لا يعد مجلس إدارة البنك الإسلامي استثناء في حد ذاته فلا يمكن لأي مجلس إدارة – بغض النظر عن طبيعته – أن يؤدي دوره بفاعلية إذا لم يكن أعضاءه يتصفون بالنزاهة الأخلاقية أو متسلحين بالمؤهلات الفنية اللازمة. وعليهم أن يكونوا على دراية بما تتسم به الصناعة المصرفية من مخاطر وتعقيدات. أما بالنسبة إلى البنك الإسلامي، فعلى أعضائه التزود بمؤهلات إضافية تتمثل في الدراية الملائمة بتعاليم الشريعة والمتعلقة بالممارسات التجارية والمالية.
وهناك سبع سمات لابد أن تتوفر في مجلس الإدارة الفعال في البنوك الإسلامية
1- فهم واضح للأدوار والمسئوليات
ينبغي على مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وفريق الإدارة التنفيذية تبني فهم واضح لدور المجلس ومسؤولياته وسلطاته وعلاقته بالجهات الرقابية والتنظيمية . فعدم وضوح الرؤية أو سوء فهم دور المجلس غالباً ما يؤدي إلى مشاكل في تطبيق الحوكمة.
2- وضوح الرؤية والاستراتيجية وقيم الشركة
ينبغي أن يتم ذلك من خلال الرقابة الصارمة والمستمرة، والامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية، وقيم ورؤية الشركة والاستراتيجية التي توجه أنشطة البنك الإسلامي. وعلى مجلس إدارة البنوك الإسلامية، على وجه الخصوص، أن يكون نموذجاً يحتذى به من حيث إرساء ثقافة سامية ومعايير الأخلاق والنزاهة والسلوك المهني.
3- الدور المساند والقيادي للرئيس التنفيذي
ينبغي على الرئيس التنفيذي – بوصفه المسئول الأول – أن يلتزم ببناء هيكل قوي لتفعيل ممارسات الحوكمة في البنك. والسؤال هو ما إذا كان الرئيس التنفيذي يؤمن بأهمية الحوكمة أم لا، وكيف له أن يلتزم بتعضيد دور المجلس. فمحاولة بناء مجلس أدارة قوي من دون اهتمام والتزام من الرئيس التنفيذي يشبه بمحاولة تسيير السيارة مع تشغيل الفرامل في نفس الوقت.
4 – برنامج قوي لتطوير مجلس الإدارة
إن مفهوم تطوير مجلس الإدارة ليس محدداً بشكل ثابت سواء في البنوك التقليدية أو الإسلامية.
ولكن أي برنامج متكامل لتطوير مجلس الإدارة يجب أن يشتمل على:
· عملية قياس مستمرة للاحتياجات المتغيرة للمجلس من المعارف الحديثة.
· بذل جهود نشطة لاجتذاب أعضاء مجلس الإدارة الذين يستطيعون تلبية هذه الاحتياجات.
· برنامج توجيه جيد التخطيط لأعضاء مجلس الإدارة.
· تثقيف شامل للمجلس على أساس الاحتياجات القائمة.
· عملية تقييم مستمرة للمجلس.
5- موارد ملائمة لمعاونة المجلس ولجانه
لا يمكن لمجلس الإدارة أو لجانه العمل بكفاءة من دون دعم الموظفين والدعم اللوجستي. فالمجلس بحاجة إلى مساعدة من طاقم أمانة السر، ومساعدة تقنية واستشارية.
ومما يدعو للأسف أن هذا الدعم في كثير من البنوك لا يزال قاصراً على تحديد مواعيد الاجتماعات، وتغليف وإرسال المستندات الخاصة بالاجتماعات، وتدوين محاضر الاجتماعات. وهذا النموذج البسيط للدعم غير كاف إلى حد كبير في ضوء التطلعات لأداء مجلس الإدارة وفقا لأفضل ممارسات الإدارة الرشيدة. فجودة أداء المجلس تتعزز بالدعم عالي الجودة من أمانة سر المجلس. وبالنسبة لبعض لجان المجلس – مثل لجنة التدقيق – تكون المشورة المستقلة من جانب مستشارين أو شركات متخصصة أمراً مهماً جداً بالنسبة للجنة. ومن المؤكد أن أعضاء مجلس الإدارة وكبار المديرين التنفيذيين الذين يخططون لمجالس فعالة مطالبون بتقييم الهياكل الأساسية القائمة وأن يكونوا على استعداد لاستثمار المزيد من الموارد لدعم المجلس ولجانه.
6- الاطلاع المستمر على المعلومات الهامة
ينبغي أن تمتلك مجالس الإدارات الفعالة جداول أعمال متكاملة للمجلس واللجان التابعة للمجلس، تركز جهود الأعضاء على الأولويات الرئيسية . فلابد لمجلس إدارة البنك الحصول على معلومات صحيحة وذات صلة (ليست مفرطة)، في الوقت المناسب. كما تتطلب أيضا جدول أعمال للمجلس واللجان له صلة مباشرة بالمسائل الاستراتيجية الرئيسية وأولويات الحوكمة.
وينبغي أن تركز اجتماعات مجلس الإدارة الفعال على الأمور التي تنطوي على الحوارات التفاعلية، بدلا من الاستماع السلبي إلى العروض التي تقدمها الإدارة التنفيذية . علاوة على ذلك، يجب استخدام جداول الأعمال المتفق عليها فى البنود الروتينية التي تتطلب اتخاذ إجراءات رسمية لكنها لا تستدعي النقاش، والتي يمكن قراءة معلوماتها الأساسية قبل الاجتماع. فلا ينبغي أن تبدأ اجتماعات المجلس بالتقارير الروتينية، والتي غالبا ما تكون مملة ومضيعة لوقت المجلس. كما تقلل الاجتماعات الفعالة أيضاً من تكرار الأمور التي يمكن معالجتها على مستوى لجان المجلس. ويمكن تفويض لجان المجلس لأداء وظائف معينة بالنيابة عن مجلس الإدارة ما دام قد تحدد وبوضوح التفويض بالمسؤولية والمساءلة.
7 - ثقافة راسخة لمجلس الإدارة
تتصف جودة ثقافة المجلس وفقاً لحجم المشاركة النشطة من أعضائه، أي وجود نمط ثابت من الحوار البناء والنقاش وعمليات صنع القرار . وينبغي أن يكون المجلس فعال وديناميكي عند اضطلاعه بالمسؤوليات المؤتمن عليها. وتجر الإشارة إلى أن لدى جميع مجالس الإدارات ثقافة تطورت على مر الزمن، ولكل ثقافة العديد من العناصر. غير أن ثقافات الحوكمة تختلف إلى حد كبير من بنك لآخر، وتعزيز تلك الثقافة هو أمراً هاما للغاية لتحسين فعالية المجلس. فالبنوك التي تتصف مجالسها بالتفاعل والاستباقية لديها فرص جودة أداء أفضل.