مجدي الطيب
- ذلك الصباح الكئيب على صوت يطالبني بتغيير موضوع مقالي لأخصصه للمخرج محمد خان واندهشت وسألت :"ايه المناسبة ؟" فقال لي الصوت بحزن :"محمد خان مات".. إنها إرادة الله التي لا نملك لها دفعاً لكني عدت بذاكرتي إلى اللقاء الأخير الذي جمعني به،بعد ما نجحت في إقناعه بالنزول ضيفاً على برنامج "اتفرج يا سلام" ليتحدث عن "البطيخة "،وجاء إلى استديو 10 بماسيرو مبكرا وجئت متأخراً، فبادرني وهو يضحك معاتباً :"يعني أنا آجي قبلك.. ده كلام!".. وطوال فترة التصوير كان الطفل الجميل الهادئ والمشاغب إذا اقتضى الأمر وعاد إلى مداعبتي قائلاً :"مش حتاخد لنا الصورتين بتوعك ؟"،وأثناء التصوير فوجئ بنظرته اللماحة أن الناقد أحمد شوقي الذي أدار الحلقة يرتدي قميصاً يُطابق لون التي شيرت الذي يرتديه فطالبه بأن يغير مكانه في الكادر التالي .. واسترسل في الحديث عن "البطيخة" ومشواره وأسلوبه وحبه للمدينة والشوارع والناس وكأنه الحديث الأخير وأحسب أنه كذلك بالفعل بل أجزم أنه الحوار المصور الأخير في حياته .. رحمك الله أستاذنا الذي وصفوك ب "الديكتاتور" في حين يعرف كل من التقى بك يوماً أنك الطفل البريء الذي ينفعل ويثور ويغضب وينتفض وفي لحظة يهدأ ويبتسم .. وقد يعتذر !