مع استعادة لقب دوري أبطال أوروبا ضمن 5 ألقاب فاز بها مع برشلونة الإسباني في 2015، يتطلع المهاجم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي إلى استعادة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
وخسر ميسي الجائزة في عامي 2013 و2014 لصالح مهاجم ريال مدريد الإسباني، البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن الفرصة تبدو سانحة الآن لإحراز الكرة الذهبية مجدداً لتكون الخامسة له في غضون 7 سنوات.
ويتصدر ميسي معظم الترشيحات للفوز بالجائزة خلال حفل "فيفا" الذي يقام غداً الإثنين في مركز المؤتمرات بمدينة زيورخ السويسرية.
وقدم ميسي عاماً رائعاً في 2015، وفاز خلاله بمعظم البطولات مع برشلونة، إذ توج بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) للمرة الثانية في مسيرته مع النادي الكاتالوني، إذ سبق له الفوز بنفس الثلاثية في 2009 تحت قيادة المدير الفني السابق بيب غوارديولا ليصبح برشلونة الفريق الوحيد في أوروبا الذي يتوج بهذه الثلاثية مرتين في التاريخ.
كما أحرز ميسي مع برشلونة في 2015 لقبي كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، فيما خسر الفريق بشكل مفاجئ أمام أتلتيك بلباو في كأس السوبر الإسبانية.
وسبق لميسي أن أحرز الكرة الذهبية 4 مرات متتالية بين عامي 2009 و2012، عندما تألق مع برشلونة بقيادة غوارديولا الذي رحل عن الفريق في 2012 ليعاني الفريق بعدها من مشاكل داخلية وهو ما ساهم في ضياع الجائزة في 2013 و2014 لصالح رونالدو.
ولكن برشلونة استعاد بريقه بشكل رائع في 2015، وأحرز 5 ألقاب تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، كما سجل ميسي العديد من الأهداف الحاسمة وصنع العديد لزملائه.
ولهذا، سيكون ميسي المرشح الأقوى للفوز بالجائزة غداً الإثنين، رغم ابتعاده عن الملاعب لمدة شهرين من سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين بسبب الإصابة.
كما أن تأثير القضية الدائرة حالياً، بشأن تهرب ميسي الضريبي، على فرصه في المنافسة على الكرة الذهبية يبدو محدوداً إلى حد بعيد.
وذكرت محطة راك 1 الإذاعية في إقليم كاتالونيا الإسباني "سيكون من المثير للسخرية ألا تذهب الجائزة لميسي".
وأضافت "كان ميسي اللاعب الأكثر تأثيراً في عالم كرة القدم خلال 2015 ما من شك بشأن هذا".
وحاول ميسي نفسه التقليل من الجدل بشأن عودته إلى منصة التتويج بالجائزة، وصرح أخيراً بتواضعه وهدوئه المعتاد، قائلاً: "سيكون جيداً أن أفوز بجائزة الكرة الذهبية مجدداً، لا يمكنني إنكار هذا".
وتابع "لكن الشيء المهم هو الألقاب التي فاز بها الفريق، لحسن الحظ، هناك الكثير من الألقاب".
وساهم تعاقد برشلونة مع البرازيلي نيمار دا سيلفا في 2013، والأوروغوياني لويس سواريز 2014 في عودة ميسي للمنافسة بقوة على الجائزة.
وذكرت بعض التقارير أن ميسي طالب إدارة النادي الكاتالوني بضم نيمار وسواريز حتى لا يكون المسؤول الحصري عن تسجيل أهداف للفريق وحتى يسمح له وجود نيمار وسواريز بالتراجع قليلاً إلى الخلف والهروب من الرقابة اللصيقة التي تفرض عليه وهو ما يسهل عليه القيام بدور صانع اللعب.
وشاهد العالم ميسي أكثر نضجاً في 2015، حيث لعب خلف رأسي الحربة نيمار وسواريز، وكان حلقة الوصل بينهما ليشكل الثلاثي أقوى سلاح هجومي في تاريخ كرة القدم المعاصر.
ويدرك ميسي أنه لم يعد قادراً على الانطلاق السريع لمسافة 40 أو 50 متراً مثلما كان يفعل قبل سنوات.
وتعلم ميسي كيفية اللعب بشكل مختلف أكثر هدوءً ويعتمد على التفكير بشكل أكبر حتى يستطيع التواجد في الملعب على مدار 90 دقيقة.
وكان مصدر الإزعاج الوحيد لميسي في 2015 استمرار إخفاقاته مع المنتخب الأرجنتيني حيث وصل مع الفريق إلى نهائي بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2015 في تشيلي، ولكنه خسر النهائي أمام منتخب تشيلي 1-4 بركلات الترجيح.