السويداء ـ سانا
انطلقت اليوم فعاليات ملتقى التصوير الزيتي الخامس بالسويداء الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ومديرية ثقافة السويداء بعنوان “التشكيل من وحي الأدب” بمشاركة 8 فنانين تشكيليين في المركز الثقافي العربي بالمدينة.
ولفت مدير الثقافة بالسويداء وعضو اللجنة العليا للملتقى الدكتور ثائر زين الدين في تصريح لمراسل سانا إن فكرة الملتقى بدأت عام 2009 في محاولة للربط بين الأدب كوجه من اوجه الفن والفن التشكيلي بوصفه أحد أوجه النشاط البشري الجميل وبالتالي تجسيد العلاقة المتبادلة القائمة بينهما.
وأوضح /زين الدين/ أن الفنانين المشاركين في الملتقيات السابقة رسموا أعمالهم الفنية من وحي قراءاتهم الأدبية ومطالعاتهم لروائع الأدب العالمي وللقصائد الشعرية لعدد من الشعراء والأدباء العرب والسوريين حيث رسم أحد الفنانين المشاركين في الملتقيات السابقة لوحة من وحي أعمال الكاتب والروائي الكبير الراحل /حنا مينا/ بينما رسم فنان آخر لوحة من أعمال /أبي حيان التوحيدي/ وثالث رسم لوحة مستوحاة من قصيدة /قارئة الفنجان/ للشاعر الراحل /نزار قباني/ ورابع قدم عملا مستوحا من رواية /قصر المطر/ للأديب /ممدوح عزام/.
ولفت إلى أن ما يقدمه الفنانون التشكيليون من أعمال مستوحاة من الأدب يعكس التبادل والتفاعل العضوي بين الفنانين والأدباء ويدل بشكل واضح على مدى تأثر الفن التشكيلي بالأدب والرواية على وجه الخصوص وأثر الرواية على الفن مشيرا إلى حرص اللجنة العليا للملتقى على تحقيق مشاركة وجوه جديدة من الفنانين التشكيليين في كل دورة من خلال دعوة الفنان التشكيلي لمرة واحدة لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد منهم وإغناء الملتقى بتجارب ومشاركات متنوعة.
بدورها اكدت مديرة مركز الفنون التشكيلية بالسويداء ورئيسة اللجنة التنفيذية للملتقى /منيرة الأشقر/ ان استمرارية هذا الملتقى للعام الخامس على التوالي يعكس إصرارا لدى إدارة الملتقى والفنانين المشاركين على تحدي الظروف الصعبة التي نعيشها في ظل الهجمة العدوانية على سورية ويدل على حرص وزارة الثقافة على العمل للارتقاء بالفن التشكيلي نحو الأفضل وبطريقة تليق بالفن في سورية عموما والسويداء على وجه الخصوص لإظهار كل ما هو جميل في وطننا.
واعتبر الفنان التشكيلي /فوءاد أبو ترابي/ ان مشاركته في الملتقى تهدف الى التعبير عن آثار الأزمة على وجدان الأدب والفن واكتساب مهارات وخبرات فنية جديدة من روح العمل الجماعي مبينا أنه قدم عملين فنيين مستوحيين من تداعيات الأزمة وما نتج عنها من أدب يمكن تسميته ب/أدب الأزمة/ من روايات واقعية وشعر وجداني حي مضيفا ان الهجمة الشرسة التي يتعرض لها وطننا استنهضت أحاسيسه ليجسد قدسية الشهادة ووطنية الأم الحقيقية وارتباط الإنسان بأرضه بألوان صارخة من واقعنا المرير تهز مشاعر الكيان الإنساني.
في حين استوحى الفنان التشكيلي /محمد القضماني/ عمليه الفنيين المشاركين في الملتقى من رواية /جهات الجنوب/ للكاتب والروائي السوري /ممدوح عزام/ لكونها تعكس عادات وتقاليد محافظة السويداء وتركز على الحياة الإنسانية والحميمية السائدة بين أهالي المحافظة منوها بجمالية العمل الجماعي ضمن الملتقى والذي يتيح التعرف على تجارب الفنانين وتذوق اللوحة الفنية في مختلف مراحل بنائها.
بدورها بينت الفنانة التشكيلية /أمل أبو فياض/ أن الملتقى يعتبر ورشة عمل فنية مصغرة ويمثل فرصة لتبادل الخبرات واللقاء بين الفنانين المشاركين ضمن أجواء عمل أسرية مشيرة إلى أنها متأثرة بأعمال الأديب /جبران خليل جبران/ وستحاول من خلال مشاركتها في هذا الملتقى أن ترسم لوحة تجسد تكوينات إنسانية تعبر عما استلهمته من أعمال /جبران/ وأفكار من مخيلتها.
وراى الفنان التشكيلي /ربيع بلان/ ان الملتقى تفاعلي ويتيح من خلال أجواء العمل الجماعية الإيجابية المجال أمام تبادل الخبرات بطريقة غير مباشرة مبينا أنه يميل للأسلوب التعبيري في الرسم خاصة عندما يرسم عملا مستوحا من الأدب الذي توجد بينه وببن الفن التشكيلي تقاطعات كثيرة وإيقاع مشترك من ناحية اللون والخط والكلمة.
وتضم فعاليات الملتقى الذي يستمر حتى الثالث عشر من شهر آب الجاري محاضرتين الأولى بعنوان /امتداح الخالة/الرواية واللوحة/ والثانية بعنوان /علاقة الأدب بالفن التشكيلي/ وحفلا زجليا يشارك فيه مجموعة من شعراء جمعية الزجل في سورية بالإضافة إلى تكريم الفنانين المشاركين وافتتاح معرض اللوحات المنجزة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر