بقلم أحمد صبحي
كان الجو شديد الحرارة ورغم ذلك كنا مستمتعين جدا وكان سائق السياره يدعى محمد ابو عمر ونظر اليا مستغرب بعض الشئ ثم سألنى : انت مصرى
قلت له وانا اضحك : اه
قال : اصلك يعنى لابس شورت وكت وشكلك كده سائح
قلت : وهما السائح بس هو اللى بيلبس شورت
ضحك وقال : لا ابدا بس احنا متعودين ان المصريين معقدين شويه
قولت : على كده انت معقد
ضحك وقال : لا لا مش قصدى بس المصريين اللى بيجوا هنا تلاقيهم وخدين موقف من قبل ما يجو يعنى لو واحد ومراته تلاقيه متنشن قوى واى حد يكلم مراته يبقى زى ما يكون بيعكسها واحنا والله مش كده خالص احنا بنبقى عايزنه يتبسط والعيال كل ما عيل يمشى يمين ولا شمال يقوله تعالى هنا خليك جنبى
ساله ابراهيم : طب الاجانب
قال : الاجانب بيسيبوا ولادهم يتحركوا زى ما هما عايزين ويتصحبوا على الناس كلها والست ممكن تقف تشترى وتتخانق وتعمل اللى هى عايزاه والراجل ما يدخلش خالص وهى كمان ممكن تسال وتستفسر من المرشد من غير ما جوزها تلاقيه حمر عنيه وتنشن
سالته : يعنى انتى لو مصرى عمل كده مش هتقول عليه كلام مش كويس
قال مؤكدا : والله العظيم احنا عايزين الناس كلها تبقى مبسوطه وبنعامل الناس بما يرضى الله وبعدين ده اكل عيش يا باشا عيب
ساله ابراهيم : ابنك بقى اسمه عمر
ضحك وقال : لا انا عندى بنت واحده اسمها زينه وعندها سنتين
كان سن ابو عمر تخطى الثلاثين
سالته : انت متجوز متاخر بقى
قال : لا انا متجوز وانا عندى 18 سنه وقعد لحد 30 سنه مش بخلف
ساله ابراهيم : ومتجوزتش ليه غيرها
قال : لا اتجوز غيرها ليه بحبها وبعدين بنت اصول اصل انا لما اتجوزتها كنت لسه متعلم الشغل ويدوب كنت بعرف ارتن كام كلمه كده واستحملت لحد ما ربنا كرم وجبنا العربيه دى والحنطور اللى شغال فى البلد
سالته : طب ولدتك وولدك ما كنش فى اى اعتراض على كده
قال : سبها على الله ربنا هو اللى بيقسم الامور يعنى انا ممكن كنت اتجوز غيرها وبرضو مخلفش صح
ثم قال وهو مبتسما : خالى بالكم الغدا عندى
قلنا : لا الله يكرمك
قال : والله الغدا عندى وبعدين انا مش هعمل اكل ولا حاجه اللى موجود هتاكل منه
ثم كانه تذكر شئ : اه .. اوعى تفتكر انى بعزمك عشان اخد منك قرش زياده طب والله العظيم ما واخد منكم فلوس ايه رائيكم بقى
كان يبدو حادا جدا ومصر وكان يبدو قويا وكان من الصعب ان تجادله فى امور قررها رغم انه شاب تعدى الثلاثين بقليل ولكنك ترى فى عينه خبره سنوات طويله وعلى وجهه سمار الشمس وجمال الحياه يرتدى جلباب صعيدى ويلف راسه بشال ابيض بالطريقه المعهوده ثم وصلنا الى مدينه هابو ..
قال : انا هلف لفه كده وارجع تانى اوعى تمشوا تليفونى معاكم على النعمه لو مشيتوا هزعل وهجلكم المركب وهيبقى حق عرب وانت متعرفش بقى ابو عمر لما يبقى ليه حق بيعمل ايه
قبل السفر بأيام قليله كنا نتحدث لماذا اصبح المصرى يحمل صفات سيئه ولماذا لا يهتم بالعمل والعلم وكانت تلك الاسئله تحيرنى وقد قال ابراهيم : اعتقد ان المصرى الاصيل لا يمكن ان يكون سئ او يكون خائن او يكون كاره للعلم وكان الدليل ابو عمر
فى مدينه هابو .. اقتربنا منها .. وتم قطع التذاكر ودخلنا فى اول الامر اعتقد الحارس انى سائح وان ابراهيم المرشد وقد قررنا ان نستغل الموقف حيث طلب ابراهيم من احد العاملين ان يسهل لنا بعض الامور الممنوعه مثل الصعود على الاعمدة المقطوعه والتصوير فى اماكن ممنوع التصوير فيها ..
ابتسم العامل وفكر لحظه ثم قال : انت عارف لو الوضع زى زمان انا لا يمكن كنت وفقت لكن الحاله صعبه ومعدش في سياح والدخل مش هو والحاجه بتخلى الواحد يعمل حاجات يضايق منها
ولكن اهم ما لفت الانتباه انه هناك من يرى الاثار شئ خارق للطبيعه ويجب الحافظ عليها والاهتمام بها بشكل افضل من ذلك ... ومدينه هابو تم تسميتها بهذا الاسم نسبه الى امنحوتيب ابن هابو وهو المشرف على بناء العديد من المعابد او نسبه لهيبو وهو الاسم القديم لابو منجل المقدس واسمها بالمصري القديم مدينه جاميت او دجاميت
ومدينة هابو منطقه اثريه جنوب جبانة طيبة على الضفه الغربيه لنهر النيل، أهم اثارها معبد رمسيس التالت الجنازى اللى بيعتبر أعظم معابد الاسره الفرعونيه ال 20. كان بيتصل بيه قصر بيقيم فيه الملك رمسيس وقت الإحتفالات الدينيه. حيطان المعبد اتزينت بنشاطات الملك رمسيس العسكريه و حروبه ضد شعوب البحر على وجه الخصوص. و رسومات للإحتفالات بأعياد آلهه. مدينة هابو بتضم كمان معبد امون و معبد اى و حورمحب وحين انتهينا وجدنا ابو عمر ينتظرنا وكان يبدو عليه التحفز وقال : انا كنت جاى ولو مكنتش لقتكم كانت هتبقى ليله وانطلقنا الى الرامسيوم