الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

المغرب اليوم -

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

عماد بنحيون

قد استفادت الولايات المتحدة الأمريكية من فكر فيلسوفها وعالمها جون ديوي1859 - 1952، في مجال التربية وجذب العقول واستقطاب كل علماء الأرض، ويعتبر هذا الفيلسوف من أوائل المؤسسين للفلسفة البراغماتية، وقد استطاع أن يربط ربطا واعيا بين التربية والمجتمع المدني وقد كان طموحه واضحا لبناء مجتمع ديمقراطي وفلسفة علمية لوضع توازن فيه قيمة الفرد مع قيمة الجماعة والمجتمع،فالمدرسة برأيه  يجب أن تكون مجتمعا صغيرا تدب فيها الحياة.

واجب المجتمع إذن، الذي يعتبر النواة الحقيقية للدولة الديمقراطية، واجب أبوي واضح لضمان حصول أطفاله على تعليم  يلائم حاجاته، ولضمان حصول الفرد على التكوين الذي تشترطه الوظائف الموجودة داخله و كذا تلبية الشروط الموضوعة لتنميته،مما يحتم عليه ضرورة الانخراط بقوة في توعية أولياء الأمور بذلك،بصفته ولي أمر جميع أفراده، ومسؤوليته واضحة في المحافظة على الوضع الذي توازن فيه قيمة الفرد قيمة الجماعة والمجتمع مهما كان سنه ودرجته،فقيمة الطفل مثلا لدى شعب من الشعوب ودرجة الاهتمام به وتمتيعه بجميع حقوقه  بما في ذلك ضمان مستقبله الوظيفي، تعكس لا محالة قيمة الفرد البالغ فيه ومستوى تقدم هذا الشعب. فالمجتمع الذي  يحترم نفسه، الذي لم يستطع أن يوفر الحماية لحقوق طفله وشيخه،لا يشرفه التبجح  بإنجازاته الديمقراطية أوالتنموية. فالطفل مستقبل المجتمع، وتمتيعه بحقه في تعليم جيد، الذي يعتبر مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة، سيمنحه بكل تأكيد المؤهلات الملائمة للقيام بالوظائف المطلوبة التي من شأنها تجميعها أن يشكل الوظيفة الكبرى للمجتمع.وسيمنحه أيضا القدرة على اتخاذ القرارات بنفسه،وسيمكنه من تأدية وظيفته السابقة الذكر في مجتمعه باعتزاز وكفاءة.

بالإضافة إلى ذلك،تكمن أهمية مشاركة المجتمع في بناء المدرسة وتوفير الظروف المناسبة للأهداف المتوخاة منها في قدرته على تحديد حاجاته وخلق التوازن المطلوب بين العرض والطلب في مجال التعليم بشكل خاص وفي باقي المجالات بشكل عام، و التحكم فيه،وحث المدرسة على منح أفراده تكوينا يتلاءم مع متطلباته وتعدد ثقافاته. لأن قيام المدرسة بالتأهيل العلمي للفرد  دون إشراك المجتمع وضبط حاجياته سيؤدي إلى إعاقة تحقيق الأهداف الجماعية؛ وسينتج بدون شك تضخما مسرفا على المستوى الاجتماعي في مستوى المؤهلات المطلوبة، مما سيفرز وظائف غير مرغوب فيها، رغم أهميتها في المجتمعات الأخرى، مما يتعارض مع المصلحة الجماعية المتمثلة في حسن تدبير الموارد وعدم إهدارها. وسينتج  كذلك عددا كبيرا من المؤهلين لشغل وظائف دون الأخرى،أو سوف تكون مؤهلات المتقدمين للوظائف المتاحة أعلى من المؤهلات المطلوبة والمرغوب فيها،الشيء الذي سيؤدي بالضرورة إلى  بحثهم عن الهجرة إلى دول أخرى تحتاج وظائفها المرغوبه لهذه المؤهلات،أو سوف سيضطر المجتمع في صورة الدولة، لتوظيف هذه الكفاءات في مناصب لاتلائم تخصصها أو وضعها في تلك التي لاتتطلب المؤهلات المتوفرة، مما سيضع عائد استثمارها في هذا المجال في مهب الريح؛ أو  من جهة أخرى سوف لا تستطيع المدرسة إنتاج العدد الكافي من هذه المؤهلات،مما سيجعله مضطرا لاستقطاب  واستيراد أخرى  من الخارج بأجور تفوق الأجور المحلية المعتادة، سيفقد بسببها جزء لا يستهان به من مخزونه من العملة الصعبة بسبب التحويلات المالية التي سيقوم بها هؤلاء المهاجرون إلى بلدانهم الأصلية .

احتضان المجتمع للمدرسة مطلوب ومرغوب فيه إذن لتحقيق التوازن،والعمل المشترك بين المدرسة والمجتمع كفيل بتوفير المناخ الملائم له،وأي خلخلة لهذا التوازن سيكون بكل تأكيد  تحت مسؤولية  الطرفين،  ونتيجة حتمية مترتبة على الأفعال التي يقومان بها و مدى قدرتهما على التنسيق و على انجاح الترابط بين عملهما، و التخفيض من نسبة تعارض منهجية اشتغالهما  في تحقيق مصلحة الطفل وإعداده من أجل العيش في الجماعة وبالتالي داخل المجتمع والعالم  الذي سينشأ فيه، وأن يكون فردا مكونا لجماعة تتوفر على القدرة على الحياة باعتبارها وحدة تنتج اكتفاءها الذاتي، وتلبي حاجاتها ومتطلباتها  في كل المجالات  وعلى جميع الأصعدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة



GMT 11:28 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

عام دراسي يتيم في اليمن

GMT 11:22 2023 الإثنين ,24 تموز / يوليو

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 19:33 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

في متاهات التعليم

GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 10:27 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقييم رؤساء الجامعــات؟!

GMT 09:27 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib