رغم امتلاكه لموهبة وروح قتالية، إلا أن حظه على ما يبدو قليل، حيث تعرض المدافع بادشتوبر لإصابة تضع مستقبله محل تساؤل.
الآن على المدير الفني لبايرن ميونخ بيب جوارديولا إعادة ترتيب أوراقه بعد إصابة رابع مدافع من أصل 5 مدافعين أساسيين لديه في "البافاري".
هولجر بادشتوبر (26 عاما) مدافع بايرن ميونيخ، مدافع صلب لكنه غير محظوظ، على ما يبدو. فقد اضطر لإجراء جراحة في كاحله بسبب إصابته الجديدة التي تعرض لها في التمرين الأخير قبل مباراة أوجسبورج، في الدوري الألماني الأحد 14 فبراير/ شباط الجاري، والتي انتهت بفوز بايرن 3-1.
وسيبتعد الالماني عن الملاعب لمدة 3 أشهر، حيث كتب زميله السابق باستيان شفاينشتايجر من انجلترا على موقع "تويتر": "ياله من موهبة كروية كبيرة، وصديق رائع، وياله من سوء حظ كبير".
سوء الحظ كان ملازما المدافع الألماني خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتحديدا منذ ديسمبر/ كانون أول 2012، حيث تعرض لـ5 إصابات شديدة، من بينها قطع في الرباط الصليبي مرتين، وتمزق في عضلات الفخذ، جعله يغيب عن الملاعب 7 أشهر، قبل أن يعود ليصاب الآن بكسر في الكاحل.
انهالت على بادشتوبر عبارات المؤازرة والطمأنة إلى قدرته على العودة من جديد، سواء من الجمهور أو زملائه أو المدربين في بايرن والمنتخب الألماني.
وبرهن اللاعب دائما على أنه نموذج لـ"المقاتل"، وقال عن نفسه على "تويتر": "من أصبح مقاتلا مرة يبقى مقاتلا للأبد".
لكن السؤال القاسي الذي يجب أن يُسْمَح به الآن، حسب تعبير مجلة "كيكر" في عددها الصادر الاثنين 15 فبراير/ شباط الجاري، هو: هل لدى جسد بادشتوبر قدرة على تحمل المنافسات الرياضية على المدى الطويل؟
سؤال تصعب إجابته في الوقت الراهن، غير أن زميله فيليب لام قائد بايرن ميونيخ واثق من قدرته على العودة حيث قال: "هولجر نموذج للاعب المحترف، لذلك لدي الشجاعة لأن أقول إنه سيعود من جديد بنسبة مئة في مئة".
ورغم روح بادشتوبر العالية في مواجهة الإصابة، إلا أن غيابه عن كأس أمم أوروبا 2016 الصيف المقبل في فرنسا، هو الأقرب إلى الواقع.
كيف سيرتب جوارديولا أوراقه؟
أما بايرن ميونيخ فمقبل على مرحلة مهمة وخصوصا بالنسبة للمدرب جوارديولا، الذي يطمع أن يحرز دوري أبطال أوروبا لأول مرة مع الفريق الالماني قبل انتقاله للتدريب في إنجلترا.
غياب بادشتوبر أضاف فصلا جديدا في كتاب معاناة دفاع الفريق الذي سيواجه يوفنتوس في ذهاب ثمن نهائي أبطال أوروبا.
جيروم بواتينج مصاب، وسيبدأ فترة النقاهة في نهاية الشهر الجاري، وخافي مارتينيز مصاب أيضا ولن يكون بوسعه العودة إلا مع مباراة يوفنتوس في ميونيخ، وربما لن يكون سليما مئة في المئة، ثم إن مهدي بنعطية عاد من الإصابة لكنه لم يشارك في مباراة أوجسبورج وهو ما ينطبق أيضا على سيردار تاسكي، المنتقل حديثا إلى بايرن، والذي تعرض أيضا للإصابة قبل أن يشارك في أي مباراة مع ناديه الجديد.
في ظل هذا الوضع الغريب بالنسبة لدفاع بايرن، تعامل جوارديولا مع مباراة أوجسبورج على أنها تجربة لإعادة ترتيب دفاع الفريق، حيث لعب بـ4 مدافعين معظمهم متوسطي القامة، مثل فيليب لام، خوان بيرنات، يوشوا كيميش، ودافيد آلابا.
ولم يواجه خط الدفاع هذا أي متاعب في مباراة أوجسبورج، حيث قام الاسباني قبل نهاية المباراة بنحو نصف الساعة بإنزال البرازيلي رافينيا في الجهة اليمنى، ولم يشرك الألماني سيردار تاسكي.
وفي ظل غياب 4 من 5 مدافعيين اساسيين في بايرن، بدا حوارديولا مرتاحا بشكل غريب رغم التحديات القوية التي يواجهها.
وقال بعد إصابة بادشتوبر: "لا أعرف متى سأصل إلى حدود قدراتي، لكن ذلك أيضا غير مهم، لأن لدينا لاعبين يمكنهم شغل هذا المكان".
وتتوقع "كيكر" أن ينظم الأسباني دفاعه في الفترة القادمة كما يلي: يلعب بـ4 مدافعين، في ناحية اليمين يقف فيليب لام ويكون بديله رافينيا.
أما قلب الدفاع الأيمن فيكون بنعطية (أو كيميش، أو تاسكي، أو تشابي ألونسو)، بينما يكون قلب الدفاع الأيسر دافيد آلابا (أو تاسكي أو ألونسو).
ويكون المدافع الأيسر خوان بيرنات (أو آلابا، أو رافينيا).
وفي حال عدم اكتمال لياقة بن عطية، بإمكان تشابي ألونسو أن يلعب في المنتصف، وهذه مسألة معتادة بالنسبة له، ويجيدها بالنظر إلى طوله وقوته في الالتحام وكرات الرأس واللعب بطريقة ذكية.