اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام
آخر تحديث GMT 13:19:44
المغرب اليوم -

آمال بأن تسلّط تركيا الضوء على الثقافات الحضرية في الحقبة الهلنستية

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

اكتشاف تحفة من الفسيفساء السوري القديم
أنقرة - جلال فواز

اكتشف الباحثون متحفًا للفسيفساء السوري القديم ذات التصميمات المتشابكة، في فيلا رومانية مهدمة في منطقة تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا، ذلك البلد الذي مزقته الحرب، وتشمل الفيلا أرضيات من أحجار صغيرة وضعت في أنماط هندسية، لتغطي ساحة داخلية تحيط بها الأعمدة، ويُرجّح أنها كانت موطنًا للرومان الأثرياء الذين عاشوا في المنطقة قبل نحو 2000 سنة.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

 

 ويعتبر هذا الاكتشاف ذات قيمة خاصة، لأنه في واحدة من عدد قليل من المواقع التي يمكن لعلماء الآثار، ممن يدرسون سوريا القديمة، الوصول إليها في الوقت الراهن، وذلك من بين العديد من المناطق الأخرى التي يجري تدميرها حاليًا.

وأوضح البروفيسور إنجلبرت وينتر ـ من جامعة مونستر، أن مدينة "دوليك" القديمة التي كانت جزءًا من مقاطعة سورية في العصر الروماني، وتقع اليوم على أطراف مدينة غازي عنتب التركية، واليوم هي من المناطق القليلة التي يمكن دراسة الثقافات الحضرية السورية المنتمية للعصر الهلنستي والروماني.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام

ويعتبر وينتر أن اكتشاف مستوطنات من هذا النوع أمرًا صعبًا، لأن كثيرًا من هذه المواقع تم تدميرها أو يتعذر الوصول إليها بسبب الحرب، مثل "أباميا"، و"سيرهوس".

وأضاف: "إن الوضع اليوم سيئ للغاية في أباميا، كواحدة من أهم وأقدم المدن السورية، فالحفريات غير المشروعة تبدو للعيان في صور الأقمار الصناعية، ودُمرت المنطقة الحضرية بأكملها، ومن المشكوك فيه أن يكون البحث هناك أمرًا متاحًا مرة أخرى.

وأوضح بروفيسور جامعة مونستر: إنه تم استئناف التنقيب الذي بدأ في "سيرهوس" أخيرًا، بعد توقفه بسبب الموقف الراهن، أما مدينة أنطاكية القديمة، والتي كانت عاصمة المقاطعة الرومانية سوريا آنذاك، والقريبة من مدينة أنطاكية التركية، لم يعد من الممكن الوصول إليها بسبب البنايات الحديثة. لذا فإن الحفر حاليًا في مدينة "دوليك" من الممكن أن يمدنا بمعلومات حول الثقافات الحضرية لشمال سوريا القديمة، لافتًا إلى أن الفسيفساء من أكثر الاكتشافات إبهارًا.

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام
 
ويقول الدكتور مايكل بولمر: "إنه الاكتشاف الأكثر تميزًا في أعمال الحفر، حيث أنه لأرضية من الفسيفساء عالي الجودة تضم أشكالًا رائعة من المباني، مع بلاط محاط بأعمدة والتي تغطي أكثر من 100 متر مربع. وأضاف أنها تعد واحدة من أجمل التحف الفسيفسائية العتيقة في المنطقة، بسبب حجمها وصلابتها، والتسلسل القوي والتناسق في التراكيب والأشكال الهندسية الدقيقة.

ويوضح بولمر أنه بالرغم من أن وظيفة المبنى غير واضحة، إلا أنه من المؤكد أنه كان فيلا حضرية تخص عائلة ثرية، وأضاف: "بالفعل تكشف هذه النتائج الأولية عن إمكانية أن يكون الموقع غني للمزيد من البحوث للبيئة المحيطة حول النخب الحضرية، ولطرح المزيد من التساؤلات بشأن الأثاثات الفاخرة في المناطق الحضرية".

وينقب فريق أخر من الباحثين عن البيوت البسيطة والأزقة وأنابيب المياه، والتي ستوضح رؤى رئيسية في الحياة اليومية اليومية للناس، وتنظيم المدينة، حيث إنهم يخططون لبدء الحفر في الأماكن العامة للمدينة القديمة في العام المقبل.

 ويقول الفريق: "كلنا أمل للحصول على صورة موثوقة للمدينة الشمالية من سوريا،  من العصر الهلينستي حتى عصر الصليبيين، وكذلك صورة واضحة عن مادة الثقافة اليومية والهويات المحلية في هذه المنطقة".

وتؤدي مجموعة أخرى من علماء الآثار عملها على جبل "دولك بابا تيبسي" المجاور، إنطلاقًا من حرفية التصوير لـ "لوبيتر دوليكن" ـ أحد آلهة العصر الحديدي الروماني، والذي كان واحدًا من ألهة الشرق المزعومة، واستندت إلى شخصيات أجنبية، وبالإضافة للأقسام الموجودة بحالة جيدة من الجدار، وتضم الحرم الروماني للآلهة، فقد اكتشفوا بقايا لدير مسيحي على قمة الجبل والذي تأسس بعد نهاية الوثنية.

وتكشف القطع الأثرية التي تم جمعها على مدار السنوات الأخيرة، أنّ الموقع استخدم في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد، كما تم الآن انتشال تمثال من العصر البرونزي، والذي يُعتقد أنه يعود إلى مطلع الألف الأولى قبل الميلاد.

كما عثر الفريق على موقع قريب من مستوطنة تنتمي للعصر الحجري القديم والتي يعود تاريخها إلى 6.000 قبل الميلاد تقريبًا.

 ويقول البروفيسور ونتر: "استقر الناس هنا لوجود الحجر الصوان الذي كانوا يأخذون أدواتهم منه". ويأمل الفريق أن يُلقى نظرة تفاؤل على الموقع، الذي يعد محورًا للتاريخ البدائي للبشرية"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام اكتشاف متحف للفسيفساء السوري القديم يرجع للعصر الروماني قبل 2000 عام



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib