هاجم مسلحو تنظيم "داعش" معبد " بعل شامين" الواقع في أحد المواقع الأثرية السورية في تدمر، وفجروه باستخدام الديناميت.
ويعود تاريخ المعبد العريق إلى ما يقرب من ألفي عام، ويعتبر من أكثر المعابد التي تم الحفاظ عليها في الموقع الأثري.
ووصفت هيئة "اليونسكو" الثقافية التابعة للأمم المتحدة، الأحداث الأخيرة بالخسارة الكبيرة للشعب السوري وللإنسانية، لافتة إلى أنها ترقى أيضًا لكونها جريمة حرب.
وتعني كلمة "بعل شامين" رب السماء، حيث خصص المعبد للإله الوثني القديم "بعل"، وأوضح أحد شهود العيان الذي يدعى ناصر ثائر، أن مسلحي "داعش" زرعوا المتفجرات حول المعبد لأكثر من شهر.
وأضاف ثائر أنه يخشى على المواقع الأثرية الأخرى في تدمر، ولكن لم يتم زرع أي متفجرات حولها، وأكد نشطاء من المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، أن معبد "بعل شامين" تم تدميره بالكامل.
وتأتي هذه الأنباء بعد استخدام عناصر "داعش" الجرافة لهدم دير "مارس أريان" البالغ من العمر 1500 عام، وهو كنز سوري وطني شيد في منطقة القريتين منذ عام 432.
ونشر مؤيدو التنظيم الصور على المواقع الإلكترونية، وأثنوا على تدمير الدير بداعي "أن الله لم يعبد هناك"، ويذكر أن "داعش" أسر أكثر من 200 شخص عندما استولى على منطقة القريتين في 6 آب / أغسطس، وأخذ 100 منهم إلى "عاصمة التنظيم" في الرقة.
أخذ الدير الآشوري المنتهك اسمه من القديس اليان، الذي قتل بعد أن رفض الخروج عن مسيحيته على يد والده، وهو ضابط روماني، ونسبت إليه العديد من المعجزات وكان طبيبًا، ثم بنيت الكنيسة على الفور حيث وافته المنية، ولا تزال رفاته محفوظة في تابوت صغير في كنيسة صغيرة بالقرب من السرداب الرئيسي.
وتم تجديد دير "مار اليان" عام 1969، وإزالة الجص الذي يصطف على الجدران ليكشف عن جداريات مذهلة، تصور يسوع ومريم والأنبياء، والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس.
ويذكر أن الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو الأب، بدأ العمل على ترميم الكنيسة مرة أخرى قبل نحو عشرة أعوام، واختطفه عناصر "داعش" في تموز / يوليو 2013، وعلى الرغم من أن مصيره غير معروف حتى الآن، إلا أن مصادر في وكالة الأنباء الدولية الآشورية أكدت مقتله من قبل شخص سعودي الجنسية عند توقيفه.
وزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأشخاص المختطفين من قبل "داعش" من منطقة القريتين، والذين يبلغ عددهم 230 شخصًا، يشتملون على مسيحيين من الكنيسة.
وأوضح رئيس المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أن "داعش" أخذ أكثر من 100 منهم، ومن ضمنهم مسيحيون، إلى "عاصمته الرقة" في سورية.
وتأتي أحدث الأعمال المتطرفة، بعد ذبح "داعش" أحد علماء الآثار الأكثر احترامًا في سورية خالد أسد، لأنه رفض الكشف عن مكان الذهب والقطع الأثرية التي لا تقدر بثمن في مدينة تدمر الأثرية، حيث احتجزه "داعش" لأكثر من شهر كرهينة قبل ضرب عنقه.
وأبرزت جماعة مسيحية أن عمليات الاختطاف تعتبر الأحدث في سلسلة من الأحداث التي استهدفت مجتمعهم، الذي يضم أقدم السكان المسيحيين في الشرق الأوسط.
وأضافت أن التنظيم دمر العشرات من الكنائس والمواقع الأثرية القديمة في العام الماضي، وأثارت المجموعة غضبًا عالميًا واسعًا عندما تم تصويره المقاتلين وهم يدمرون مجموعة من التماثيل والهياكل التي لا تقدر بثمن داخل متحف "الموصل".
وتبيّن فيما بعد أن معظم التماثيل التي يبلغ عمرها ثلاثة آلاف عام، كانت مجرد نسخ مطابقة للتحف الحقيقية الموجودة بأمان في العاصمة بغداد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر