رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

رواية "بعد رحيل الصمت" تقنية ثقافة الحظر

المغرب اليوم -

رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر

حامد عبدالحسين حميدي - ناقد عراقي

إن جدلية الصمت في الروايات المعاصرة باتت تشكّل هاجسًا لأكثر الروائيين، لأنها تمثل المتنفس الذي من خلاله يستطيعون سبر اغوار الذات المتأزمة، الذات التي لا تهدأ إلا على مطبّات الحياة، وهي تحاول أن تنتشل ما حولها في باكورة احتجاجاتها. هذا التصاعد في تفعيل تلك المفردة ومحاولة شدها إلى اصولها الخطابية وبكل غاياتها. لتتحول إلى مدلولات ذات انطباعات غائية، تحمل في مضامينها سبب لجوء الروائي " عبدالرضا صالح محمد " إلى اعتماد عنونة روايته " بعد رحيل الصمت " الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت الطبعة الأولى 2013.
 
مدخلًا تتضح من خلاله تقنية ثقافة الحظر عما يجول في دواخلنا ومصادرة كل ما لدينا قسرًا وقمعًا واضطهادًا، انها آلة اعتدنا أن نراها في زمن لا يعرف إلا صخب الاعتقالات والمداهمات والإشارة للآخر أنه المتهم أولًا وأخيرًا، وعلى قدر بشاعة الاحداث المتأزمة تدخل رواية " عبدالرضا صالح محمد " مدخلًا كبيرًا في الكشف عما يخبئه المجتمع العراقي من حمولات سرية، تلك الحمولات التي انطلقت على وفق مسارات متناقضة أحيانا إلى رصد كل ما يدور حولنا من السلوكيات التي يعانيها الفرد خاصة والمجتمع عامة، مما جعلنا. اما أن نتقبل الأوضاع المتأزمة بكل عناوينها أو نغادر هذا العالم المملوء صخبًا وضجيجًا محاولين اقتناص الفرصة المناسبة للانطلاق نحو فضاءات واسعة، لكن هناك من رسم على وجهه ملامح الصمت لفقدان الأشياء التي يدور هو في فلكها وراح يؤقلم نفسه على هذا الفقدان " تستحوذ على قسمات وجهه هالة من الحزن لفقده كل شيء في لحظة واحدة، الأهل والمال والوطن، كما لو فقدهم إلى الأبد " ص 110.
 
إنه أشبه بالانسلاخ من الملكية التي نعتز بها، لكنها ملكية ثقافة "التجريد" من كل شيء على وفق معطيات مدروسة من قبل الأنظمة الحاكمة السلطوية التي لجأت إلى الأساليب القمعية التي من شأنها بث المخاوف والرعب والتعذيب وجعل "الإنسان" يعيش في دوامة القلق والأزمات النفسية التي تحبط من معنوياته، لتكور ثقافة "الاستفهام" مدلولًا مبهمًا يغصّ بطرح الاشتغالات السؤالاتية التي من شأنها تدوير مرافئ الحظر، الصمت. لا نعلم جليًا عما يدور في عالم مستقبله الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يدخل في نفق " المجهولية " يوميات محظورة، لا نور فيها سوى بصيص خافت يمرّ من ثقب ابرة، عله يفجّر ما حوله معلنًا أن الصمت، لغة الافصاح، وسلاح فتّاك، نستطيع من خلاله تسويق كلما يدور في خواطرنا، لأنه يشكل بنية ذات مغزى متفرّد في تكوينية الإنسان.
 
"صاح بالناس بصوت عالٍ: "إخوان كفوا عن الضرب فأنهم سيقتلونكم معنا. تفرقوا. واهربوا، دماؤنا في رقابكم أن بقيتم". فرّ كثير منهم، لكن القوات أعادتهم بتوجيه فوهات البنادق الرشاشة نحوهم." ص 152  نلاحظ أن الروائي قد مال إلى مزج اللهجة العامية مع اللغة الفصيحة بأسلوب سلسل غير معقد، محاولًا بسط تنويع لغوي متعدد، ينسجم مع السردية المسكون بها النص، والذي يحمل عبئًا اجتماعيا ً وسياسيًا، حيث نجد انفسنا تحت وطأة النظم والتقاليد العشائرية الصارمة بعاداتها التي حملت نوعًا من الجفاء والتسلط اللذين كان لهما الاثر الكبير في الوقوع في هفوات حياتية متداخلة مع الطاغوتية التي مثلت الحكم السياسي الاستبدادي في ملاحقة ابناء الشعب، وزجّهم في السجون والمعتقلات ومصادرة حرية الكلمة التي اصبحت لا تتعدى حدود الفم المغلق بأصفاد الاضطهاد والتشريد، أنه زمن مصادرة، وتغيير سلوكيات الفرد بالقوة حسبما يشتهيه المستبد.
 
"راح الرجال يحثون السير بالقوارب بين أحراش القصب والبردي لساعتين، كان الجو هادئا لا يسمع فيه غير نعيق الضفادع وحفيف القصب من جراء الهواء المنساب بخفة. " ص 218 الروائي يحاول أن يعطي للوصف دلالة مميزة، أنه يمسك بكامرته يلتقط ما تقع تحت عينيه من مشاهدات يومية واقعية، يشجع القارئ من خلالها على متابعة احداثه بتشويق ممنهج، يسوقه عبر تحريكاته الزمانية المتسلسلة غير المبعثرة، انها روايته التي استطاع من خلالها أن يطلق أصواتًا، رسائل تخنقها امتدادات بوح متعرج، يسير على وفق خطوط متماهية مع الواقع.
 
وبذلك وفق الروائي "عبدالرضا صالح محمد" في كسر قيود الصمت الذي حول حياتنا إلى محطات ساكنة، فارغة من متعتها حتى غلب عليها الجمود الذاتي، المبرمج على وفق تقنيات ضاغطة، فاعلة لها تأثيراتها الآنية التي اعتدنا أن نعيشها جميعًا، فكانت أشبه بمخالب تنهش أجسادنا التي مزقتها يد الدياجير المظلمة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر رواية بعد رحيل الصمت تقنية ثقافة الحظر



GMT 14:09 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

رواية : بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib