الدار البيضاء - حكيمة أحاجو
لم تحظ محطة انتخابية في المغرب بهذه الدرجة من الاهتمام التي أوليت لانتخاب رؤساء الجهات، ويعد المنصب حديث التأسيس بعد أن نص على اختصاصاته دستور 2011، ونظرًا لأهميته فقد اشتدت وتيرة التنافس عليه بدءً من سباق التزكيات وصولًا لانتخابات رؤساء الجهات.
وللتعرف على أهم ملامح أول رؤساء جهات في تاريخ المملكة سنلقي الضوء على مسار البعض منهم، إلياس العمري الذي انتقل من مدشر ريفي إلى رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وسطع نجم إلياس العماري أو إلياس الكيماوي كما يحب أصدقاؤه أن يمازحوه بداية سنوات التسعينات عندما اختار المغرب أن يتصالح مع ماضيه، حيث لعب دورًا في تحقيق المصالحة بين الدولة ومعارضيها السابقين أيام حكم الراحل الملك الحسن الثاني.
وكان من المؤسسين لحركة "كل الديمقراطيين" إلى جانب المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، والتي ضمت أغلب يساريي المملكة، واستقطبت أبرز نجوم المال والأعمال، وقبل أن تتطور لحزب سياسي عبر اندماج خمسة أحزاب إدارية، فتحت أدرعها لأعيان الانتخابات في أكبر عملية ترحال سياسي عرفها المشهد الحزبي المغربي، فكانت النواة الأولى لحزب "الأصالة والمعاصرة" الذي خلق الحدث في انتخابات 2009، عندما تصدر نتائجها، على الرغم من أنه لم يمض على تأسيسه سوى أشهر معدودات.
ويعطي العماري الانطباع عن بساطته من خلال هيئته ومظهره لا تفارقه الابتسامة في وجوه من صادفه، فهو لم ينسى أنه ابن خديجة مربية الدجاج ومحمد إمام مسجد قرية أمنود نواحي الحسيمة مسقط رأسه كما أعلن في أكثر من مناسبة.
وامتدت يد العماري إلى أكثر من قطاع بحيث جمع بين المال والإعلام وهو ما فتح عليه ساحات حرب كثيرة، أشرسها تلك التي فتحها ضده رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، وكذلك الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط ، فالرجلان رفعا في وجهه شعارات 20 فبراير التي طالبت في مسيراتها برحيله، كما تم اتهامه في أكثر من مناسبة بالإتجار في المخدرات، فيما اختار هو أن يرفع التحدي في وجهيهما بالقول: من كان يملك شيئًا ضدي فليذهب للقضاء فالبلد فيه قانون.
وانتخب أمس الاثنين رئيسًا لجهة طنجة تطوان الحسيمة بـ 42 صوتًا متقدمًا على منافسه سعيد خيرون بـ 22 صوتًا.
ولم يشغل أحد في وزراء حومة عبد الإله بنكيران مناصب في الدولة كتلك التي شغلها امحند العنصر ابن قبيلة ايموزار مرموشة والذي انتخب رئيسا لجهة فاس مكناس بـ43 صوتًا بعدما انسحب حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال من سباق الرئاسة.
ويعتبر كاتب خطب الملك أحمد أخشيشن الذي ترأس جهة مراكش تانسيفت الحوز، من المؤسسين لحركة "الديمقراطيين"، ومنظريها الأساسيين ويحظى الرجل باحترام كبير من قبل خصومه قبل محبيه ومريديه.
وانتخب رئيسًا لجهة مراكش بحصوله على 55 صوتًا من دون منافس خلال جلسة تصويت حضرها 72 مستشارًا، فيما صوت ضده 17 شخصًا وغاب ثلاثة مستشارين.
وترأس مصطفى الباكوري جهة الدار البيضاء سطات، وينتمي لجهة التكنوقراط في جلباب حزبي، ورأى مصطفى الباكوري النور عام 1964 في المحمدية في الحي الشعبي السوق القديم، وتربى داخل أسرة بسيطة لأن والده كان يعمل جنديًا في القوات المساعدة.
ولم يكن 22 أيار/مايو 2015 يومًا عاديًا في حياة الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني السابق عاديًا ففيه انتهى مساره كوزير بسبب قصة حب جمعته مع زميلته في الحكومة والحزب سمية بنخلدون.
وظن الجميع أن مساره السياسية وقف عند الاستوزار، وعاد من جديد كرئيس للجهة بعد انتخابه بحصوله على 24 صوتًا مقابل 18 لغريمه محمد الأنصاري.
ويعد حمدي ولد الرشيد من أبرز الوجوه السياسية في الصحراء، ومن أثرياء العيون فهو سليل أسرة آل الرشيد، وبدأ مساره كرجل سلطة برتبة قائد على عكس شقيقه خليهن ولد رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، والذي امتهن السياسة شابًا.
وانخرط في حزب "الاستقلال" عام 2002 ومنذ ذلك الحين أصبح راعي مصالح الحزب في المنطقة الجنوبية، ومنذ توليه رئاسة المجلس البلدي وجهت له انتقادات من أكثر من جهة على تدبيره للشأن المحلي، إلا أنه استطاع أن يخرج من جميع معاركه مع خصومه السياسيين أو المسؤولين المحليين وأيضًا مع مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة في منطقة الصحراء، باعتباره أحد شيوخ تحديد الهوية.
وفاز برئاسة العيون بحصوله على 21 صوتًا، فيما حصل منافسه محمد الرزمة مرشح "التجمع الوطني للأحرار" على 15 صوتًا.
وفاز إبراهيم مجاهد كأصغر رئيس جهة منتخب بمختلف جهات المملكة الاثنى عشر، من مواليد 1978 بمدينة أزيلال، وتعود أصوله إلى منطقة تكانت في فم الجمعة في إقليم أزيلال، وينتمي لأسرة تمارس التجارة وأسس مقاولة ناجحة كانت سببًا في انفتاحه على المجتمع المدني في الإقليم، حيث أنه راعي أكثر من مهرجان وتظاهرة فنية مما منحه شعبية في مختلف مداشر وقرى أزيلال.
وانتخب رئيسًا للجهة بعد حصوله على 35 صوتً من أصل 57 صوتًا، فيما نال منافسه المهدي عثمون على 20 صوتًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر