بقلم خالد الإتربي
شكرا يا أمي .. اشكرك وانا على يقين انكي تسمعيني ، اشكرك على كل مافعلتيه لنا انا واخوتي ، وكل من عرفتيهم ، واشكرك على تضحياتك التي استمرت حتى انفاسك الاخيرة .
اكتب هذه الكلمات و كنت اتمنى ان افعلها في حياتك ، كنت اتمنى ان اكون بجانبك ويفاجئك احد من اصدقائك ليسألك عن رايك فيما كتبت فيكي ، وتسأليني بإندهاشك المعتاد ، "انت كتبت فيا ايه علشان الناس مبسوطة كده".
افعلها الان انصافا لكي ، لعل كل من يقرا هذه السطور يدعو لكي ، ويستجيب الله لهم ، فتعلمي انني لم انقطع عن التفكير فيكي .
لن اكتب كلمات تصف مأساتي ومعاناتي بدونك ، لانكي علمتيني الايمان بقضاء الله وقدره ، لانك علمتيني انها ليست النهاية ، وانما بداية للقاء خالد سيحدث ان شاء الله طال الزمان ام قصر .
لن اقول ان الحياة توقفت برحيلك ، لانكي ضربتي لنا اكبر مثال في الصبر ، بتحملك رحيل والدنا في سن صغيرة انا واخوتي ، ووقفتي صلبة تربينا حتى صرنا ماعليه ، سواء انا اخي او اختي ، بل وعلمتينا كيف نفرح وكيف نضحك ، حتى وان كان جرح الفراق في القلب لم يندمل الى الان .
امي علمتينا الحب .. علميتنا الحياة ، علمتينا الرجولة وانتي " امرأة " ، هذه المقولة تكفي للتدليل عن من اتحدث .
اغتمنت الكثير من رضاكي سواء في حياتك ، او مماتك ايضا ، فعطائك لم ينتهي ، ولازلت احصد ثمار دعواتك الى الان ، خاصة دعوتك الاخيرة ، التي نعرفها انا وانتي .
سمعتي مني عبارات الشكر والمديح كثيرا في حياتك ، وكنتي تتعجبين منها كثيرا ، لكني والله مهما وصلت من بلاغة ، ومهما تعلمت من كلمات ، لم اوفيكي حقك ، سواء في محياك ، او مماتك .
رسالة لكل من اختصه الله بنفس قدري ، عطائك لها او عطائها لك لم ولن ينتهي ، وادعو الله لكم ولنفسي ان يصبرنا على فراقها الى ان نلقاها ، وفراقها ليس معناه نسيانك الاحتفال بعيدها والطرق كثيرة ، واعلم ان هديتك ستصل لها .
ورسالة لكل من حاباه الله ببقائها تزين حياته ، ارجوك اشعر بقيمة ماانت عليه ، لاتفوت لحظة الا وتنهل من حنانها وعطفها ، والقوة التي تجعلك تجابه كل ظروف الحياة ، حتى وان كان فراقها بعد عمر مديد ان شاء الله وقدر.
كل يوم يمر وهي راضية عنك هو عيد ، كل يوم تضحك فيه في وجهك هو عيد ، كل يوم تحنو عليها فيه هو عيد لها ، اجعلوا اعيادكم مع امهاتكم عديدة ، حتى لاتنتظروا البحث عن طريقة لايصال هديتكم لها دون ان ترونها .