البيت الكبير
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

البيت الكبير

المغرب اليوم -

البيت الكبير

بقلم : عزة العمد

لم أصادف أحدًا من الأصدقاء إلا ويعرج في حديثه عن ذكرياته الجميلة في بيت العائلة ، لا أجلس مع أحدًا من اخوتي وأهلي واقاربي إلا ونستجمع ذكرياتنا وأيامنا وطفولتنا في بيت الأجداد ، ونتبادل القصص والصور القديمة والحكايات المنسية أو المخفية في حينها ، دائمًا وفي معظم الجلسات الاجتماعية يكون القاسم المشترك بين أحاديث الناس هو حديث الشجن والذكريات والحنين لماضي جميل وأيام لاتنسى.

لا اعتقد أن أي إنسان عاش في أسرة جميلة بين أب وأم وأخوه وإخوات وأجداد وأعمام وأخوال ، لا اعتقد أنه لم يعش أجمل أيام حياته ولم يحمل معه إلا أفضل الذكريات وأحلى الصور والقصص والمغامرات ، دائمًا ما يكون بيت الأهل هو الحضن الدافئ للجميع ، فبوجود الأطفال يكون يعج بالحياة والضجيج والفوضى والألعاب ، وعندما يكبرون يملؤون البيت بالنشاط والكتب والدفاتر والأقلام وعلب الألوان والأصحاب ، وعندما يتزوجون يعودون إلى البيت بعائلات جديدة ووجوه جديدة ولكن نفس الطعم واللون ، ونفس الفوضى والضجيج والألعاب ، وهذه الحياة الجديدة بداية لدورة جديدة وعائلة كبيرة أخرى وبيت كبير آخر.

يبقى باب بيت العائلة مفتوحًا للجميع ، لا مواعيد ولا ترتيب لأي زيارة ، ولا موعد لمدبة طعام ، الأوقات متاحة للزيارة والطعام والشراب ، الأسرة مهيأة للنوم والاسترخاء ، الغرف مفتوحة لاستقبال الأبناء والأحفاد وضيوفهم دون إذن أو موعد مسبق ، البستان الذي يرعاه الجد بشجره وثمره يصبح ملعبًا للأحفاد ، ويصبح ظل الأشجار مكان انعقاد المؤامرات والمغامرات ، وتصبح شجرة الياسمين هي مصدر لأغلى الهدايا والعقود.

في بيت العائلة يتوفر دائمًا أنواع الطعام الذي لاتجده في بيتك ، وأنواع المونة الصيفية والشتوية ، تجد أنواع الأعشاب ، فالميرمية لمن يعاني المغص ، والبابونغ لمن يعاني السعال ، اليانسون لمن يعاني الأرق وقلة النوم ، والليمون لمن لديه نزلات البرد ، فصيدلية الجدة دائمًا وفيرة والطبيب دائمًا جاهز للتمريض والتمريج وعمل الوصفات وإعداد الشوربات 

في بيت العائلة هناك غرفة المونة والخزين ، يتسلل إليها الأطفال لمحاولة سرقة وتذوق بعض الطعام مثل المربيات ودبس العنب ، وحب الاستطلاع يدفعهم لمعرفة ما بداخل المرتبانات التي وضعتها الجدة بكامل الأناقة والترتيب على رفوف المونة وأحكمت إغلاقها ، فتجد فيها الماكابيس بأنواعها ، والجبن المغلي المطيب بحبة البركة والمسكة ، ترى كرات اللبنة تلمع في الزيت الصافي كاحجار اللؤلؤ ، ترى هناك أكياس الأرز والعدس والبرغل والحبوب وكأنك في في دكان عطارة أو متجر جملة ، وترى الشراشف الملئى بأوراق الزعتر والنعنع المجفف.

في بيت العائلة هناك خزانة يوجد بها أنواع الملابس والغيارات والأحذية من الصيفي للشتوي ومن الولادي للبناتي وبكل المقاسات والألوان ، لايهم الموديل ولايهم التناسق بين الألوان ، ولكن المهم أن تجد أي قطعة تناسب مقاسك لتوفر ملابسك الجديدة عند اللعب بالحديقة أو عند النوم أو لمساعدة الجد في صيانة بعض أثاث المنزل أو مساعدة الجدة في إعداد الطعام.

وعادة ما تكون هذه الملابس هي بقايا ملابس وبيجامات ودشاديش للأبناء المتزوجين أو المغتربين ولا مانع من تداولها بين الجميع ، وطبعًا من يقوم بغسلها وتوضيبها مرة أخرى في الخزانة هي الجدة.

في بيت العائلة هناك دائمًا ركن الأسرار بين الجد والأحفاد أو بين الجدة والحفيدات ، فمن يحمل رسوبًا في أحد المواد الدراسية قبل أن يخبر والديه يلجأ إلى بيت العائلة ليساعدوه في نقل الخبر السيء للأهل ويمنعوا حدوث الصدامات والمشاكل المتوقعة لأن بيت العائلة هو الحصن المنيع والملاذ الآمن للهروب من العقاب ، وفي هذا الركن تصارح الفتاة جدتها بعلاقة جديدة أو باقتراب خطبتها من فتى أحلامها ، وفي هذا الركن تصارح الأم الصغيرة الأم الكبيرة بتأخر حملها لتعينها وترشدها ، إلى كل مايحويه هذا الركن من أسرار ، فهو بئر أسرار حمل قصصًا وهموم وزفرات وأهات أفراد العائلة من كبيرها لصغيرها.
 
في بيت العائلة يتخرج أطفال الروضة ويجمعون الأصدقاء ويعلقون البالونات ويطفؤون شموع أعياد ميلادهم ، يحملون الهدايا ويفرحون بكعكات ومخبوزات وحلويات الجدة ، ويطيرون فرحا بأطيب وأكلات الجد وينتظرون بشوق سكاكر ومنقرشات العم والخال ، وتكبر البنات بملابس الخالة ومناكير العمة ، ويشعر الأولاد برجولتهم بسرقة عطر الخال أو ملابس الرياضة للعم .

في بيت العائلة يتخرج طلاب الجامعات ويحتفل الأهل بالنجاحات ، وتجتمع الجاهات ، وتعقد القرانات ، وتخرج العرائس إلى الحياة الجديدة ، وتمد الولائم والمأدبات ، تجتمع العائلة في الأعياد والأفراح ، وتلتم أفرادها عند عودة أحد المغتربين من أبناءها فرحًا بالهدايا وشوقًا للقاء الجميع ، ويصبح البيت كالفندق والمطعم ومقر للاجتماعات الفردية والجماعية ، كل هذه المناسبات يحتفل بها بالبيت الكبير كرامة للجد والجدة أصحاب الدار.

 في بيت العائلة ينتظر عودة الأجداد من رحلة الحج ، يجتمع الأحفاد ويخططون لوضع الزينة والأعلام وأغصان الأشجار وأحبال الكهرباء على بوابة البيت الكبير ، والسيدات يعملن على تنظيف زوايا البيت استعدادًا لاستقبال أغلى الناس ، والرجال يتعهدون شراء اللحوم استعدادا للمأدبة الكبرى على شرف عودة الحجاج أصحاب البيت الكبير .

ياله من بيت كبير ، لا تعرف حدودًا لسقفه ولا قاعدة لأرضه ، بيت العائلة مهمًا كان حجمه ومساحته يبقى البيت الكبير في نظر الجميع ، ومهما كان موقعه في المدينه أو القرية أو البادية يبقى ايضًا هو البيت الكبير ، جعل الله بيوتكم دائمًا عامرة بالحب والدفء والفرح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيت الكبير البيت الكبير



GMT 22:54 2023 الجمعة ,18 آب / أغسطس

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 14:15 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 11:37 2023 الأربعاء ,17 أيار / مايو

كبار السن بين الألم و الأمل

GMT 09:43 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

المدخل الجانبي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 14:32 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

GMT 18:51 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib