السمنة مشكلة العصر، وأرقام المصابين مرتفعة جداً في العالم العربي؛ ما يجعل الأشخاص عرضة للإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، مثل السكري والقلب وغيرهما.في اليوم العالمي للسمنة، الذي يصادف اليوم في الرابع من شهر مارس، التقت اختصاصية التغذية الحائزة على ماجستير في الصحة العامة لمى غبالي نبوت، مالكة عيادة Glama، فكان معها الحوار الآتي.
تعريف السمنة يرتكز على مؤشر السمنة BMI؛ ويتم حسابه عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر المربع.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مؤشر السمنة الذي يسجل 29.9 فما فوق، يعني أن الشخص يعاني من زيادة الوزن المرضية أو السمنة:
المرحلة الأولى من السمنة: مؤشر بين 29.9- 34.9
المرحلة الثانية من السمنة: مؤشر بين 34.9 – 39.9
المرحلة الثالثة من السمنة التي تشكل خطراً على الحياة: مؤشر 40 فما فوق.
لكن، بوصفنا اختصاصيين، لا يمكننا أن نعتمد فقط على رقم المؤشر؛ لأنَّ الدراسات الحديثة تؤكد أن هذا المؤشر ليس كافياً، وقياس الوزن أيضاً وحده ليس كافياً؛ لأننا إذا أخذنا الرياضيين الملتزمين على سبيل المثال، الذي لديهم كمية دهون منخفضة، وكمية عضل مرتفعة، فقد يكون مؤشر السمنة لديهم مرتفعاً ويتم تصنيفهم ضمن فئة الأشخاص زائدي الوزن أو ضمن فئة الأشخاص الذين يعانون من السمنة؛ لكن الحقيقة هي أن كمية الدهون لديهم هي ضمن المعدل الصحي، وكمية العضل هي المرتفعة عن المعدل.
من هنا فإننا لا يمكن الأخذ بمؤشر السمنة لدى هؤلاء الأشخاص، إنما المفروض التدقيق بتكوين الجسم Body Composition؛ أي مما يتكوَّن الجسم (كمية الدهون، كمية العضل، كمية الماء والدهون الحشوية التي تغلِّف الأعضاء في الجسم)؛ وذلك لكي نضع الشخص ضمن الفئة الحقيقية والصحيحة التي ينتمي إليها؛ لمعرفة إذا كان ضمن المعدل أو قد وصل إلى مرحلة السمنة، والإجراءات التي يجب القيام بها.
كان الحديث في الماضي عن إمكانية الإصابة -بسبب زيادة الوزن والسمنة- بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية والسكري.. لكن الدراسات الحديثة برهنت عن أن زيادة الدهون (وبالأخص في منطقة البطن) أو الدهون الحشوية عن المستوى الذي حددته منظمة الصحة، قد يؤدي إلى الأمراض المزمنة.
إن وجود الجسم ضمن "المنطقة الآمنة" أي أن أرقامه (الدهون، العضل، الماء، الدهون الحشوية) تسجل معدلات صحية وفق ترتيب منظمة الصحة؛ فذلك يؤمن نوعاً من الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة. أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم عامل وراثي للإصابة بنوع أو أكثر من هذه الأمراض؛ فبإمكان تأخير حدوث المرض إلى أطول فترة ممكنة.
لذلك من المهم أن نخسر دهوناً من الجسم، وليس وزن فقط. ومن الضروري أن نحافظ على ترطيب جيد للجسم، ونحافظ على صحة الجهاز الهضمي؛ لأن البكتيريا الجيدة الحامي الأبرز من أمراض عديدة وفق أحدث الأبحاث.المطلوب أولاً اتخاذ القرار بالبدء في رحلة خسارة الوزن؛ لأن القرار الجدِّي هو أساسي للوصول إلى الهدف المنشود. والباقي يصبح سهلاً.
ودائماً قبل زيارة عيادة اختصاصي/ة التغذية يجب أن يكون بحوزة المريض فحص دم مفصَّل (السكري، الغدد، الكوليسترول، الدهون الثلاثية، الأنسولين ...)، ولم يمر عليه أكثر من 6 أشهر؛ إذ من خلاله يمكن الاطلاع على صحة المريض جيداً، للتمكن من تقديم النظام الملائم له.علماً أن اختصاصي/ة ا لتغذية ليس مخولاً لوصف الأدوية؛ وفي حال حاجة المريض إليها يتم تحويله إلى طبيب مختص.
اتباع أسلوب حياة صحي كامل متكامل، سواء لناحية ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وزيادة نسبة العضل في الجسم، أو لناحية خسارة الدهون الحشوية؛ والحفاظ على نسبها ضمن المعدلات الصحية.كذلك شرب المزيد من الماء، وتأمين ساعات النوم الكافية خلال فترة الليل؛ ليتمكن الجسم من العمل بطريقة سليمة، لتجنّب الأمراض.
علماً أن الدراسات تشير إلى أن خسارة نحو 5 بالمائة فقط من وزن الجسم، سوف تساهم في تعديل أرقام السكر؛ ما قد يعيد المريض -الذي تشي أرقام فحص الدم لديه بأنه في مرحلة "ما قبل السكري"- إلى مرحلة الأمان؛ وبالتالي يمكن القول إنه قد تمَّ تجنّب الإصابة بمرض السكري. والأمر نفسه ينسحب على الكوليسترول والدهون الثلاثية، حيث يمكن خفض المستويات العالية. وفي حال اعتماد المريض على الأدوية سيلجأ الطبيب المعالج إلى تخفيف الجرعات.
تبقى المهمة الأصعب هي كيفية الحفاظ على الوزن المفقود، لأن الكثيرين يسترجعون ما تمَّ فقدانه؛ من هنا ضرورة تحديد النظام الغذائي المناسب لكل جسم مع اختصاصي/ة تغذية، الذي يضمن عدم خسارة الفيتامينات والمعادن والماء من الجسم، والعضلات، بل يضمن خسارة الدهون، وتغذية الجسم في الوقت نفسه.وتشير الدراسات الأكثر حداثة إلى أن إتباع تمارين القوة، وبناء العضلات، بالتزامن مع النظام الغذائي الملائم لكل شخص، يساعد في الحفاظ على الوزن وعدم استرداد الوزن المفقود.وللحفاظ الدائم على الوزن، يجب التركيز على تزويد الجسم بالمغذيات التي يحتاجها من فئات الطعام المختلفة (الخضروات والفواكه، الدهون الصحية، البروتين والنشويات).
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :