لا ما لا ضو
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

"لا ما.. لا ضو"...

المغرب اليوم -

لا ما لا ضو

يونس الخراشي

هبت الريح عاتية دون أي سابق إنذار في ذلك اليوم، ونحن نتأهب لتوديع الألعاب الأولمبية في دورة ريو عما قريب. وتمايلت الأشجار في الشارع الذي يوجد فيه مقر إقامتنا، فيما كان حفيف الرايات المعلقة بجانب الفندق، وهي تتمايل تمايلا شديدا، وتميل معها الأعمدة حيث علقت، يفيد بأن رياحا أشد ربما تأتي في الطريق.
وفي المساء، وقد راحت الأمطار تقصف الأسفلت، وتلطم زجاج النوافذ، حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد انقطع التيار الكهربائي عن مقر إقامتنا، ووجدنا أنفسنا في ظلام دامس. أما حين خرجنا، عبر منافذ الإغاثة، بما أن المصاعد كانت متوقفة، لاستطلاع الأمر في الاستقبالات، وحتى في الشارع، فقد اكتشفنا بأن الأمر يتعلق بانقطاع للتيار الكهربائي في المكان كله من حولنا.
المشكلة أن التيار الكهربائي المنقطع ذهب معه بـ"الويفي"، مما جعلنا نصبح بلا ارتباط بشكة الإنترنيت، وهو ما عطل عملنا إلى حد ما، وجعلنا، نحن الصحافيين على الأقل، نكتفي بالكتابة، مستغلين ما تبقى في حواسيبنا وآيباداتنا من طاقة، على أمل أن التيار قد يعود في أي لحظة، لنبعث بالمواد، دون أن ندرك بأنه سيبقى كذلك حتى صباح اليوم الموالي.
انقطاع التيار الكهربائي فجأة يؤدي إلى شعور بالملل، بل وحتى بالأسى، بما أن مشاهدة التلفزيون تصبح من الأمور المستحيلة، فضلا عن أن المأكولات والمشروبات التي توضع في الثلاجة، لاستعمالها عند الحاجة، تصير بين قوسين، وقد تتلف بسرعة، ويتعين شراء غيرها، ما قد يرهق الجيوب، كما أن الماء الساخن يصبح مجرد ذكرى، ولا مجال لاستعمال الحمام.
"وأوطيل هذا.. ديك النهار تقطع الما.. ودابا الضو.. وشي نهار نجيو منلقاوش حوايجنا".. قال أحدنا.
ولم يسلنا في تلك اللحظات الغارقة في الظلام، وعصف الرياح، وطقطقات المطر، سوى زيارة البعض منا لغرف البعض الآخر، رغم العتمة، لتبادل الحديث، وبخاصة حول الطرائف التي وقعت لنا في ريو، ولم نجد مناسبة نستعيدها إلا تلك، بحيث استمعنا لكثير من طرائفنا يحكيها لنا، بطريقته الخاصة، نور الدين بلحسين، ورحنا نضحك، ونعيد الكرة. 
وكم هو صادق ذلك المثل الفرنسي القائل :"من النقاش تنبعث الأنوار". فقد وجدنا الفرصة مواتية أيضا كي نضع في محك النقاش تلك الطريقة التي وصلنا بها إلى ريو ديجانيرو، وعدد الموفدين من صحافيين ومصورين، ورحنا نقلب الفكرة تلو الفكرة، وننصت لبعضنا البعض، وكل يدلي بدلوه، لنخلص إلى أنه يتعين إعادة النظر في كل شيء، حتى يتسنى للمغربي أن يحظى بتغطية أفضل للألعاب الأولمبية مستقبلا.
في وقت من الأوقات، وقد عم السكون كل الفندق، ولم يعد أحد من ضيوفه يصفق باب أدراج الإغاثة كي ينزل إلى أسفل، لعله يستطلع أمر التيار الكهربائي، فضلا عن أن الأنوار التي كانت تنبعث بين الفينة والأخرى من بعض الهواتف، خبت كلها، راح كل منا يبحث له عن مكانه المعتاد، لينام، على أن يتم ما تبقى من العمل في صباح اليوم الموالي، ويبعثه إن تسنى له ذلك.
حين استيقظت، حوالي الخامسة والربع من صباح يوم غد، فطنت بسرعة إلى أن التيار الكهربائي، الذي عاد للحظات قصيرة جدا بالليل، واضطرني كي أنهض من مرقدي لإغلاق جهاز التلفزيون، ما زال منقطعا، ما دعاني إلى الخروج بسرعة بحثا عن حافلة "باك وان"، حيث يتوفر على "الويفي"، حيث يمكنني أن أبعث المواد إلى الدار البيضاء.
لحسن الحظ، فقد اشتغل مستخدمو المطبخ طويلا، ومن وقت مبكر للغاية، كي يعدوا لنا وجبة الفطور، وإن افتقدت، وأنا على مائدته، برنامجي المفضل "بون جيا ريو"، وعرفت أن شيئا ما ضاع مني في ذلك الصباح، وإن كنت، في المقابل، حصلت على أشياء أخرى جميلة، لعل من بينها "ملامستي" للنجوم البعيدة في سماء المدينة، حين كنت أرقب، بعض المرات، من نافذة الغرفة المعتمة ليلا، عساي أعرف ما إذا كان الجيران، من حولنا، قد استعادوا التيار الكهربائي، أم أنهم بدورهم ينامون في الظلام، فتأسرني تلك النجوم وهي تتلألأ في سماء فسيحة. 
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ما لا ضو لا ما لا ضو



GMT 15:48 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

المنتخب الأولمبي وحكايته مع ولاية لقجع وبوميل

GMT 07:46 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"سامبوزلوم"..

GMT 02:54 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

"الذهب غالي"..

GMT 00:08 2017 الجمعة ,10 شباط / فبراير

"المنكر هذا"

GMT 03:37 2016 الأربعاء ,21 أيلول / سبتمبر

يوميات ريو ديجانيرو.."زملاء من العالم"..

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib