عبد الله بوستة رجل المعرفة مدرّب المثقفين وفنان الرياضيين

عبد الله بوستة رجل المعرفة مدرّب المثقفين وفنان الرياضيين

المغرب اليوم -

عبد الله بوستة رجل المعرفة مدرّب المثقفين وفنان الرياضيين

بقلم: الحسين بوهروال

نبدأ  الصفحة الثالثة المشرقة من حياة مُدرّب المثقفين عبد الله بوستة بالقول إنه جمع بين مهنة مدرّب بفضل الشهادة التي حصل عليها من الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم (LICENCE A )من 7 إلى 11 سبتمبر/أيلول 2013 ومهمة معد بدني على إثر حصوله على دبلوم يؤهله للقيام بهذا التخصص الأساسي الهام في المجال الرياضي بصفة عامة وكرة القدم على الخصوص وذلك  سنة 1995 من طرف الإتحاد الدولي (FIFA ) وهو ما يعني أن مدربنا جمع بين الإعداد والتكوين وبالتالي بإمكانه تحديد أهداف الإعداد البدني واستراتيجية وأهداف التدريب الرياضي وتكاملهما وهو ما يؤهله للتدخل عند الضرورة في عملية التهييئ البدني, ومعلوم أن عبد الله بوستة كان الوحيد في المغرب الحاصل إلى حدود 1988 على الليسانس في التربية البدنية والرياضة (تخصص كرة القدم ) وللتذكير  فإن أستاذنا حصل كذلك قبيل تخرجه على دبلوم بدرجة مدرب وطني بالجزائر (1974-1972) .

لم نقل عبثًا أو إطنابًا إنه مدرب المثقفين بل لأنه وقف شامخا إلى جانب المدرب الوطني الجزائري السابق الروماني المعروف MAKRI ومساعده الجزائري TIKANOUINE الأستاذ بالمركز الوطني إلى جانب مدربي المنتخب الجزائري السيدان : السعدي ورابح سعدان بالإضافة إلى محيي الدين خالف المدرب الأسبق للكوكب وخريج الكنيبس كذلك من دون أن ننسى المدرب الكبير والمثقف الآخر السي امحمد لبصير - كما يسميه المراكشيون - الذي ترك هو الآخر بصمات لا تمحى في مسيرة الكوكب الناجحة خلال السبعينات . عبد الله بوستة ليس ممن قضوا بضعة أيام هنا أو هناك وفي أحسن الأحوال بمركز CLAIRE FONTAINE الفرنسي تختتم عادة بالحصول على شهادة حضور وصور للذكرى - لا غير - تشكل خلاصة العلوم الرياضية التي نهل منها الأولون وقد كانت تعتبر إلى  جانب شهادة عقد الإزدياد الوثيقة الأهم في ملف طلب التوظيف كمدرب مرفوقة بصور بعض نجوم الكرة العالميين مع توصية هاتفية أوعملية دفع نحو مركز القيادة من هذا أو ذاك أو من  هنا أو هناك, عبد الله بوستة قدم في ختام تكوينه بحثًا مهمًا تحت عنوان " كرة القدم النخبوية : تقييم ومنهجية "دافع عنه أمام لجنة امتحان ذات الطقوس الجامعية ترأسها السيد بغدادي الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة الجزائري في السبعينيات وأحد أبرز المسؤولين المثقفين الرياضيين الجزائريين في تلك الحقبة ,و شكلّت المواد العلمية القسط الأكبر مما تلقاه الأستاذ عبد الله خلال تكوينه الرياضي الأكاديمي المعمق مدعمة بساعات طوال وشاقة من العمل الميداني المتميز ومن بين تلك المواد الأساسية التي نسردها باللغة العربية لتقريب الفهم من غير المتفرنسين على آمل أن لا تفقدها الترجمة حمولتها العميقة ونكهتها الدسمة ويتعلق الأمر بالمواد التالية :

علم التشريح - الفيزيولوجيا - علم النفس- قياس العلاقات الاجتماعية - علم الإحصاء - الإعداد البدني- التقنيات الرياضية - منهجية التدريب - البيداغوجية النظرية - البيداغوجية التطبيقية الخاصة بالمراهقين - تدبير شؤون نادي من المستوى العالي- الإسعافات الأولية - الطب الرياضي - التواصل إلى غير ذلك من المحاضرات واللقاءات والزيارات الميدانية .

لن نتطرق إلى الحديث عن مسيرة ضيفنا انطلاقا من الرياضة المدرسية والجامعية عندما كان للمدرسة أدوار وحضور ونتائج لان ذلك تحصيل حاصل ، مرورًا بالفئات الصغرى في صفوف ناديه الكوكب قبل حمل قميصه ضمن الكبار وقد استغرقت هذه المرحلة الهامة من العمر 10 سنوات بالتمام والكمال ، أي من 1963 إلى 1972 ممارسة وتأطيرا وإشرافا . ولن تفوتنا مع ذلك فرصة التذكير بفوزه ببطولة المغرب في القفز العالي (1،85 م) حيث كان من بين منافسيه الاستاذين عبد اللطيف الشيكي وأحمد قوصي وهم ينافسون باسم الكوكب لألعاب القوى .

و تولى عبد الله بوستة أمر تدريب مجموعة من الفرق بمختلف الأقسام بمسؤولية وكفاءة وتواضع من بينها : الكوكب ، الميلودية المراكشية ، الكمال المراكشي ، حسنية أغادير ، الشباب الرياضي لشراكة  (الجزائر العاصمة) ، أولمبيك مراكش، المنتخب الوطني المدرسي والجامعي .

وفي سنة 1983 أشرف على تدريب المنتخب الوطني للمحامين المغاربة الذي فاز تحت قيادته بكأس  العالم للمحامين التي أقيمت  - كما هو معلوم – في مدينة مراكش وبالضبط على أرضية ملعب الحارثي التاريخي الذي كان يمتلئ  عن أخره بالجماهير الرياضية طيلة مدة المباريات ، هذا الحارثي هو نفسه الذي تحوّل لاحقًا بفعل الزمان المتقلب إلى ما تعلمون . كان من أبرز عناصر  المنتخب المغربي محامون مراكشيون تألقوا في مجال القضاء وأبدعوا في الميدان الرياضي  نذكر من بينهم الاساتذة : محمد جوهري رئيس جمعية رياضة وصداقة - مراكش ، عبد العزيز العلوي مودني الرئيس الحالي لعصبة الجنوب لكرة القدم ،  عبد الصادق معطى الله لاعب متألق سابق في صفوف الميلودية  المراكشية  وآخرين .  

حقق عبد الله بوستة نجاحات رياضية هامة في حقل يعج بالألغام البشرية الفتاكة بالكفاءات والجهود والمشاريع الهادفة ومن بين تلك النجاحات  فوزه بكأس العرش عام 1993 بعد تغلب الكوكب على النادي القنيطري (1-2) . وفي الوقت الذي كان فيه عبد الله بوستة يركز على مباراة نصف النهاية لنيل كأس العرش ضد الجيش الملكي كان البعض ينسج خيوط مؤامرة وسيناريوهات شيطانية للإطاحة به بطريقة مهينة كانت السبب في تعرضه لحالة اكتئاب نفسية خطيرة استدعت سفره على عجل إلى فرنسا من أجل العلاج الامر الذي يجعل حاجته ملحة لكل مدخراته ومستحقاته  ألمالية . ( وبقدر ما كان السيد الحاج محمد المديوري رجلا رياضيا

عطوفا علي ووفر لي التحملات ووثائق السفر من أجل العلاج بفرنسا وكلف جمال الحقيقي( جمال قريطس)  بالتتبع اليومي لحالتي الصحية ، بقدر ما تكالب علي بعض الدخلاء المتسلطين على الكوكب يقول عبد الله بوستة حتى حرموني من ابسط مستحقاتي ومردود عرق جبيني  ) .  كان للفوز ثمن وتبعات مؤلمة لازال المتوج عبد الله بوستة يحكي عنها بحسرة  وحرقة وألم وخاصة ما تعرض له في خضم الفرح العارم بالفوز وبعده من سوء معاملة من طرف نازح بئيس جاء من فريق من الدرجة السفلى كان يسمى آنذاك فريق ( الأشغال الشاقة ) الذي شاءت الأقدار أن يتسلل في جنح الظلام ، لكن في غمرة رياح التغيير التاريخي والتحول الإيجابي الذي انقد الكوكب من الاستمرار في الأوضاع التي كان يعيشها بين مد وجزر متردد لسنوات وعقود وذلك بمجيئ السيد الحاج محمد المديوري الى الكوكب مؤدنا ببزوغ فجر جديد سجله التاريخ  يحن إليه اليوم عشاق النادي في مجال التدبير الاحترافي المتقدم .

وهكذا تسلم الذي لا هو جميل ولا لون له أمور تدبير شؤون الكوكب المالية وسلم الجميع (أطرا ولاعبين وغيرهم) منحة نيل الكأس الغالية ورفض هذا الحق المكتسب للمدرب عبد الله الذي لم يحصل على باقي مستحقاته الكثيرة , وعندما سأل  قارون وقته  عن السبب أجابه ببرودة دم  ووقاحة وتنكر لا يتميز بها إلا من هم على درجة كبيرة من الحقد المجاني : ( هذا كوكب جديد ، فأنت وعملك وانجازاتك أصبحتما من الماضي, لم يتوصل السي عبد الله بشيئ من حقوقه إلى اليوم (الدار، دار بونا وكلابها ينبحونا ) - كما يقول المثل المغربي المعروف -.

 كان لتصرف المتسلّط المالي  الغير الإنساني أسوأ الوقع على نفسية عائلة عبد الله بوستة برمتها وعلى معنوية بعض المحبين الرياضيين الذين علموا بهذا الأمر المشين . وباستثناء اللاعب  الخلوق حميد جنينة الذي بادر الى زيارته مع مجموعة من اللاعبين ، فلا أحد اهتم بوضعية وحالة الإنسان الطيب المحتاج إلى الدعم والمساندة المعنوية في الظروف الصحية الصعبة التي كان يمر منها آنذاك ومع ذلك لم يتوجه الكوكبي الأصيل المدرب الكبير عبد الله بوستة إلى أية جهة كانت من اختصاصها إصدار الأمر باسترداد الحقوق من محاكم أو جامعة أو فيفا كما يفعل كثيرون غيره تاركا أمره إلى الله ، القاضي العادل . موقف عبد الله بوستة لا شك يستحق الإكبار والتنويه من كل الشرفاء لنبله وتسامحه وحبه الحقيقي للكوكب وحرصه على عدم التسبب في خدش سمعة النادي ولو على حساب صحته ومصالحه الشخصية . طال النسيان القاتل اهل السوء والكراهية والتعسف وبقي الإنسان الخلوق  والمدرب المتمكن عبد الله بوستة الذي مابدل ولا تبدل طيبا شامخا قنوعا كما عهدناه ، لينال ويحظى  باحترام وفائق تقدير الرياضيين في كل مكان .

أدام الله علينا وعليه نعمة الصحة والعافية في أحضان عائلته الأصيلة المتجدرة وجمعيته الرياضية النموذجية ، جمعية : رياضة وصداقة- مراكش التي يعتبر أحد أعضائها المؤسسين ومحركيها الأساسيين .آمين .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الله بوستة رجل المعرفة مدرّب المثقفين وفنان الرياضيين عبد الله بوستة رجل المعرفة مدرّب المثقفين وفنان الرياضيين



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 15:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
المغرب اليوم - هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"

GMT 16:49 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مكرم محمد أحمد ضيف "الجمعة في مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

مهاجم زامبي على طاولة فريق الدفاع الحسني الجديدي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib