مدينة تدمر الأثرية لؤلؤة البادية في سورية
آخر تحديث GMT 09:29:51
المغرب اليوم -

مدينة تدمر الأثرية "لؤلؤة البادية" في سورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدينة تدمر الأثرية

قوس النصر الشهير في تدمر على بعد 215 كلم شمال شرق دمشق
بيروت ـ أ.ف.ب

مدينة تدمر التي استعادها الجيش السوري بشكل كامل من تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي والمعروفة ب"لؤلؤة البادية" وقيمتها التاريخية لاثارها التي تعود الى اكثر من الفي سنة، تقع في وسط سوريا وهي مدرجة على قائمة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي للانسانية.

قبل اندلاع النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011، كان حوالى 150 الف سائح يقصدون هذه الواحة في قلب بادية الشام على بعد 210  كلم الى شمال شرق دمشق، والتي تشتهر باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

- مدينة التوابل والحرير - 

ظهر اسم مدينة تدمر للمرة الاولى في مخطوطات مملكة ماري في الالفية الثانية قبل الميلاد بحسب موقع اليونيسكو، عندما كانت واحة لعبور للقوافل واحدى محطات طريق الحرير بعد سقوطها تحت سيطرة الرومان في النصف الاول من القرن الاول الميلادي واعلانها ولاية رومانية.

واصبحت تدمر مدينة مزدهرة على الطريق التي تربط بلاد فارس بالهند والصين والامبراطورية الرومانية بفضل تجارة التوابل والعطور والحرير والعاج من الشرق والتماثيل وصناعة الزجاج الفينيقية.

- العصر الذهبي -

في العام 129، منح الامبراطور الروماني ادريان تدمر وضع "المدينة الحرة" وعرفت انذاك باسمه "ادريانا بالميرا" وعاشت عصرها الذهبي في القرن الثاني بعد الميلاد. 

وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الاله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر). 

وقالت مارييل بيك التي تدير قسم الاثار الشرقية في متحف اللوفر بباريس في ايار/مايو  2015 ان المدينة "بنيت وفق هندسة غربية، مع ساحة اغورا وشوارع كبيرة ومسرح ومعابد حتى امكن مقارنتها بروما". ولفتت الى ان تدمر "تتميز بابراج مدافنها الكبيرة ذات الطبقات التي كانت توضع فيها النواويس".

- الملكة زنوبيا -

 عرفت المدينة اوج ازدهارها في القرن الثالث في ظل مملكة زنوبيا التي تحدت الامبراطورية الرومانية.

في العام 267 بعد الميلاد اغتيل الملك العربي اذينة في ظروف غامضة وتولت الحكم بعده زوجته زنوبيا التي بسطت سيطرتها مدفوعة بحبها للحرية والمجد على بلاد الشام في 270 واجتاحت مصر واطلقت قواتها حتى البوسفور قبل ان يطيحها في عام 272  الامبراطور الروماني اوريليان الذي استعاد تدمر واقتاد زنوبيا الى روما فيما انحسر نفوذ المدينة.

- سجن تدمر، رمز القمع -

في فترة الثمانينات من القرن الماضي، وفي ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، قتل مئات المعتقلين في سجن تدمر، الذي شكل احد رموز قمع النظام السوري.

وقبل سقوط تدمر في يد تنظيم الدولة الاسلامية، نقل النظام المعتقلين داخل السجن الى سجون اخرى في سوريا. وفور سيطرته على المدينة، عمد التنظيم المتطرف الى تفجير السجن.

-التخريب والدمار -

في 18 آب/أغسطس 2015 قام تنظيم الدولة الاسلامية بعد ثلاثة اشهر من استيلائه على المدينة باكملها، بقطع راس مدير الاثار في المدينة خالد الاسعد (82 عاما) الذي شغل هذا المنصب طيلة خمسين عاما.

وبعد اقل من اسبوع قام التنظيم المتطرف الذي يعتبر التماثيل البشرية والحيوانية بمثابة اوثان والمعروف بسوابقه في تدمير وجرف الاثار في مواقع اخرى استولى عليها لاسيما في العراق، بتدمير معبدي بعل شمين وبل بالمتفجرات. 

وفي ايلول/سبتمبر دمر عددا من المدافن البرجية في المدينة قبل ان يحول قوس النصر الشهير الى رماد.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة تدمر الأثرية لؤلؤة البادية في سورية مدينة تدمر الأثرية لؤلؤة البادية في سورية



GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

GMT 21:07 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
المغرب اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 07:32 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib