التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية
مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً
أخر الأخبار

التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية

المغرب اليوم -

التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية

الدكتورة رهام زهير المومني
بقلم : الدكتورة رهام زهير المومني

كثيراً ما يتبادر إلى أذهاننا فهم ومعرفة طبيعة حياة الأشخاص وخاصة الذين نلتقي بهم لأول مرة صدفة، أصدقاء وزملاء عمل، سياسيين، فنانين، علماء، قادة، قد نُعجب بهم لمواقف معينه، أو لأنهم تركوا بصمات واضحة في حياتهم وحياة الآخرين، إما لكسب المعرفة، أو لفضول عن تفاصيل حياتهم التي نشأوا بها وميّزتهم عن غيرهم، فنبدأ بالبحث عن ثقافتهم وبيئاتهم وسلوكهم وشخصياتهم وإدراكهم وطريقة تعاملهم في مواقف معينه، وما هي المبادئ والقيم المتبناة عندهم، ترى نفسك قد إنغمست بها وأخذت بعض الأفكار التي تعجبك، وسلكت نفس الطريق، فتتبادلان الثقافة التي قد تغير من حياة الطرفين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأننا ندرك تماما أننا مجموعة إنسان نؤثر ونتأثر بما نراه ونسمعه ونشعر به، فيبدأ سريان البرمجه في عقلك لرفض ما هو موجود وإستنباط ما هو غير موجود لتجد نفسك في النهاية تحمل ثقافات متنوعه تمنحك مزيد من حرية الفكر والإستقلاليه والقوة في ظل وجود عالم مليء بالتعددية والإختلاف.

الثقافة هي مجموعة أنماط مشتركة من سلوكيات ومعرفة وفهم تكونت من خلال التنشأة الإجتماعية، فتعلمنا كيف نأكل ونلبس ونتحدث وما نؤمن به وما نطبقه وما نعتقد أنه صواب أو خطأ، وهي في الواقع تمتدّ لأبعد من ذلك بكثير،فكلنا جزء من مجموعات ثقافية مختلفة وهوّيتنا الثقافية تتطور وتتغيّر بتغيّر الظروف والقيم والمعتقدات التي نتعرّض لها، فهي عنصر ديناميكي معقّد،وتُبنى وتتأثر بمجموعة من العوامل الأخرى المحيطة بنا مثل الجنس، العمر، القدرات البدنية والعقلية، الطبقة الإجتماعية، المعتقدات الدينية والروحية، وجميعها تخلق ما يُعرف بالتنوّع الثقافي،والسبب وراء إختلاف أطباع البشر وسماتهم واهتماماتهم حتى وإن كانوا أفرادًا في مجتمع واحد أو حتى عائلة واحدة أن كل شخص متفرّدًا ومتميّزًا عن غيره من أعضاء المجموعة الثقافية الواحدة ويحمل أكثر من سمة ثقافية.

إذا هي مزيج من الأفكار والمشاعر والمواقف والمعتقدات التي تشترك فيها المجموعة الواحدة والتي قد نولد ضمن بعضها مثل المجموعة العرقية التي ننتمي لها، وقد نختار البعض الآخر مثل المعتقدات السياسية، وقد نتنقل بينهما وتبني عدّة عادات وتقاليد وتوجهات ثقافية جديدة، والتنوع الثقافي إما أن يكون داخلي مرتبط بالمواقف التي نولد بها ولم نقم باختيارها ولا نستطيع تغييره، وإما خارجي يمكن أن يتغير مع مرور الوقت، فلولا التنوع لما شاركت ليبي بمشروع ونجحنا، ولا عملت بشركة مديرها أمريكي، ولا كان زميلي بالمشروع مصري، ولا كان جاري عراقي، ولا كانت صديقتي من فلسطين، ولا زميلي بالعمل الخيري من لبنان، ولا سمحت لإبني بالدراسة بألمانيا، ولا كان طلابي من الخليج العربي، ولا كانوا أقاربي من سوريا.

في كثير من زياراتنا لدول مختلفة في العالم نتعلم منهم، نأخذ ما يناسبنا وما نحن مقتنعين أنه الأفضل، تتكون لدينا ثقافات خاصة بنا وجديدة ضمن القيم التي نشأنا عليها، وهذا لا يعني أننا فقط يجب أن نعيش ضمن العادات والتقاليد، فكم منها بلا معنى ولا فائدة، زرت سنغافورا لمدة شهر، دورة تدريبية وتعرفت على مجموعة تضم متدربين من جنسيات وديانات مختلفة من 36 دولة من مختلف دول العالم وفقط 3 دول عربية، كنا كعائلة وفريق متجانس متحاب في بلد متقدم حضاري يحترم التعددية وثقافة الحرية والإنضباط والعمل وإحترام وجهات النظر والمساواة وإحترام الوقت والنظام والنظافة والإلتزام بالدور،ذهبنا مجموعة بعد إنتهاء الدوام لتناول الطعام في أحد المطاعم ووكلوني بمهمة الطلب، فطلبت الكثير على قول “يزيد ولا ينقص” إستهجنوا ذلك وأعطوني درس بأن التبذير حرام، ويجب أن يكون حسب الحاجه، عكس ما تعودنا عليه في ثقافتنا، وتعلمنا الكثير من بعض، في كثير من عاداتنا أصبحت عبئ وتمنع من التقدم والرقي.

إذا كانت لدينا القدرة على تقبّل الثقافات المختلفة وإحترامها والتعلّم منها نكون وصلنا إلى ما يسمى “بالإستجابة الثقافية” وهذه تتطلّب إمتلاك درجة كبيرة من الإنفتاح على وجهات النظر المختلفة، والأفكار وتجارب الآخرين ونكون قد إكتسنا مهارة تقبل وإحترام التنوع الثقافي من خلال تطوير سلوك إيجابي تجاه الثقافات الأخرى وتطوّير الوعي الذاتي لفهم الثقافات المختلفة عنا وتقبّلها بفهم ثقافتنا أولا،وعدم الحكم على الآراء والقيم والعادات المختلفة عنا على أنّها خاطئة يجب أن نقبل فكرة أنها مختلفة، وأن نفهم وجهة نظر الآخر حتى وإن بدت غير مريحة، وعدم فرض قيمك وعاداتك على الآخرين باعتبارها هي الأصح لأنه ليس هنالك ما هو صحيح أو خاطئ في الثقافات، فلكلّ أفكاره الخاصة، ويجب أن نعرف المزيد عن الثقافات المختلفة حول العالم ومعتقدات وقيم وعادات شعوب أخرى مختلفة عنك، وتتعرف على أشخاص جدد من ثقافات مختلفة.

من الطبيعي أن يكون هناك إختلاف في العالم، وهذا الإختلاف لا يعني أنّك على حق والآخرون مخطئون أو بالعكس، إنها فقط وجهات نظر مختلفة ومعتقدات متباينة تشكّلت عبر التاريخ وبناءً على عوامل متعددّة،المطلوب منا لنتعايش ونرتقي عقلية متفتحة ومتقبلة للتغيير.. إحترام ثقافات غيرنا وتقبلها لأنك لن تقبل لأحد أن يتحدث عن ثقافتك بسوء فإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

قد يهمك أيضاً :

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

 فتاة القطار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية



GMT 14:39 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

" واقتلع الشوق ماتبقى مني "

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib