ألاقي زيك فين يا علي قصة واحدة تختصر حكايات كثيرة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

"ألاقي زيك فين يا علي": قصة واحدة تختصر حكايات كثيرة

المغرب اليوم -

ألاقي زيك فين يا علي قصة واحدة تختصر حكايات كثيرة

سماء أبو شرار

 

لم تفاجئني رائدة طه في تجسيد قصتها على مسرح بابل في بيروت، بتقديمها عملا مسرحيا بعنوان "ألاقي زيك فين يا علي"، فمعرفتي بها تعود إلى أيام الطفولة، طالما تميزت بشخصيتها المرحة وخفة ظلها وجرأتها اللا متناهية.

ما زلت أذكر جيدا كيف كان والدي يسستنجد برائدة في جلساتنا العائلية لإضفاء جو من المرح على "القعدة" فنسمعه يقول لها: "رائدة قلّدي لنا اللهجة الخليلية"- باعتبار أننا "خلايلة"(نسبة إلى أهل الخليل) أو "رائدة شو رأيك ترقصي لنا شوي؟"
ما عاشته كابنة شهيد أعادت رائدة تمثيل جزء منه على المسرح في انسيابية وحميمية، على الرعم من قسوة الكثير من المواقف التي تعرضت لها وعائلتها. بهذا المعنى، جسدت رائدة من خلال قصتها، العديد من حكايات أسر الشهداء، لاسيما مع الخصوصيات والتفاصيل التي لا تلغي الكثير من القواسم المشتركة بحلوها ومرها.
نجحت رائدة في تعرية الهالة التي تحيط بالشهادة والشهداء وعوائلهم من بعدهم، وأسقطت العديد من المحرمات التي طالما أحاطت بالثورة الفلسطينية ورموزها، لتظهرهم في ألوانهم الطبيعية كبشر عاديين، فمنهم المتحرش والمنافق والانتهازي والاستغلالي، ومنهم الحنون والوفي والصادق.
استطاعت رائدة من خلال النص والأداء المتميزين أن تمسك بمهارة بذلك الخيط الرفيع الذي يفصل المبكي من المضحك، لتكسر بالتالي الكثير من "التابوهات". وكثيرً ما قيل لنا إن النقد الذاتي يجب أن يبقى داخل البيت ولكن هذا البيت ترهل وكان لا بد لأحد أن ينفضه، ففعلت رائدة ذلك. فكم منا نحن أبناء وزوجات الشهداء تعرضنا لمواقف شبيهة لما تعرضت له رائدة وأخواتها وأمها، ولكن أحدا منا لم يتجرأ على التطرق إليها علنا، لكن رائدة فعلتها ولامست كل واحد منا، لعلها تضمد بعض جراحها وجراحنا.
قد أكون استمتعت أكثر من غيري بـ"ألاقي زيك فين يا علي" ربما لأنني اعرف رائدة منذ أيام الطفولة، أو ربما لأنني أعرف جميع شخصيات رائدة في هذا العمل المسرحي، أو ربما لأنني كرائدة عشت تفاصيل خسارة والد بعمر مبكر من أجل قضية قيل لنا إنها أسمى ممن هم من دم الشهيد ولحمه، لنترك نواجه مصيرنا من دون أي حصانة.
ضحكت وبكيت مرات عدة خلال المسرحية على مشاهد جسدت تفاصيل شهداء تركونا وعائلات عاشت في ظل ثورة مكسورة لم يبق منها إلا الذكريات.. أما فلسطين القضية، فهي غائبة حاضرة تقترب منا قليلا قبل أن تبتعد أكثر فأكثر.
استطاعت رائدة من خلال تجربتها التي عاشتها وعائلتها بعد استشهاد والدها في "عملية سابينا" في العام 1972 أن تجبرنا على إعادة تقييم أنفسنا وتجاربنا ومعتقدات كثيرة اعتبرنا أنه محرم علينا التطرق إليها علنا.
الأهم أن رائدة وبالتعاون مع المخرجة لينا أبيض، أعادت المشهد الفسطيني بجماله وقبحه إلى قلب بيروت. التي تضم الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون في الخفاء والظل هربا من نظرة سلبية للوجود الفلسطيني في ذاكرة "المجتمعات" اللبنانية.
أعادتنا رائدة إلى سنوات "الثورة" ومعها إلى اللهجة الفلسطينية التي يتجنبها كثير من الفلسطينيين في لبنان لكي لا يضيعوا فرصة عمل أو مخافة أن يعاملوا بطريقة غير مستحبة من طر مجتمع حكم مسبقا عليهم بمجرد أن يسمعهم يتكلمون لهجة بلدهم الأصلية.
ولكم كان جميلا رؤية شاب فلسطيني من مخيم الضبية يقترب من رائدة طه بعد العرض معبرا لها عن تأثره بعرضها لدرجة أنه لا يجد الكلمات المناسبة لوصف انفعاله، مع العلم أن مخيم الضبية من أكثر المخيمات تهميشا في لبنان، فغالبية سكانه لا يتحدثون اللهجة الفلسطينية وبعضهم حتى لا يصرح عن فلسطينيته، وذلك بسبب موقعه الجغرافي الحساس.
ولكم كان جميلا رؤية سيدة لا أدري إن كانت فلسطينية أو لبنانية تصارح رائدة بتأثرها الشديد بجملتها الأخيرة في العمل وهي تقول "علي ما رح يموت إلا لما أنا أموت"، لتعبر لها وهي تبكي بحرقة أنها تخاف أن تضيع القضية الفلسطينية، فتطمئنها رائدة بأنه يستحيل أن تضيع القضية وأنها باقية معنا.
صحيح أن رائدة لم تفاجئني بقدرتها التمثيلية ولكنها فعلا أدهشتني كما أدهشت غيري بقدرتها على حياكة قصة بهذه التفاصيل الحميمة والجريئة في آن معا وبقدرتها على تقمص شخصيات عدة وتأديتها بصدق وحرفية كبيرين لتتمكن من حبس أنفاسنا على مدى تسعين دقيقة ونحن نتابع المشاهد الواحد تلو الآخر.
قد تكون عروض "ألاقي زيك فين يا علي" انتهت، على الأقل في بيروت، ولكن صدى هذا العمل سيبقى معنا طويلا تحديدا نحن الذين عشنا التجارب المماثلة لتجربة رائدة أو عايشنا سنوات الثورة في لبنان.
في ردها على رسالتي القصيرة لتهنئتها بالعمل، قالت لي رائدة طه: "أخيرا فعلت شيئا نيابة عنا جميعا."
هذا بالفعل ما فعلته رائدة من خلال هذا العمل، فقد استطاعت أن تجسد جزء من كل واحد منا لامسته الشهادة. شكرا رائدة طه لأنك أشفيت غليل الكثير منا. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألاقي زيك فين يا علي قصة واحدة تختصر حكايات كثيرة ألاقي زيك فين يا علي قصة واحدة تختصر حكايات كثيرة



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib