سنغافورة - المغرب اليوم
عزز الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، الطلب المتزايد على البنزين في عدد من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا، مع بداية موسم الاصطياف.
وسجل الطلب على البنزين في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي حتى قبل أن يبدأ موسم السفر الرسمي في 29 مايو/أيار،سجل زيادة لافتة ليبلغ 9.7 مليون برميل يوميًا، وهو الرقم الذي لم يسجله منذ عام 2007 طبقًا لبيانات هيئة معلومات الطاقة الأميركية، إلا أن نفس القصة تتكرر في مناطق أخرى من العالم، فعلى الرغم من الترنح الذي تعانيه الأسواق الناشئة يسجل استهلاك البنزين في الهند وروسيا والصين أرقامًا قياسية، فقد أوضح تقرير الوكالة الدولية للطاقة أن تغييرًا محتملًا في نظرتها لاستهلاك البنزين، سيكون صعودًا وليس العكس، خاصة أن الطلب عليه سجل زيادة في مختلف الأسواق الرئيسية.
وتسبب الطلب على البنزين في الآونة الأخيرة في إنعاش أسعار الخام ورفعها من 30 دولارا إلى مشارف الخمسين دولارا للبرميل، وفي الولايات المتحدة المصنفة أكبر سوق لاستهلاك النفط في العالم تسبب تدني أسعاره في تغييرات في سلوك المستهلكين. فالسيارات الهجين فقدت بريقها وتراجعت مبيعاتها، حيث سجلت سيارة “بريوس” من تويوتا تراجعًا في مبيعاتها بنسبة 14% بين يناير/ كانون الثاني، وإبريل/نيسان من العام الحالي ونفس الفترة من عام 2015، وساعد تحسن الوظائف ومعدلات الأجور في عودة السفريات الطويلة التي سجلت في فبراير/ شباط الماضي 232 مليار ميل وهو أعلى رقم يسجله شهر فبراير في تاريخ البلاد.
وكشفت هيئة معلومات الطاقة عن أن الطلب على البنزين ارتفع بنسبة 4.5% وسطيًا خلال عام 2016 مقارنة مع نفس الفترة من عام 2015، وتقول رابع أكبر شركة تكرير في الولايات المتحدة “ماراثون بتروليوم” إن مخازنها سجلت زيادة في كميات البنزين لشهر إبريل/ نيسان الماضي بنحو 1.4%. وتستمر الزيادة في الطلب على البنزين على الرغم من تشديد السلطات الأميركية قيود تصنيف السيارات فيما يتعلق بكفاءتها في استهلاك النفط لتحقيق الهدف لهذا العام المعلن عند 15% لطرازات أعوام 2012 حتى 2016، وفي الهند سجل الطلب على البنزين نموًا لافتًا، حيث يتحرك في البلاد أسطول يزيد على 200 مليون سيارة حسب تقدير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الهند حلت محل الصين كأكبر سوق نامية استهلاكًا للنفط.
وتستهلك الهند حاليًا أكثر من 4 ملايين برميل من النفط وهي مرشحة للزيادة لتحل هذا العام محل اليابان كثالث أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة والصين. لكن الجديد أن الطلب الهندي على البنزين حلق العام الماضي نتيجة تحسين وبناء شبكة طرق واسعة، ودفع الحكومة باتجاه زيادة الاستثمار في الصناعة بنسبة تتراوح ما بين 15% و25% من الناتج الإجمالي المحلي بحلول عام 2022، وخلال السنوات العشر المنتهية في 2014، بلغ متوسط نمو الطلب الهندي على النفط 150 ألف برميل يوميًا تضاعف إلى 300 ألف برميل عام 2015.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر