بقلم - اكرم ابو الراغب
قبل أيام كنت أكتب وابدع مسرحية جديدة للأطفال ، وكنت منسجما مع أحداثها
وشخوصها ، غاطسا في جدل عقدتها الفنية ، غائبا عن كل ماهو حولي .....
وإذ بجرس باب بيتي يقرع ، وما سمعته إلا بعد تكرار لشدة تركيزي فيما أكتب
وأبدع ، فنهضت وفتحت الباب وإذ بزهقان أفندي يقف في الباب مبتسما .
زهقان : مساء الخير ياجار ...
قلت : مساء الخيرات ...
زهقان : شفت حالي زهقان .. قلت لنفسي آجي اتسلى معاك شوي ...
قلت : أهلا وسهلا .. تفضل ..
دخل زهقان أفندي وجلس متبرطعا يرسم على وجهه ابتسامات زائفة ، ولكوني أريد
أن اكمل كتابة المسرحية قبل أن تهرب الأفكار مني ، فعاجلته بكلامي .
قلت : شو بتحب تشرب ..؟
زهقان : كاسة شاي لو سمحت ...
وبسرعة احضرت له كوب الشاي مطيبا بالنعناع ، واخذ يرتشف منه بتلذذ
زهقان : زمان ايام ما كنت موظف صار معي فصل بيجنن ...
وأخذ يقص عليّ حكاية لم أهم منها شيئا ، وتبعها بقصة اخرى واخرى ... وطال
جلوسه إلى ساعة أو أكثر ...
قلت : عدم المآخذه يا جاري العزيز .. أنا مشغول بكتابة مسرحية وانت اتيت
لزيارتي بلاموعد .
زهقان : وشو بتقصد بهالحكي .. يعني زيارتي غير مرغوب فيها ..؟؟
قلت : بالعكس أنت رجل ظريف ولطيف .. بس كان لزوم تاخذ مني موعد للزيارة ..
فنهض محتدا وامتلىء وجهه غضبا ..
زهقان : عفوا هو أنا جاي اقابل رئيس الوزرا ...
وخرج من بيتي وهو في قمة الغضب ...!!!!
عدت لأكمل أحـداث مسرحيتي ، فما عرفت ، طارت الأفكـار من رأسي