ضفضةمؤقتة

ضفضة_مؤقتة

المغرب اليوم -

ضفضةمؤقتة

بقلم : الدكتورة حنين عمر

في حياة كل منا تجارب نتعلم منها، بعضها يكون إيجابيا ويسعدنا وبعضها يكون سلبيا فيؤذينا، لكن الذكاء الاجتماعي يكمن في قدرتنا على تحويل الأذية إلى مصدر قوة، ويمكنني القول إني شخصيا أتقنت تحويل كل ما يؤذيني إلى مصدر لزيادة قوتي والإصرار على التطور أكثر، فمثلا حين أتعرض لأذية من شخص ما... فإنني أقول لنفسي إن مجرد اكتشاف معدنه وخسارة هذا الشخص وشطبه من حياتي مكسب عظيم، وحين أواجه الافتراءات  اتأكد أنه ليس لدى هؤلاء سوى الافتراءات لتخفيف ألمهم الوجودي الذي يسببه وجودي، والتي تطال أشياء أراها أنا صغيرة وعادية في حياتي، ويراها غيري كبيرة ومهمة فيسعون لتدمير صورتها.. وقد يصيبني ذلك بالاستغراب في البداية لكنه يتحول إلى سخرية لاحقا، فمثلا تشكل شهادتي وكوني دكتورة في الطب...عقدة كبيرة لدى بعضهم (أو بعضهن تحديدا) ، فيحاولون نشر إشاعة أني لست طبيبة ( بالمناسبة شهادة الدكتوراه خاصتي عليها ستة وعشرون ختما رسميا وموثقة في الجزائر ومصر والأمارات والأردن، ولم أكن شخصيا أرغب في دراسة الطب ولكنه كان الخيار المتوقع والإجباري لتلميذة متفوقة وعبقرية في دراستها منذ صفها الأول وحتى البكالوريا ودفاتر علاماتي موجودة،  ولا أرى الطب سوى اختصاصا اكاديميا لا يستحق أن يحسدك عليه أحد وأن ييسعى لنفيه عنك وكأنه يجردك من شيء مهم! .. أما من جهة اخرى فكوني شاعرة ...يشكل أيضا مشكلة لا أفهم سببها... حد القول أن هناك من يكتب لي..وهذا كان قولا مضحكا بقدر المهرجين الذي رددوه ....إذ أن شخصيتي في نصوصي واضحة للأعمى منذ ٢٠٠٧ وحتى اليوم، ولعلي أكثر شاعرة لم تمنح تجربتها - التي يشهد كثير من كبار النقاد باختلافها- اهتماما كافيا ولم يكن الشعر مركز حياتي لاتكبر عناء البحث عمن يكتب لي ... اما مهنيا فقد يذهب البعض إلى نفي كفاءتي المهنية ...مع أني كنت دوما في كل مهنة عملت بها سواء في الطب أو الفن أو الثقافة أو الصحافة أو الإدارة... مثالا للموظف المتفاني الذي يملك كفاءة ودقة فائقة وحرصا شديدا على الالتزام والاحترافية في عمله...بشهادة كل من عملوا معي خلال مختلف مسيراتي المهنية المتنوعة والتي خضتها بالمناسبة لأني كائن ضد الروتين فأغير كل فترة عملي ومجالي ما دمت - والحمد لله- أملك إمكانيات كثيرة تمنحني خيارات شتى،  أما من يدعون مثلا أني أحاول الظهور والبحث عن الضوء ( فقد فاتهم أني لا أحتاج بذل أي جهد للظهور في نطاقهم الضيق ...وأذكرهم أني حين كنت في العشرين من عمري كنت أصغر كاتبة عمود يومي في الجريدة الرسمية، وأول شاعرة مثلت الجزائر في برنامج أمير الشعراء الأول، وأول شاعرة عربية وصلت هوليوود، وأول شاعرة بالفصحى غنى لها كاظم الساهر،  وأول سيناريست جزائرية تبرز على المستوى العربي، وكنت من النساء الأكثر تأثيرا في العالم العربي - لمرتين متتاليتين- وأنا في منتصف عشريناتي، ولدي جيش من آلاف المتابعين على صفحة الإعجاب الخاصة بي، ولدي سيرة ذاتية بطول خمسة صفحات... وحياة صاخبة ولامعة في مجالات كثيرة لا يعرف كثير منهم عنها شيئا لاني لا أجلد الناس يوميا بالثرثرة عن انجازاتي وفتوحاتي.... فهل يا ترى أحتاج أن افعل أي شيء آخر لأظهر نفسي للناس؟؟؟
أما إن تحدثوا عن سيرتي الشخصية وأخلاقي..فتلك معروفة للقاصي والداني وسيرتي ذائعة بحسن السير والسلوك في الوسط الحياتي والمهني والثقافي فأنا لم أقم علاقات مشبوهة في السر أخجل بها وأخاف أن يعرفها أحد...ولا استخدمت انوثتي يوما لتحصل على دعوة أو تطبيل أو أي مصلحة مهما كانت، وكنت دائما في نظر أصدقائي الرجال النموذج الذي يتمنون أن تكون بناتهم عليه وتكفيني نظرة الإحترام التي أراها في عيونهم  وفي عيون زوجي لتكون جدارا منيعا يحميني من أي افتراء... بل سيكون من يتحدث عني بالسوء مثار سخرية حقا...وسيعرف الجميع دون عناء مني... انه مجرد كاذب أو حاقد أو غيور ولن يؤذي سوى نفسه في النهاية.
إذن هي أشياء تزعج بعضهم لسبب لا ذنب لي فيه وقد كانت تزعجني في البداية لكنها ما تتحول مع الزمن إلى مادة للسخرية....فالمهم في النهاية أن كل الأذى الذي قد يلحقنا والإشاعات التي تحاول تشويهنا. ستتساقط  هي وأصحابها مثل ديدان الورق الأصفر، لتظل غصون الروح خضراء مزهرة بنور من الله الذي ينجينا دوما بخفي لطفه ما دمنا صادقين ومؤمنيت...فاجعل أيها العابر هنا من كل أذى بداية جديدة تفوق بها وسر قدما نحو الآتي بقوة أكبر وصلابة لا مثيل لها.
وادعوا كل من عانى من أي إساءة في حياته ... إلى إغلاق صفحات الماضي والإشاعات والقائها في النسيان والتجاهل، والسير قدما نحو تحقيق إنجازات جديدة أكبر وأجمل وأفضل ...فهذا أبلغ رد وهذا ضروري جدا...لنبقى أقوياء .

الدكتورة حنين عمر شاعرة جزائرية وروائية وكاتبة. مهتمة بالبحوث التراثية والنقد الأدبي*

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضفضةمؤقتة ضفضةمؤقتة



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 09:35 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفن وتهذيب السلوك والاخلاق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - أنتوني بلينكن يتحدث عن مصير التطبيع بين السعودية وإسرائيل

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جامعة أكسفورد تُقرّر زيادة وقت الامتحانات للإناث

GMT 11:46 2023 الخميس ,24 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 أغسطس/آب 2023

GMT 07:35 2023 الجمعة ,04 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 4 أغسطس /آب 2023

GMT 08:20 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 07:20 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

شركة السيارات "تسلا" تُسجل تسليمات فصلية قياسية في 2022

GMT 07:07 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدغشقر تسعى لاستثمارات مغربية في قطاع الأسمدة

GMT 22:26 2022 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مؤشرات الأسهم الأميركية تغلق على تراجع

GMT 19:49 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تضيف ميزة جديدة لـ Xbox Game Bar capture
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib