إلى نقيب الصحافيين الصحافة ليست كارنيهًا فقط

إلى نقيب الصحافيين "الصحافة ليست كارنيهًا فقط"

المغرب اليوم -

إلى نقيب الصحافيين الصحافة ليست كارنيهًا فقط

بقلم - سمر محمد

لم يسعفني الوقت لمشاهدة حوارات الزميل عبدالمحسن سلامة ، نقيب الصحافيين ،مع بعض الإعلامين في البرامج التليفزيونية المختلفة ،لكنني سمعت من بعض الزملاء أن النقيب أكد انه ليس له علاقة بغير النقابين من الصُحافيين ، ولو كان قال مثل هذه التصريحات ،فانا باعتباري صحافية غير نقابية أريد ان أسأله وأستفسر منه عن بعض الأشياء باعتباره نقيباً لصحافيي مصر وليس لحاملي كارنيه العضوية .

الزميل عبد المحسن سلامة مع حفظ الألقاب، بداية قلت لك الزميل لأنني اعتبر نفسي زميلة لك في المهنة حتى لو لم أكن نقابية ...زميلي الفاضل أمارس مهنة الصحافة منذ 10 أعوام عملت خلالها في أكبر جرائد ومواقع مصر لكن لم يحالفني حظ التعين بسبب تحكم رأس المال في الصحافة أو غيرها من الأسباب التي لم تحاول النقابة على مدار سنوات حلها. 

ليس ذنبي الزميلي العزيز نقيب الصحافيين أنني وقعت و المئات  من الصحافين العاملين في بلاط صاحبة الجلالة ضحايا لتحكم رأس المال في جرائد مصرنا الحبيبة. ليس ذنبي أني لم ألتحق بنقابتنا العريقة حتى الآن ،كما أنه ليس ذنب أبضا أني لم أكن صحافية في الأهرام أو غيرها من المؤسسات القومية  ليحالفني الحظ في الالتحاق بالنقابة.
زميلي الفاضل ، تعشمنا خيراً فيك ، أنك ستصوّب أخطاء من سبقوك ،ستعمل من أجل إعادة الحقوق لأصحابها، سترد لكل صحافي شريف كافح واجتهد ولم يحالفه حظ التعين حقه، تعشمنا فيك ومازلنا نتعشم أنك ستعيد هيبة مهنتنا العريقة إلى سابق عهدها ليس بتصريحاتك التي تؤكد فيها عدم اعترافك بأي صحافي لا يحمل كارنيه النقابة -لو كانت صحيحة إنما بوضع حلولاً جذرية مع أصحاب الجرائد لتعين هؤلاء الذين ضاعت حقوقهم بين الفصل أو الاستغناء التعسفي .

زميلي نقيب الصحافيين ،ظننت منذ اللحظة الأولى انك ستكون نقيباً لكافة الصحافيين في مصر ،ليس نقيباً للمقيدين بجداول النقابة والتي من بينهم المئات غير العاملين في المهنة لكن حالفهم الحظ بطريقة أو بأخرى في الحصول على كارنيه نقابة الصحافيين ، ليس كل من حمل هذا الكارنيه اصبح صُحافياً وليس كل من لم يحمله ليس صُحافياً.
أستاذي الفاضل ، نعم أنا معك من أجل تطهير المهنة من الدخلاء، لكني أيضاً مثلك لا أعترف بصحافي يعمل مدرساً أو موظفاً  في المواقع الإلكترونية والمؤسسات القومية والخاصة   يتقاضون رواتباً من مهنهم ومن مهنة الصحافة  ،وفي نفس الوقت أعترف بآخرين  كافحوا واجتهدوا دون مساعدة أحد ليصلوا إلى تلك المهنة الجميلة وأنا واحدة من بين هؤلاء المئات  حتى أصبحت الصحافة هي مهنتهم الوحيدة ،منهم من حفر اسمه بأحرف من نور بين كل المؤسسات التي عمل بها ،تحمل الظروف المادية الصعبة ،تحمل المعاملة المعنوية القاسية من أجل الوصول للقمة وهنا لا أقصد الحصول على كارنيه عضوية النقابة فقط ،فالقمة بالنسبة للصحافي الجاد ليست فقط في الحصول على الكارنيه ،إنما في حفاظه على ميثاق الشرف الصحافي وأخلاقيات المهنة وأن يصل إلى حد المهنية في عمله .

