مراكش ـ ثورية ايشرم
يعدّ حي القصور في مراكش امتدادًا للحي المرابطي الملكي، الذي يضمّ قصر الحجر، وكان مجمعًا سكنيًا يشمل قصور الأمراء، والأعيان، والساهرين على تسيير المصالح الإدارية للإمبراطورية.وتعتبر التسمية "حي القصور" تعبيرًا عن البذخ في السكن، وما يرتبط معه من غنى، وثروة للفئات الميسورة، التي قطنت فيه.وكان باني "مجمع القصور" أبو محمد عبد الله بن عجال الغزواني، من قبيلة غزوان، عرب تامسنا، وهو تلميذ التباع، توفي عام 935 للهجرة (1591 ميلاديًا)، ودرس في فاس، حتى أرشد إلى الاتصال مع شيخ العصر، أبو فارس التباع، حيث تتلمذ عنده، وخدمه 10 أعوام، قبل أن يأذن له بفتح زاويته في الهبط، ثم في فاس، داخل باب فتوح، وأخيرًا غادر فاس إلى مراكش.
وضمّ "مول القصور" حي أغادير، الذي تحوّل إلى حي الكتبية السكني، قبل أن يهدم لاستغلال أرضه، لبناء الشارع والحي الأرستقراطي "القصور"، والذي يشمل حي القصور القائم، والحارة اليهودية أبي عبيدان المواسين.وشمل حي "أغادير المخزن" فندقًا، كان معدًا لتعليم القرآن لأبناء الشعب، على يد أبو العباس السبتي، المعاصر للإمام السهيلي، الذي اختاره الأمراء الموحدون لتعليم أبنائهم، لأنه ضرير، وكذلك "الأسايس"، الذي أصبح فضاء لساحة جامع الفناء، ومقبرة مرابطية، التي يدل على وجودها أثر قبر مؤسس مراكش الأول يوسف بن تاشفين، الذي أمر الملك العلوي محمد الخامس ببناء ضريحه، عند الحدود الجنوبية للحي السلطاني.وساهم تحديد المجال الحضري بالجبل الأخضر شمالاً، وقبة ضريح مؤسس مراكش جنوبًا، في إظهار ملامح المدينة السلطانية المرابطية، بجميع مكوناتها المعروفة، تلتصق من جهة الجنوب الغربي بالمدينة الحرفية الشعبية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر