بقلم الناقد/ محمود عبد الشكور
موسيقى فيلم "ليلة القبض على فاطمة" من روائع الموسيقار عمر خيرت، فهو عمل يليق به وبفاطمة، وأقول لكم كيف استقبلتً الموسيقى وتذوقتُها؟
فما لفتني بقوة، هذه الجملة النشطة البديعة والعذبة التي تلعبها الكمنجات بمصاحبة الإيقاعات، وتعود هذه الجملة في كل مرة قوية آسرة، رغم جملة الناي في الخلفية، وكأنها سحابة حزن عابرة، ورغم مقدمة ينذر فيها التشيللو بخطر داهم، ولكن فاطمة نهر دائم من العطاء الذي لا يتوقف أبدا، مستمر مثل النيل في بهجة حضوره مدعما بالإيقاعات، وسلسا مترقرقا إذا غاب الإيقاع، هكذا أرى المقطوعة المدهشة.
فاطمة أكثر من امرأة محددة، لها حضور أنثوي مكتسح، إنها إيزيس عصرية تهب الحياة للجميع دون أن تطلب شيئا، ومستعدة دوما لدفع الثمن.
هذا العمل (ليلة القبض على فاطمة) محظوظ بالموسيقى لأن خيرت كتب الموسيقى للفيلم، وعمار الشريعي كتب الموسيقى للمسلسل، والكبير بليغ حمدي كتب الموسيقى للحلقات الإذاعية، والموسيقى في الأعمال الثلاثة تستحق التوقف والإستماع والتحليل.