عمان - بترا
ذهب القاص محمود الريماوي في حفل توقيع كتابه السبت في المركز الثقافي العربي لإعادة التأكيد على اهمية الشاعر الاردني الكبير عرار "مصطفى وهبي التل" ، ونبه في حفل توقيع مجموعته "عودة عرار" ان استحضاره لعرار بقصته التي حملت اسم مجموعته الجديدة والصادرة ضمن مشروع التفرغ الابداعي الذي اوقفته وزارة الثقافة مؤخرا يأتي في سياق استحضار عرار حتى يكون شاهدا قصصيا على تحولات عمان بوصفه ناقدا انتصر للانسانية وللغجر وناوأ السلطة والاستعمار ، مؤكدا :" ان عرار ثوري حقيقي " .
رئيس المركز الثقافي العربي الروائي جمال ناجي وبعد ان استعرض مسيرة التجربة القصصية للقاص والكاتب القدير الريماوي، لفت الى الجوانب المضيئة لتجربته القصصية مؤكدا ان الريماوي يعد صاحب تجربة ابداعية تستحق اكثر من تكريم لافتا انه سيأتي يوم وسيتم تكريمه على مستوى مؤسسات المجتمع المدني او مؤسسات الدولة الرسمية .
وفي ورقتها التي حملت عنوان :" عودة عرار – قصص عمان رؤيا بانورامية " للقاص محمود الريماوي قالت القاص والروائية سحر ملص ان قصص الريماوي عودة عرار بانوراما جميلة تُظهر لنا أنماط الشخصيات المختلفة من مدّعي الثقافة والمجاملات التي تقوم بينهم إلى المتنكرين إلى الفن واعتبار رسم اللوحات من المحرمات.
وقالت الروائية ملص :" قصص عودة عرار صفحات عمانية بامتياز باسلوب رشيق يندرج تحت مقولة "السهل الممتنع" وهي قصص مشبعة بروح المدينة التي تعبق بالماضي وتحتفي بالحاضر " ، وأكدت ان القصص تتطلع وفق رؤية كاتبها كيف نوائم ما بين إرثنا العتيق وحداثة الحاضر .
واضافت ان مجموعة عمان تحمل عمان بجمالها الوادع وتناقضها الصارخ بحاراته وسوارعها وبيوتها الحجرية المهجورة ايضا في جبل عمان والتي تقف شاهدة على عراقة المدينة والزمن.
وفي ورقته التي حملت عنوان السرد الما بعد حداثي في مجموعة عودة عرار قال الناقد والباحث الفلسفي مجدي ممدوح بعد ان استعرض النظريات الجديدة في الفن في تيار ما بعد الحداثة أنا لا ادعي أن الريماوي أنتج نصوصه وفق رؤية مابعد حداثية مسبقة, فهذا يعد ضربا من التجني على العمل الإبداعي, فالمبدع يقول كلمته ويمضي , ولا يحفل بالنظريات والرؤى النقدية, فهو كما يصفه المتنبي ينام ملء جفونه عن شواردها ويسهر القوم جراها ويختصم .
وقال الباحث ممدوح :"في نصوص عودة عرار سوف نعاين مدينة عمان وهي تتنفس بكامل حريتها دون قمع أو وصاية من قبل المؤلف, مما سيتيح لنا ان ننصت لصوت هذه المدينة الخفي . لو كنت مخولا بوضع عنوان لهذه المجموعة لاخترت عنوان " حكايات عمان" , وانا بالطبع امتلك صلاحيات بوصفي متلقيا للنص لا تقل عن الصلاحيات التي يمتلكها المؤلف, وهذه الصلاحيات ممنوحة لي من كل التيارات المابعد حداثية كنظرية القراءة والتلقي التي نقلت الدلالة الى ساحة المتلقي , ووضعت المتلقي على قدم المساواة مع المؤلف من حيث إعادة إنتاج النص وإنتاج الدلالة (أو الدلالات المتعددة) التي يحتملها النص ." واضاف سوف نعاين سردا جديدا عند الريماوي, جديدا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بعدي وتجاوزي, انه سرد حذر يتحاشى التطفل على الحدث وإرباكه او إقلاقه, ناهيك عن إعادة إنتاجه, انه سرد لا يروم حتى التصريح بحضوره القامع, وفي نهاية الاحتفاء بالامسية القصصية التي اتسمت رغم قلة الحصور بالحميمة قدم الناقد ابراهيم خليل ملاحظات ثرية ابرزت متابعته الحثيثة لتجربة الريماوي وما سجله ان القراءات النقدية التي قدمت اغفلت الحديث عن الروح الكوميديا التي تعد ميزة في تجربة الريماوي ونوه ايضا لاغفال القراءات النقدية للاشتغالات اللغوية عند الريماوي .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر