مراكش - ثورية ايشرم
يتميز متحف "دار تسكوين" في مدينة مراكش بالمزج بين التقاليد الأندلسيّة والمغربيّة، كما أنه يُعد نموذج حياة ترجع إلى بداية النصف الثاني من القرن الماضي، وتم افتتاحه في وجه العموم بعدما أصبح يضم العديد من التحف المتميزة والنادرة التي ترجع إلى حقب زمنيّة قديمة جدًا تعود إلى سلاطين المغرب و
الأندلس الأوائل.
وأصبح المتحف معلمًا تاريخيًا يجمع بين الفن والثقافة الأوروبيّة والمغربيّة في قلب واحد وتربط بين المغرب بدول أخرى من بقاع العالم، حيث يعد محجًا للزوار الذين يغتنمون فرصة وجودهم في المدينة الحمراء للاستمتاع بجماليّة الفن المعماري الذي يتميز به المتحف من نقوش الجبس في أسقف الدار وزخرفة في الخشب على أبوابها ونوافذها وجمالية الأرضيّة التي زًينت بأفخم نوعيّة من الزليج الفاسي والغرناطي، والاستفادة من تاريخ جمع أوروبا بالمغرب من خلال ما يعرضه المتحف من تحف فنيّة في غاية الروعة والتي تتمثل في منشورات وقطع نحاسيّة وفضيّة وأشكال هندسيّة مختلفة الشكل وكتب نادرة لا وجود لها إلا في "دار تسكوين"، والتي جمعت ووضعت في هذا المتحف عن طريق القوافل التي كانت تربط المغرب بدول أوروبيّة وتحط الرحال في المغرب، خصوصًا في مراكش التي كانت آنذاك عاصمة البلاد.
وتقع "دار سكوين" في عمق المدينة العتيقة في مراكش قرب قصر الباهيّة، وتقترح على روادها اكتشاف سحر الثقافة والتاريخ القديم، كما أن المتحف يفتح أمامهم فرصة لتلاقي والتعارف وتبادل الأفكار الثقافية، خصوصًا من خلال الأنشطة التي ينظمها المسؤولون عن المتحف نهاية كل أسبوع للجمع بين فئات المجتمع من الجنسيات والتي تكون دائمة البحث للتعرف على التاريخ والحضارة الذي ميز المغرب ومراكش خاصة كبلد للثقافات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر