بقلم: نسرين علاء الدين
من منا لا يحب الفن، فمن لا يمارسه يتابعه بشغف، ودائما يقع النجوم تحت الميكروسكوب في كل شيء خصوصًا في المظهر الخارجي، فنجد الجمهور يرصد رشاقة إحداهم وأناقة الأخرى، ولم تتوقف المتابعة والرصد الدقيق على الغلاف فقط، بل فكل فنان يقع في مطب كونه قدوة ومحط الأنظار على مستوى أسلوبه في الحديث وآراءه وتصرفاته مهما أن كانت بسيطة وعابرة من وجهة نظره.
ولعل سرعة انتشار "السوشيال ميديا" واحتلالها مكانه كبيرة في حياتنا تزداد يوم تلو الآخر عمقًا من خطورة المسألة، لأن كل شيء أصبح على مرأى ومسمع من الجميع، ولكن للأسف لم يقدر بعض النجوم حجم المسألة، حيث رصدت أعيننا في الأعوام الأخيرة انتشار فكرة بلطجية النجوم الذين يتم تصنيفهم تحت مسمى وظيفي يدعى "بودى غارد" على الرغم من كون الكادر الوظيفي ليس بحديث، ولكن في الفترة الأخيرة تعدى دوره مرحلة حماية النجم من أي تعد خارجي، أو تأمينه فقط، بل أصبح يستخدم في تصفية الحسابات وصناعة الأزمات وليس حلها.
ولعل فكرة العنف سيطرت على الشارع المصري بشكل مبالغ فيه بعد الثورة، وأصبحت لغة "الدراع" هي لسان حال الكثيرون للأسف ،وألقت الظاهرة بظلالها على الوسط الفني، وأصبحت كلمة مطلوب "بودى غارد" تتصدر الإعلانات المبوبة للوظائف الشاغرة، بل وتطور الأمر إلى أن هذا الـ"لبودى غارد" له مواصفات خاصة من حيث الحجم الخارق والقوة المفرطة، ليهابه من يراه وتتصارع النجمات في اصطياده على أساس "الأضخم"، وليس الدافع في تواجدهم تأميني بقدر كونه "منظرة"
والأخطر هو الدور الإيجابي الذي أصبح يقوم به هذا الكائن، حينما يتعرض احد ولو بحسن نية لهذا النجم ليلتقط صورة تذكاريه معه أو يسلم عليه، فأصبح مصيره عاهة مستيدمة مثلما حدث أخيرًا مع محمد رمضان الذي تسبب بلطجيته في إصابة خطيرة لمعجب وترتب عليه انه قام بالانتقام وجاء أهل قريته بأكملها لتكسير سيارة النجم.
إلى جانب "بودى غارد" الراقصات الذي أصبحت تتصدر أخباره عناوين الجرائد بسبب الكوارث التي يصنعوها لإثبات الولاء، نعي جيدا أن الخطر أصبح يداهمنا من كل اتجاه، وان الأمان في الشارع أصبح معدومًا،وبالفعل يتعرض نجوم لحوادث سرقة في أماكن التصوير، ومن حقكم تأمين أنفسكم، ولكن أيضا من حقنا عليكم أن تكونوا قدوة حسنة للشباب الناشئ والجيل القادم الذي يتتبعكم بشغف ويراقب تصرفاتكم فقدروا قيمه المكانة التي وضعكم فيها الجمهور.