لمْ تتجاوز نسبة الأسر المغربيّة التي تمكّنتْ من ادّخار جُزء من مداخيلها خلال النصف الثاني من العام الجارية 7،1 % من مجموع الأسر، في حين أنَّ 57،8 % من الأسر بالكادّ تغطي مداخيلُه مصاريفَها، بيْنما تلجأ 35،1 % من الأسَر إلى الاقتراض لتغطية مصاريفها، وفْقَ نتائج بحْث ميداني للمندوبية السامية للتخطيط.
وبين البحث الميداني المتضمّن في مذكرة للمندوبية حول نتائج بحث الظرفية لدى الأسر، أنّ رصيد مؤشر الوضعية المالية الحالية للأسر استقرَّ في مستوى سلبي وصل إلى 28.0 –نقطة، إلا أنّ المؤشر وإن استقرَ في مستوى سلبي، إلا أنه سجّل تحسنًا سواءً بالمقارنة مع الفصل السابق "4,4+ نقطة" أو مع الفصل ذاته من العام 2014 "1,7 + نقطة".
وعلى الرغم من تحسّن مؤشر آراء الأسر بشأن قدرتها على الادخار، خلال النصف الثاني من العام 2015، مقارنة مع الفصل السابق بـ 2،4 نقطة، أو مع الفترة ذاتها من العام الماضي بـ 2،8 نقطة، إلّا أنَّ التشاؤم يسود وسط الأسر المغربية حوْل قدرتها على الادّخار في المستقبل، إذ ترى 83،7% منها أنّها لن تقدر على الادخار خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، مقابل 16،3% تتوقع عكس ذلك.
على مستوى آخر، أفادتْ مذكّرة المندوبية السامية للتخطيط أنه ولأّوّل مرة منذ أربعة أعوام، تغيّرتْ نظرةُ الأسر المغربية بشأن ثقتها في تحسّن ووضعيتها المعيشية مستقبلا.
وكشفتْ المذكّرة حول نتائج بحث الظرفية لدى الأسر خلال النصف الثاني من العام 2015 أنّ مؤشّر ثقة الأسر المغربية يُواصل منْحاه التصاعدي منذ الفصل الرابع من العام 2014.
وبحسب نتائج البحث فإنَّ مؤشر ثقة الأسر المغربية سجّل خلال الفصل الثاني من العام الجاري ارتفاعًا بحوالي 2.4 نقطة مقارنة مع الفصل السابق من العام ذاته، وبـ 2.1 نقطة مقارنة بما كانَ عليه المؤشر خلال الفصل ذاته من العام 2014، وانتقل المؤشّر من 73،7 نقطة خلال النصف الأول من 2015 إلى 76،1 نقطة خلال النصف الثاني من العام ذاته.
ويُعزى التطوّر الإيجابي لمؤشر ثقة الأسر المغربية في تحسن مستواها المعيشي إلى تحسّن تصوّرات الأسر لمستوى العامّ للمعيشة، والذي بلغ أعلى مستوى له منذ حوالي سبعة أعوام، حسب مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، إذْ سجَّل الرصيد المعبَّر عن هذا المؤشر ارتفاعا بـ 1,3 نقطة مقارنة مع الفصل السابق وبـ 4,9 نقاط مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2014.
ويبْدو أنّ الأسرَ المغربيّة تنظرُ "بعين متفائلة" إلى المستقبل فيما يتعلّقُ بتحسّين مستواها المعيشي، وتؤكّد مذكرة المندوبية السامية للتخطيط أنَّ تصورات الأسر المغربية بشأن التطور المستقبلي لمستوى المعيشة عرفَ تحسنًا بـ 5,1 نقطة مقارنة مع الفصل السابق وبـ 5,8 نقاط مقارنة مع الفصل ذاته من العام 2014.
في المقابل، ما زالَ التشاؤم سائدًا وسط الأسر المغربية إزاء تطوّر البطالة، إذ أَنّ 74،9 % من الأسر تتوقع، أن يرتفع عدد العاطلين عن العمل خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، في حين لا يتعدّى عدد الأسر التي تتوقع انخفاض معدّل البطالة 7،8 % وهكذا استقرّ رصيد مؤشر قياس توقعات الأسر بخصوص تطور البطالة في مستوى سلبي قدر بـ 67,1-نقطة مسجلًا انخفاضًا بـ 1,9 نقطة مقارنة بالفصل السابق من العام الجاري وبـ 0,6 نقطة مقارنة مع الفصل ذاته من العام الماضي.
وعلى الرغم من أن الأسر المغربية تتوقع تحسّن وضعيتها المعيشية، إلا أنها تُبْدي تحفظًا بخصوص شراء السلع المستديمة، وتعتبر 56,2 % من الأسر المغربية، في الفصل الثاني من العام 2015، أن الوقت غير مناسب لاقتناء السلع المستديمة، في حين أن 20,2 % تعتقد العكس.
وبلغ رصيد هذا المؤشر 36-نقطة مسجلًا تحسنًا بنقطة واحدة مقارنة مع الفصل السابق وتراجعًا بـ 1,7 نقاط مقارنة مع الفترة ذاتها العام 2014.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر