نسرين علاء الدين - المغرب اليوم
تأتى دائما المواقف لتكون عبرة حياتيه تقلب الموازين، وتؤكد حقائق وتزيف أقاويل مأثور، ترددها الألسنة لمجرد كونها موروث خاطئ ولعل ما نقف أمامه الآن، حالة انتشلت جميع من رصدها من حاله الحزن التي عمّت الساحة الفنية، بعد وفاة شمسها نور الشريف، حيث جاءت وقفه ابنته في العزاء؛ لتعطي درسًا ورسالة مكتملة الأركان إلى كل من يوهم نفسه بأن المواقف فقط شيمة الرجال.
فأثبتت مي نور الشريف، بوقفتها في العزاء التي أقل ما توصف به "الشموخ والقوة والصلابة وتحمل المسؤولية"، لتقول للجميع: "أنا هنا صامدة أتلقى عزاء والدي الذي لم ينجب رجاله؛ ولكنه عرف كيف يربي امرأة تتحمل أعباء لا يتحملها ألف رجل لا يعرفون معنى تلقى الصدمات بقوة".
وكانت مي في العزاء عبرة ودرسًا لعدد ممن يقولون إن "من لا ينجب ولدًا لا يجد ظهرًا يستند عليه"، فجاءت تقول: أنا هنا ربانى أبي على التحمل وأنا هكذا لأنفذ وصيته وأرفع رأسه عاليًا، وآخذ عزاءه بقوة، كما علمني أن أكون وبقدر الموقف الذي وضعني فيه رغمًا عني.
رحم الله نور الشريف الذي أعطى دروسًا فنية وثقافية وساسية للكثيرين في حياته، وعبر حياتية وتربوية تخلد بعد وفاته عبر ابنتيه مي وسارة.