بقلم - الدكتورة عصمت حوسو
رئيسة مركز الجندر "النوع الاجتماعي" للاستشارات النسوية والاجتماعية
"الفلترة" السلوكية بشكل عام والفيسبوكية بشكل خاص مهارة "سامية" جداً لا يتقنها إلاّ الأنقياء وكبار العقول وأعزّة النفوس.. فعندما نسمع، أو نرى، أو نقرأ، بعض الملوثات الفكرية والتشوهات الأخلاقية يجب أن نرفقها بابتسامة "شفقة" ثم التجاهل "كصدقة".. وهنا على وجه الخصوص تبرز ضرورة الفلترة الفيسبوكية والسلوكية في ذات الوقت، فمن شأنها أن تمنع الضوضاء من العقل والضجيج من النفس والوجدان...
فلا تقتصر الفلترة السلوكية والفيسبوكية على أن "لا" تؤذي الآخرين على سوء سلوكهم "الصغير" فقط؛ وإنما أن لا تؤذي نفسك أيضا "وهو الأهم" بملوثات سمعية وبصرية لا قيمة لها أمام حضرة الحكمة واليقين... فالتجاهل هنا ليس غباءً، والتغافل أيضاً ليس ضعفاً، أما السكوت بالتأكيد هو ليس نقصاً، وإنما هي "كرامات" لا يقدر عليها إلا "الأغنياء" بعزة النفس "والفقراء" بالنفاق المهين... والكرامة دوماً هي العنوان...