اقتصاد كوبا اكثر تحصينًا لمواجهة اي زلزال سياسي محتمل في فنزويلا
آخر تحديث GMT 06:59:26
المغرب اليوم -

اقتصاد كوبا اكثر تحصينًا لمواجهة اي زلزال سياسي محتمل في فنزويلا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اقتصاد كوبا اكثر تحصينًا لمواجهة اي زلزال سياسي محتمل في فنزويلا

صورة نشرها موقع كيوباديبايت للرئيس الكوبي راوول كاسترو
هافانا ـ أ.ف.ب

تثير البلبلة الاقتصادية والسياسية التي تشهدها فنزويلا مخاوف في كوبا غير ان الجزيرة التي استخلصت العبر من تبعيتها للاتحاد السوفياتي سابقا باتت افضل استعدادا على الصعيد الاقتصادي لمواجهة اي تغيير محتمل على رأس الدولة التي تعتبر حليفها الرئيسي.

وفي وقت تخوض كوبا عملية تقارب مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، تراقب الجزيرة عن كثب الازمة الدستورية التي تهز فنزويلا، البلد الذي قدم دعما ثابتا للجزيرة منذ وصول هوغو تشافيز الى السلطة في اوائل السنوات الفين.

وفي كراكاس، سيطرت المعارضة للتو على البرلمان وباشرت اختبار قوة مع التيار "التشافي" الموالي للرئيس نيكولاس مادورو، وريث تشافيز والذي خلفه في الرئاسة عند وفاته عام 2013.

ويتحدث العديد من المراقبين منذ سنتين عن هذا التهديد الذي يحوم حول كوبا مع تداعي المشروع الاشتراكي في فنزويلا.

تعاني فنزويلا من انهيار اسعار النفط الذي تملك اكبر احتياطي منه في العالم، وتضخم متفاقم وازمات متتالية في المواد الاستهلاكية، ما سرع  فوز المعارضة الساحق في الانتخابات التشريعية التي نظمت في 11 كانون الاول/ديسمبر.

وقد يدفع الاقتصاد الكوبي ثمنا باهظا في حال خسارة التشافيين للحكم، اذ تعتمد هافانا على فنزويلا لامدادها بمئة الف برميل من النفط الخام بسعر مخفض وشراء 70% من صادراتها من الخدمات ولا سيما الطبية.

غير ان الخبير السياسي في جامعة ريو غراندي فالي في تكساس ارتورو لوبيز-ليفي يؤكد ان "السيناريوهات الشبيهة بنهاية العالم" لم تعد مطروحة بالنسبة لكوبا و"لا تنبع من تحليل موضوعي" لاوضاع الجزيرة.

 

- السياسة الواقعية -

واوضح الخبير الاقتصادي الكوبي خوان تريانا من جامعة هافانا مؤخرا في تقرير ان "الاعتماد (على فنزويلا) اقل بشكل كبير" اليوم منه في 2013 وكوبا باتت تملك "اقتصادا اكثر تنوعا" يسمح لها بمواجهة "اي انعكاسات سلبية".

وفي كانون الاول/ديسمبر لفتت وكالة موديز للتصنيف الائتماني ان كوبا اقدمت "بنجاح" على تنويع اقتصادها للتعويض عن انخفاض السيولة القادمة من فنزويلا.

وما اتاح هذا التنويع بحسب وكالة موديز تخفيف العقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على كوبا ولا سيما العقوبات التي تحد من امكانية السفر الى الجزيرة الشيوعية وبالتالي فان "تزايد النشاط السياحي حسن الافاق الاقتصادية لهذا البلد".

استقبلت كوبا خلال العام 2015 عددا قياسيا من الزوار بلغ 3,5 ملايين زائر ما يؤكد دور القطاع السياحي كمحرك للاقتصاد الكوبي.

وراى الخبير الاقتصادي الفنزويلي والاستاذ في جامعة بوسطن ان التقرب الذي باشرته كوبا في نهاية 2014 مع الولايات المتحدة كان ناجما عن ضرورة تدارك توقف محتمل للمساعدات القادمة من فنزويلا.

وقال "ليست هذه اول مرة تبدل كوبا مسارها لاسباب براغماتية. ففي مطلع التسعينيات قام فيديل (كاسترو) بذلك عند تفكك الاتحاد السوفياتي، والان يقوم به راوول مع تراجع الدعم الفنزويلي" ملخصا النهج الكوبي بـ"السياحة الواقعية".

فانهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يستأثر بـ72% من التجارة الخارجية الكوبية اغرق الجزيرة في أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخها وحمل السلطات على اتخاذ تدابير جذرية وفتح البلاد على السياحة.

 

- مساعدات مقنعة -

وقبل ان يتفاقم الوضع في مواجهة حكومة نيكولاس مادورو، كانت الحركة التجارية بين دولتي الكاريبي الحليفتين بدأت بالتراجع. وقال الخبير الاقتصادي الكوبي كارميلو ميسا لاغو من جامعة بيتسبرغ انه "بين 2012 و2014 انحسرت تجارة السلع مع فنزويلا بنسبة 15%" فتراجعت "من 48 الى 40% من اجمالي المبادلات" التي تجريها كوبا.

وفي مطلق الاحوال، فان فنزويلا ليس لديها "الوسائل التي تسمح لها بالاستمرار في دفع هذه المبالغ الطائلة التي هي في الحقيقة مساعدات مقنعة" لكوبا، على حد قول الخبير.

وفي موازاة ذلك، فتحت كوبا ابوابا على الاسواق المالية فتمكنت بصورة خاصة من ابرام اتفاق مع دائني نادي باريس الذين وافقوا على شطب ديون مستحقة عليها قدرها 8,5 مليارات دولار.

واوضح الخبير الاقتصادي الكوبي بافيل فيدال من جامعة كالي في كولومبيا انه منذ وفاة هوغو تشافيز "تسنى لكوبا ان تنوع الى حد ما مصادر عائداتها بالعملات الاجنبية، وبيانات ميزان المدفوعات توحي كذلك بتراكم الاحتياطات من العملات الاجنبية".

وراى انه "اذا تمكنت المعارضة (في فنزويلا) من قطع امدادات النفط ووقف دفع تكاليف الخدمات الطبية، فان النمو الكوبي قد يتراجع الى 1,8% عام 2016" مشيرا الى ان ذلك يعكس تاثيرا محدودا بالمقارنة مع التوقعات التي تنص على نمو بنسبة 2% للاقتصاد الكوبي.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد كوبا اكثر تحصينًا لمواجهة اي زلزال سياسي محتمل في فنزويلا اقتصاد كوبا اكثر تحصينًا لمواجهة اي زلزال سياسي محتمل في فنزويلا



GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib