بقلم - سمير علي خيري
إن مما لا شك فيه أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المنطقة الشرقية وللمرة الأولى خلال عهده الميمون لافتتاح مشاريع تقدر بمئتي مليار ريال، تأتي تأكيدا لسلامة التخطيط في المملكة ولتحقيق أهداف الخطط الشاملة الصناعية والاقتصادية والتجارية، وغيرها من الخطط الموضوعة من قبل المختصين والتي تهدف إلى رفعة الوطن وتطوره ومسايرته لركب الحضارة، كما أن هذه الزيارة جاءت لتؤكد على عمق ومتانة العلاقات بين الشعب وقيادته، وتوضح مدى حرصه على الالتقاء بأبنائه في جميع أنحاء الوطن الكبير، وتعبر عن قوة الاقتصاد السعودي، وأنه سليم معافى ولله الحمد وبكامل قوته، فمشاريع أرامكو الجديدة انطلاقة قوية للصناعات التحويلية في كل من (الظهران والأحساء والجبيل ورأس الخير) والتي ستسهم في دفع عجلة التنمية النفطية، قدما وترسخ الخطى لتحقيق رؤية المملكة التي أعلنها ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي قدم فيها ما شاء عصارة فكره وتجربته العلمية والعملية القصيرة بروح الشباب وطاقاته المبدعة، والتي برزت من خلال هذه الرؤية التي أبهرت العالم من حولنا حيث أشاد بها الكثير من خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال، متوقعين أن تكون نقطة تحول للاقتصاد السعودي من دولة وحيدة الدخل إلى دولة متنوعة الدخل.
هذه المشاريع (مشاريع النفط) بهذا المبلغ الكبير تؤكد أن الاستثمار في مجال النفط لم يتأثر كثيرا، وما زالت تواصل الانطلاقة نحو الإنتاج والتكرير والبيع والتسويق، وما زال المصدر الوحيد للدخل، حيث تنتج المملكة وبكميات كبيرة بلغت عشرة ملايين برميل، في اليوم الواحد ولله الحمد، بالرغم من الظروف الاقتصادية السيئة المحيطة بالعالم، والركود الذي يعتريه في جميع الأنشطة وانخفاض استمرار أسعار النفط العالمية، والمصدر الوحيد للدخل لبلادنا.
لقد جاءت هذه الزيارة لتقول للعالم أجمع إن المملكة قادرة على أن تقف على قدميها، بالرغم من جميع الكبوات التي وقعت فيها في العامين الماضيين؛ وكذلك في الحاضر بالرغم من كل ذلك تقف المملكة موقفا قويا لتكون ضمن العشرين دولة الاقتصادية في العالم، وهي في مرتبة لم تتحقق لدولة عربية أو خليجية مسبقا، وكل ذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وها هو قائد هذه الأمة يفتتح لنا مشاريع مختلفة في منطقة عزيزة علينا هي المنطقة الشرقية منطقة النفط والخير الكبير والرخاء، منطقة حضارة الإنسان والتاريخ الأصيل ليفتتح مشاريع مختلفة منها ما هو متعلق بالنفط والبتروكيمائيات والإسكان وغير ذلك من المشاريع والتي ستعود بالنفع إن شاء الله على الوطن والمواطن.
ومن هنا جاءت هذه الزيارة لتؤكد للعالم أجمع ما يحظى به المواطن السعودي من عناية ورفاهية ورخاء، فهذه الزيارة كانت تحمل في طياتها أسمى معاني الأبوة الحانية، والمسؤولية الملكية تجاه الشعب وتجسد أقوى صور التلاحم الوثيق بين أبناء الوطن والقيادة، وذلك ليس بغريب فقد تعودنا على ذلك منذ تأسيس المملكة وتوحيدها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، كما أن هذه الزيارة الكريمة والمبادرة الغالية من الملك سلمان، هي مبادرة تكتب في التاريخ السعودي بمداد من ذهب، لا يمكن نسيانها، وستظل ذكراها راسخة في أذهان مواطني المنطقة الشرقية هذه البقعة الغالية على قلوبنا.
ولذلك شاهدنا كيف أن المواطن في جميع محافظات وقرى وهجر ومراكز المنطقة الشرقية، شعروا بالغبطة والسرور الشديد على هذه الزيارة الملكية الكريمة ويدعون لخادم الحرمين الشريفين بطول العمر، وأن يمده بالصحة والعافية، ويدعون له من الأعماق بالتوفيق، وهو دائما ما يبادله بنفس الشعور وحبه لشعبه ويظهر لنا مؤخرا من كلمته التي وجهها خلال اجتماعائه بأبنائه في المنطقة الشرقية، والتي حملت رسائل مهمة، والتي شددت على الثوابت الراسخة والأصيلة التي نشأت عليها الدولة منذ نشأتها، وتأكيد شراكة المجتمع في رسم مستقبل واعد للوطن والمواطن، ولأبناء هذا البلد موضحا أن هذه المشاريع جاءت ولله الحمد لتحقيق التطور والرفاهية والرخاء والتنمية الشاملة، مؤكدا أن كل مواطن في هذا البلد محل اهتمامه ورعايته مشيرا -حفظه الله- في الوقت نفسه بأن المواطن كان وما زال سدا منيعا ضد الحاقدين والطامعين والحاسدين، والذين يدبرون المؤامرات لهذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا.
منوها بنعمة الأمن والأمان التي تعيشها وقدرتها في القضاء على الاٍرهاب الذي يحاك لهذه البلاد، نعم صدقت يا خادم الحرمين الشريفين هذه البلاد المقدسة بلد الحرمين الشريفين محفوظة من الخالق عزوجل، ثم رجال الأمن الذين يسهرون في الدفاع عنها وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول في بلادنا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مما جعل المملكة ولله الحمد تعيش في أمن وأمان في الوقت الذي يضطرب فيه العالم من حولنا، فالمملكة تسير وفق خطط ثابتة ورصينة، قائمة على الشريعة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فالمواطن لدينا محور التنمية ومصدرها ويحمل قدرا كليا من المسؤولية تجاه بلده و مليكه وشعبه.
حفظ الله بلادنا المقدسة الغالية على قلوبنا وقلب كل مسلم وحفظ حكومتنا الرشيدة، وحفظ شعبا السعودي الأصيل، إنه سميع مجيب.