زميلي القدير، بداية نجاحك هو اتخاذك خطوات جادة لأنقاد المهنة ، قيامك بحصر العاملين بها ممن ليس لهم مهنة غيرها والتفاوض مع أصحاب المؤسسات الصحافية في تعينهم والحصول على حقوقهم ،بداية نجاحك منعك للمجازر التي تنفذها المؤسسات المختلفة ضد صحافييها ،بداية التطهير تبدأ من هنا ، لا نريد إطلاق اسم صُحافياً على كل من دون جملة أو كلمة على صفحات التواصل الاجتماعي ،أو على كل من أسس موقعاً إلكترونيًا بجنيهات قليلة ،أطالبك بمطالبة الصحف والمواقع الإلكترونية الرسمية والمعتمدة أن يكون لديهم خطة وجدول زمني لتعيين العاملين بها .

أستاذي نقيب الصحافيين ، لدينا مئات الصحافين  في مصر منهم من كافح واجتهد وذاق العذاب ولم يحصل على أدنى حقوقه في حياة معيشية محترمة ،ومنهم من لم يبذل جهداً وغير عاملاً وأصبح رسمياً صُحافياً حاصلاً على كارنيه النقابة التي تتحدث عنه ،سيادة النقيب كيف لي كصُحافية عاملة بالمجال منذ 10سنوات أن أشعر بالعدالة وانا لم احصل على أدنى حقوقي في حين أن طبيباً بيطرياً حصل على حق ليس من حقوقه واصبح صحافياً مُقيداً في نقابتنا العريقة ؟.

سيادة النقيب ، كيف لي وأنا البنت الريفية التي تحد ت قوانين وأعراف الأرياف لأنني فلاحة وخرجت للعمل في بلاط صاحبة الجلالة أن اشعر بالاستقرار في ظل الفوضى العارمة التي اجتاحت المهنة وفى ظل عدم اعتراف المؤسسات الصحافية بمراسلي المحافظات ؟ كيف لي وكيف لي وكيف لي يا سيادة النقيب ؟؟.

زميلي نقيب الصحافيين، تعلمت أصول تلك المهنة على أيد أستاذاً لها ،صُحافياً بجريدة الجمهورية ونائباً لرئيس تحريرها ،نعم تعلمت أخلاقياتها على أيد الأستاذ والمعلم مصطفى عمارة ، الذي خرج أجيالا من الصُحافين وانا من بينهم حتى أصبحت مراسلاً لإحدى المؤسسات الصحافية الكبرى  ،فكيف لك ألا تعترف بي كصُحافية ، كيف لك ألا تساعد المئات   من الشباب الذين  كافحوا وصبروا مثلي فهم اكثر الناس احتياجا لمسا ندتك  ؟.

سيادة النقيب ، ظللنا سنوات نحافظ على شرف مهنتنا ونقابتنا رغم عدم حملنا للكارنيه الخاص بها ،تحملنا نحن مراسلو المحافظات مالم يتحملوه زملاءنا صحافيو القاهرة ، وقفنا في وش المدفع مدافعين عن نقابتنا في أزمتها الأخيرة ،تعرضنا لمضايقات بسبب مواقفنا الواضحة لكننا تحملنا من أجل دفاعنا عن قضية ومبدأ فكيف لك لا تعترف بنا كصًحافين ؟.

أريد منك أنا والمئات  أن يكون لك موقفاً واضحاً تجاه المؤسسات الصُحافية، أريد منك أن تعيد هيبتنا وكرامتنا التي انتهكها الدخلاء ،أريد أن تكون نقابة الصُحافين بيتاً لكل صحافيي ومراسلي مصر ليس لحاملي الكارنيه ،أريد أن يكون لك موقفاً حاسماً تجاه الممارسات الإجرامية التي يتعرض لها الصحافيون .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى نقيب الصحافيين الصحافة ليست كارنيهًا فقط إلى نقيب الصحافيين الصحافة ليست كارنيهًا فقط



GMT 13:37 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 13:24 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

فصل من مذكرات الصحفي التعيس

GMT 11:43 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 06:40 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 14:10 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

الاعلام الايجابي والاعلام السلبي

GMT 13:43 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

GMT 04:48 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

الجريدة بين الورقية والالكترونية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib